[x] اغلاق
ثلث العام على فقدان العزيز ضرغام
2/8/2017 7:12

ثلث العام على فقدان العزيز ضرغام

كما قال عالم الفلك، الدكتور إبراهيم حزبون، إن كثيرين من الناس، يموتون عشيّة أعياد ميلادهم. والإنسان عادةً، يكون في وضع صحيّ ليس بالحسن، إلى حين مرور يوم ذكرى ميلاده، فتتحسّن حالته الصحيّة. وهكذا، فارقنا الأخ والجار العزيز المرحوم ضرغام مصطفى خليل، أبو خضر، يوم الأحد الحزين، 26.3.2017، قُبَيل الذكرى الحادية والخمسين لميلاده (12.4.1966).

وكان المرحوم قد دخل المستشفى للعلاج، يوم الخميس 23.2.2017، وعاد إلى البيت يوم الأحد 26.2.2017، بعد فتح انسدادٍ، كان في أحد الشرايين، وتأجيل فتح انسداد في شريان آخر!! وفي طريق العودة إلى الدّار، قال المرحوم لابن أخيه محمد (مصطفى): خذني "دُوز دُغري" إلى المقبرة، أريد الذهاب إلى أُمي، وقريبًا سأذهب إليها!! وكان المرحوم، قد دَوّن في مذكراته، ما معناه أنّه موشك على الرحيل، ويوصي مَن بَعْدَهُ بكذا وكذا!!

ويوم الجمعة الأشدّ حزنًا (3.3.2017)، عاد المرحوم إلى المستشفى، بعد عِنادٍ، بل أُعيد إلى المستشفى، إِثرَ سكتة قلبيّة حادة، وبقي هناك إلى حين فارق الحياة، رحمه الله!

ومن سخريات القَدَر، أنّ الفترة الزمنية، بين وفاة الوالد المرحوم مصطفى خليل- أبو محمد (الاثنين 24.10.2011)، وبين وفاة الابن ضرغام، لا تتجاوز خمسَ سنوات وخمسةَ أشهر، أي ما يساوي، عُمْرَ طفلٍ في صفّ البستان!! وبالأمس كان ضرغام، حاملًا الشنطةَ على ظهره، وداخلًا إلى صفّ البستان!! وما أقصرَ عُمْرَ الإنسان!!

وعلى سبيل المثال لا الحصر، أذكرُ حادثة تدلّ، على جبروت المرحوم ضرغام: في إحدى المرات، وأثناء تناول الطعام مع شغيلته، عَضّتْ المرحومَ في ساقه، أفعى خرجت من بطن حجر البلوك، الذي جلس المرحوم عليه. ولم ينتبه أحد إلى ما حصل. ولم يكشف المرحوم الأمرَ، حتّى لا يزعج شغيلته، قبل إتمام تناول الطعام. وقام بسحق رأس الأفعى، عن طريق عصرِهِ بأصابع يده، وَوَضَعَها في الجيب الكبير لسروال العمل الذي كان يرتديه. وفيما بعد، ذهب إلى الطبيب، وأطلعه على الأفعى. يا سلام يا ضرغام!!

ضرغام

لَيْسَ  بِحَقٍّ  بَلْ  إجرامْ         وكذا موتُكَ يا ضرغامْ

مِثْلي كُنْتَ قليلَ الحظّْ         ضَغَطَتْكَ  همومُ  الأيامْ

تَعليمُ وَلَدِكُمْ في الخارج        وَلوازمُ   بَيْتٍ    وطعامْ

----                                                                                                    بِسَخاءٍ تعطي ما  تَملكْ        وبدونِ  حسابٍ  لِأَمامْ

كَهْرَبَةً  كانتْ  صَنْعَتُكُمْ       مُتْقَنَةً     وَبِها     إِلْمامْ

كُلُّ    الجيرانِ   أحبّوكُمْ      قَصَدوكَ  فَوجدوكَ  دَوامْ

مُتواضِعْ لا تُؤذي أحدًا        جَبّارًا    كُنْتَ   ومِقْدامْ

أَمْثالُكَ  قِلَّةْ  أَبا  خَضْرٍ       لَسعةُ  أفعى  ولا إيلامْ!!

----

ما انْفَكَّ  يُسائِلُ  جِبريلٌ       قَلِقَتْ سَلْمى وكيفَ تنامْ!

ما فَهِمَ  العَمَّ  أبو شادي      أَنَّ   غِيابَكْ   يعني   زُؤامْ

              وَانتظَرَ قُدومَكَ في شَوْقٍ       لكِنْ    خدعتْهُ   الأوهامْ

وَبِحُرْقَةْ   بَكَتْكُم   نجميَّةْ        دائمْ   حُزْنُ   الخالَةْ  تَمامْ

----

إِيناسُ   أَعَزَّتْكَ   كثيرًا        لَنْ تنساكَ  مَدى  الأعوامْ

الرَّبَّ رجتْهُ  لِكيْ تَبْقى        لِلْعَيْشِ    بِحُبٍّ     وَوِئامْ

لكنْ ما سُمِعَتْ دَعْواها        لا  نَعْرِفُ  مَنْ  مِنّا  يُلامْ

ما  ذَنْبُ  امرأةٍ  وَبنيها       سَنَدًا  قَدْ  فَقَدُوا  وأحلامْ

مِنْهُمْ، مِنْ أبناءِ الحارةْ        قُبُلاتُ   لِعَيْنِكَ   وَسَلامْ

قُبُلاتٌ وَأَحَرُّ سَلامْ

أحد أبناء الحارة – صالح مصلح حماده