عقد هذا الأسبوع، في مدينة الناصرة، مؤتمر "صحة السكان العرب على محور الزمن"، وهو الأول من نوعه من ناحية التنظيم والحدث والمحاضرات والدراسات.

وبرز في المؤتمر مشاركة كبيرة من المجتمع العربي ووسائل الإعلام والمهتمين في مسألة الصحة، بينما ظهر واضحًا تغيّب الإعلام العبري، وكأن هناك تجاهل تام، فلم يذكر عبر الوسائل الإعلام المكتوبة أو السموعة أو المرئية ولا حتى كشريط قصير في المواقع العبرية.

حتى أنّ طلبًا وجهه الدكتور بشارة بشارات  رئيس المؤتمر ومدير المستشفى الانجليزي، بكتابة مقالة عن الموضوع في صحيفة "هآرتس" قوبل بالرفض. 

قال د. بشارة: "قامت شركة ميدكال ميديا بإرسال الدعوات لجميع الإعلاميين عربا ويهودا، وتوقعنا اهتماماً كبيراً كون المؤتمر هو المؤتمر الأول من حيث المواضيع ومشاركة الاختصاصيين عربًا ويهودًا، وكان علينا أن نجري مقارنة بين المجتمعين العربي واليهودي إضافة الى الدراسات والأبحاث المهمة، الا انّ عدم اهتمام الإعلام العبري أصابني بخيبة أمل كبيرة".

وتساءل بشارات: "هل يبدو المؤتمر غير جديد بالاهتمام، أم أنّ هذا التجاهل جزء من السياسة التي ينتهجها الإعلام العبري منذ اندلاع الانتفاضة الثانية حيث قلل من التعامل مع العرب، وإبرازهم في أي موقعٍ إعلامي".

وطرح المؤتمر عددًا من المواضيع الغنيّة إعلاميا وبحثيا، مثل: صحة الطفل وحوادث الاطفال، اليرقان الرئوي الحاد، السمنة المفرطة، سرطان الثدي وغيرها من الإحصائيات المهمة مثل: أن أكثر من 70% من أبناء المجتمع العربي وبالأخص في أوساط النساء العربيات يعانين من السمنة الزائدة مقابل 30% من النساء أو أن 35.9% من اليهود مقابل 52.2% من العرب مصابون بمرض السكري وغيرها .

وتعود هذه النسبة المذكورة إلى وجود إلى فوارق صحية بارزة بين المجتمعين، في ظل غياب المساواة في تقديم الخدمات الصحية بين المجتمعين.

بقي أن نشير أنّ وسائل الإعلام العبرية تسلط بشكل بارز حوادث العنف التي تحدث في المجتمع العربي، حيث تعطيها موقعًا بارزًا وغالبًا على صفحاتها الأولى، بينما تتجاهل هذه النشاطات الصحية والاجتماعية المهمة والتي تهم المجتمعين؟!