[x] اغلاق
ثوري سيّدتي فالثّورة أنثى
24/9/2017 7:31

ثوري سيّدتي فالثّورة أنثى

زهير دعيم

ألم يحنِ الوقت لكيما يرحل عنّا النظام الأبويّ- البطرياركيّ  المستبدّ ؛ هذا النظام الموروث والمقيت والذي ينادي بفوْقيّة الذّكوريّة وحقّها في الهيمنة والتسلّط وفرض الذات بالقوّة .

ألم يحنِ الوقت لكيما نصرخ بوجه ما يُسمّى " شرف العائلة"  : " أتركنا بسلام .. طر الى غير رجعة ، فقد أضحيتَ غير مرغوب بكَ بين ظهرانينا.

ألم يحنِ الوقت – وأنا  الذي لطالما ناديت بالتروّي والسّكينة والمحبّة – ألم يحنِ الوقتُ للقيام بثورة نسائية عارمة ضد مَن تُسوّل له نفسه القيام بالقتل أيّا كان نوعه ومصدره وخاصة قتل المرأة ، مهما كانت الظروف والحالات والحيثيّات.... عالمين ومتيقنين أنّ كلمة ثورة هي أنثى لغةً وتعبيرًا  كما الانتفاضة. فقد طفح الكيل ولم يعد في قوس صبرنا من مُنزع، فالظّلم استشرى ، والاستبداد تمادى وليس هناك من يقول بصوت واضح جهوريّ : كفى.

 كثيرُا ما تراودني قصة المرأة  الزانية التي امسكت بذات الفعل والتي جاؤوا بها الى السيّد المسيح ليحكم عليها بالرجم ...جاؤوا بها ولم يجيئوا بالزاني ّ: فقال لهم : " من منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر..

فانسحب الجميع ولم يبق أحد سواها  فنظر اليها قائلا : ألم يُدنْك أحد؟  فقالت لا يا سيّدي فقال لها : ولا أنا أدينك . أذهبي ولا تخطئي أيضًا.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو : هل الزّنى مقصور على النساء ؟ وإلّا فأين الشريك الذي مارس هذه الفعلة السيئة؟!

لا يغرَّنَك كلامي ، فأنا أمقت الأباحية وأرفض الزّنى ، بل وأنادي بالشَّرَف ..والرحمة..نعم الرحمة.

ثمّ مَن قال أن الشُّبهات حقائق  وأن الشكوك يقين ، وحتّى وإن ثبت الأمر فهذا لا يُعطي لانسان أيًّا كان أن يأخذ روح انسان آخَر .

ألم يسمعوا بمصطلحات : الارشاد ، الوعظ ، التبكيت ، التصحيح ، التجبير ، التوبة والرجوع عن الخطأ ، لملمة الجروح .

لا اعرف كم جريمة قتل  ارتكبها مجتمعنا العربي البائس في هذه السنة   بحقّ النساء تحت ستار " شرَف العائلة" ولكنني اعرف انه عدد كبير يندى له الجبين خجلًا..

ثوري سيّدتي ، لا تنتظري عوْنًا من أحد ، لا منّي ولا من غيري .

 ثوري وازرعي التّلال والوديان والجبال صُراخًا وامتعاضًا  وتأفّفًا  وقديمًا قالوا : " لا يحكّ جلدك مثل ظفركَ ، فتولَّ أنت جميع أمركَ"

ثوري سيّدتي على عاداتنا الشّرقيّة المقيتة ولا تستسلمي ، ولا تهادني ، ولا تفاوضي فمثل هذا الحقّ هو مُقدّس غنته السّماء سيمفونيةً أزليّة.

فالحياة من فوق ولا يأخذها إلّا هذا  الفوق..

ثوري فالثورة أنثى!!.