[x] اغلاق
عن أي رصيد جماهيري واسع في الشارع العربي يتحدث النائب أحمد الطيبي؟
14/9/2017 7:15

عن أي رصيد جماهيري واسع

في الشارع العربي يتحدث النائب أحمد الطيبي؟

الإعلامي أحمد حازم

الحديث حول القائمة العربية المشتركة، احتل في الفترة الأخيرة جزءأً كبيراً في النقاشات الدائرة بين المواطنين العرب حول تركيبة القائمة في  الانتخابات القادمة للكنيست. وقد كانت قضية التناوب في الأسابيع الأخيرة بين مركبات القائمة موضوع خلاف كبير بين هذه المركبات، حيث تم توجيه أصابع الإتهام للحركة العربية للتغيير بعرقلة طريق القائمة بسبب إصرار رئيسها د.أحمد الطيبي على موقفه من التناوب، حتى أن بعض مركبات القائمة اتهمه بمحاولة التمسك بالمقعد الثاني لأسامة السعدي حتى الانتخابات القادمة، لكن إعلان الحركة العربية للتغيير عن موعد استقالة السعدي أبعد هذه الاتهامات وأعاد إلى حد ما القائمة إلى طبيعتها كما كانت.
 
ومهما يكن من أمر، فالقضية لا تتوقف عند استقالة السعدي فقط. والخلاف كما أعتقد لم يتم حله بصورة نهائية، لأن لجنة الوفاق المكلفة بالعمل على تركيبة القائمة ستواجه مشكلة كبيرة في المرة القادمة، خصوصاً وأن الطيبي أعلن صراحة انه لن يرضى بالتناوب بعد اليوم، وأن ظلماً كبيراً قد لحق بالحركة العربية للتغيير في قضية التقاسم في التركيبة الماضية للقائمة. وهذا يعني أن الطيبي لن يرضى بمقعد واحد في المرة القادمة ويطالب بمقعدين، على اعتبار أن الحركة العربية للتغيير وحسب تعبير الطيبي هي حركة ناشطة جداً في المجتمع العربي ولها جمهورها الواسع.
 
الطيبي ومنذ تأسيسه للحركة العربية للتغير عام 1996 لم يخض انتخابات الكنيست حتى يومنا هذا باسم الحركة خوفاً من عدم اجتياز نسبة الحسم أي خوفاً من الخسارة. ولم تخض الحركة الانتخابات في العام 1996 تحسبا لعدم تجاوز نسبة الحسم المطلوبة، وأعلنت الحركة في أبريل/ نيسان من العام نفسه عدم خوضها الانتخابات. لكن الحركة خاضت  انتخابات الدورة الخامسة عشرة لانتخابات الكنيست عام 1999 ضمن قائمة ائتلافية مع حزب التجمع الوطني الديمقراطي أطلق عليه اسم "التجمع الوحدوي الوطني العربي" حيث حصلت الحركة على مقعد واحد شغله رئيسها الطيبي. لكن خلافاً حصل بين الطيبي وبين التجمع في تلك الفترة أعلن الطيبي على أثره التخلي عن تحالفه مع التجمع.
 
وفي الدورة السادسة عشر للكنيست 2003 خاضت الحركة العربية للتغيير الانتخابات ضمن قائمة تحالفية مع الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وحصلت أيضاً على  مقعد واحد. وفي انتخابات الدورة السابعة عشرة عام 2006 تم التحالف بين الحركة العربية للتغيير والقائمة الموحدة والتي تشمل الحركة الإسلامية (الجناح الجنوبي) والحزب الديمقراطي العربي والحزب القومي العربي. وخاضت أيضاً ضمن هذه القائمة التحالفية انتخابات الدورة الثامنة عشرة 2009 وانتخابات الدورة التاسعة عشرة 2013 .
 
ويتبين مما تقدم أن الحركة العربية للتغيير لو كان لها رصيد جماهيري واسع وقوة شعبية  كما يدعي الطيبي لكالت الحركة خاضت كل الانتخابات دون الحاجة للدخول في ائتلاف. والشيء المهم أن الطيبي نسي أو تناسى شيئاً مهمًا وهو  أن وجوده في الكنيست لغاية الآن يعود الفضل فيه للغير وليس لحركته، بمعنى أن  الطيبي لم يكن ليصبح عضو كنيست دون تحالف مع قوى أخرى. إذاً عن أي  قوة جماهيرية واسعة يتحدث الطيبي ما دامت الحركة العربية للتغيير كانت عاجزة عن خوض الانتخابات للكنيست بمفردها مثل التجمع والجبهة والحركة الإسلامية. وهذا يعني أنه لولا هذه الأحزاب الثلاثة لما وصل الطيبي إلى الكنيست. والأنكى من ذلك  أن لجنة الوفاق الوطني تفاجأت عند تشكيل القائمة العربية المشتركة  في شهر مارس/ آذار عام 2015، بأن الطيبي يطالب بمقعدين مضمونين في القائمة. علي أية حال فإن لجنة الوفاق الوطني عليها منذ الآن التفكير ملياً في التركيبة القادمة للقائمة العربية المشتركة وإعطاء كل ذي حق حقه،
 
نقطة أخرى لا بد من التطرق إليها وهي قضية مرشحون مستقلون. فهناك شخصيات سياسية مستقلة فاعلة في مجتمعنا العربي لها نشاط واضح وملموس، يجب أن تكون ممثلة في القائمة العربية المشتركة، لأن هذه القائمة ليست حكراً على الأحزاب فقط. وعليه فإن لجنة الوفاق يجب أن تأخذ بعين الاعتبار هذه النقطة وأن تأخذ في الحسبان بعض الأسماء لتختار إتنين أو واحداً على الأقل كمرشح مستقل.