[x] اغلاق
خمسة وثلاثون عاما على مرور ذكرى مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا للفلسطينيين
18/9/2017 11:05

خمسة وثلاثون عاما على مرور ذكرى مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا للفلسطينيين

الإعلامي أحمد حازم

تقول الزميلة العزيزة الدكتورة بيان نويهض الحوت زوجة القيادي الفلسطيني  الراحل شفيق الحوت معلمي في الإعلام والسياسة، إن مجزرة صبرا وشاتيلا ليست واحدة من أبشع مجازر القرن العشرين وليست مجرد رقم على لائحة المجازر الإسرائيلية ضد الفلسطينيين والعرب، وسرها في أنها مأساة لن يُسدل الستار عليها ما دام الأحياء من أبنائها يعيشون كوابيسها

الدكتورة نويهض التي أرسلت لي كتابها "صبرا وشاتيلا"  مشكورة مع توقيع شخصي لي، اقتبست في كتابها مقتطفات من قصص الناجين،.فتقول إحدى الناجيات عن قصة أمل وهي امرأة فلسطينية حرمتها الحياة من نعمة النطق: "شافوها القتلة حامل، لأنو كانت أمل رح تصير بشهرها الأخير، لكن ما كان في قلوبهم أي رحمة، راحوا قطعوا إيد جوزها ورموها قدامها، وبعدين إجا دور أمل، راحوا جايبين سكينة كبيرة فوتوها ببطنها وطلعوا منو الجنين وهم بيضحكوا ،ما عاد فيها أمل تتحمل، وقعت على الأرض على آخر نفس، وراحوا رموا الجنين جنبها بعد ما تأكدوا إنو مات"

وأمرأة فلسطينية أخرى تقول : "قطعوا راس زوجي ورموه بين رجلين ابنه، وقطعوا إيد ابني ورموها على كتف خالو المقتول حدو، وكان واحد من إخوتي مضروب 15 رصاصة ووجهه مجروح بالسكاكين , وكان أخوي التاني راسه مفتوح نصين بضربة بلطة"

بعد خروج منظمة التحرير الفلسطينية بكافة فصائلها وقواتها من لعاصمة اللبنانية  بيروت  في صيف عام 1982 ضمن اتفاق دولي،  وذلك بعد غزو الجيش الاسرائيلي لبيروت في تلك الفترة، أصبحت المخيمات الفلسطينية في لبنان  بدون حماية، ولا سيما المخيمات الفلسطينية في ضواحي بيروت التي كانت خاضعة لحصار إسرائيلي  شامل وقوي. وفي إحدى لقاءاتي مع الرئيس الراحل ياسر عرفات في تونس، أخبرني بأنه كان يخشى إلى حد كبير من  تعرض مخيمات فلسطينية لمجازر، وأنه بحث هذا الأمر مع مسؤولين غربيين، وتم التوصل لاتفاق قامت الولايات المتحدة برعايته، وتعهدت فيه بضمان أمن وسلامة ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في العاصمة اللبنانية، لكن ما حصل هو العكس تماماً .

في تلك الفترة الزمنية كنت في بيروت وأذكر تماماً ما حصل، ففي أيام الأسبوع الثالث من شهر سبتمبر/أيلول وبالتحديد في السادس عشر منه عام 1982 قامت ثلاث مجموعات  إجرامية من ميليشيات حزب الكتائب اللبناني وجيش لبنان الجنوبي باقتحام مخيمي صبرا وشاتيلا بالقرب من بيروت،  ونفذت مجزرة استمرت ثلاثة أيام. وبدأوا يقتلون المدنيين قتلاً بلا هوادة،  وتقول المعلومات ان أطفالاً في سن الثالثة والرابعة وُجدوا غرقى في دمائهم، حوامل بقرت بُطونهن ونساء تم إغتصابهن قبل قتلهن، رجال وشيوخ ذُبحوا وقُتلوا، وكل من حاول الهرب كان القتل مصيره، 48 ساعة من القتل المستمر وسماء المخيم مغطاة بنيران القنابل المضيئة الاسرائيلية،

وتقول المعلومات أن الآليات الإسرائيلة أحكمت إغلاقَ كل المداخل إلى المخيم وقد سهل جيش الاحتلال الاسرائيلي لميليشيات القوات اللبنانية التابعة لحزب الكتائب اللبناني وجيش لبنان الجنوبي البدء بارتكاب المجزرة المروعة في صبرا وشاتيلا، ولم يُسمح للصحفيين بدخول المخيم إلا بعد انتهاء المجزرة، حين استفاق العالم على مذبحة من أبشع المذابح في تاريخ البشرية، وبالرغم من ان عدد قتلى المذبحة لم يعرف بوضوح إلا أن التقديرات  تتحدث عن حوالى 4000 شهيد من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل.

القيادي الفلسطيني تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية طالب قبل أيام منظمات حقوق الانسان ب "ممارسة الضغط على اسرائيل  للكشف عن الوثائق التي تمتلكها حول المجزرة، لأنها ترفض الكشف عن سريتها بغرض التستر على جريمتها وعدم إحراج الولايات المتحدة، التي كانت هي الأخرى تعلم بها ولم تسارع لوقفها"

حتى أن الصحافي الإسرائيلي الفرنسي أمنون كابليوك كان قد طالب في كتاب له عن  مجزرة صبرا وشاتيلا  منظمات حقوق الانسان والمنظمات المعنية في الأمم المتحدة بالتدخل لإجبار اسرائيل على الكشف عن جميع الوثائق التي تلقي الضوء على المسؤولية المباشرة وغير المباشرة لمجرمي الحرب ، الذين ارتكبوا جريمة صبرا وشاتيلا أو تورطوا في ارتكابها.