[x] اغلاق
الذكرى السنوية المائة لـ وعد بلفور... وعد من لا يملك لمن لا يستحق
25/10/2017 8:59

الذكرى السنوية المائة لـ "وعد بلفور"... وعد من لا يملك لمن لا يستحق

الإعلامي أحمد حازم

 في التاني من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1917 أي قبل مائة عام قام وزير خارجية بريطانيا آنذاك، آرثر جيمس بلفور في تشرين الثاني عام 1917 بإرسال رسالة إلى اللورد روتشيلد، أحد زعماء الحركة الصهيونية العالمية، منحت بموجبها بريطانيا الحق لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، بناء على المقولة المزيفة 'أرض بلا شعب لشعب بلا أرض'. وقد أطلق على الرسالة "وعد بلفور" بينما وصفها المؤيدون للفلسطينيين بــ "وعد من لا يملك لمن لا يستحق". وكان هذا الوعد بمثابة الخطوة الأولى للغرب لإقامة كيان لليهود على أرض فلسطين تلبية لرغبات الصهيونية العالمية على حساب الشعب الفلسطيني المتجذر في فلسطين  منذ آلاف السنين.

ويرى باحثون ومؤرخون أن الحكومة البريطانية كانت قد عرضت نص تصريح بلفور على فرنسا وإيطاليا حيث وافقتا عليه بصورة رسمية عام 1918 ثم وافقت عليه الولايات المتحدة  وكذلك اليابان رسمياً سنة 1919.  وفي 25 نيسان سنة 1920، وافق المجلس الأعلى لقوات الحلفاء في مؤتمر سان ريمو على أن يعهد إلى بريطانيا بالانتداب على فلسطين، وأن يوضع وعد بلفور موضع التنفيذ حسب ما ورد في المادة الثانية من صك الانتداب، وفي 24 تموز عام 1922 وافق مجلس عصبة الأمم المتحدة على مشروع الانتداب الذي دخل حيز التنفيذ في 29 أيلول 1923، وبذلك يمكننا القول إن وعد بلفور كان وعدا غربياً ممن لا يملك لمن لا يستحق وليس بريطانياً فحسب.

وعد بلفور أعطى وطنا لليهود وهم ليسوا سكان فلسطين، حيث لم يكن في فلسطين من اليهود عند صدور التصريح سوى خمسين ألفا في حين كان عدد المواطنين  الفلسطينيين في ذلك الوقت يناهز 650 ألفا، ولكن الوعد المشؤوم تجاهلهم ولم يعترف لهم إلا ببعض الحقوق المدنية والدينية، متجاهلا حقوقهم السياسية والاقتصادية والإدارية.

يقول مؤرخون فلسطينيون إن  اليهود تمكنوا من استغلال وعد آرثر بلفور والانتداب البريطاني على فلسطين، وقرار الجمعية العامة عام 1947، بتقسيم فلسطين ليحققوا حلمهم بإقامة إسرائيل في الخامس عشر من أيار عام 1948، ولتصبح إسرائيل أول دولة في تاريخ النظام السياسي العالمي التي تنشأ على أرض الغير، وتلقى مساندة دولية وتتوسع وتبتلع المزيد من الأراضي الفلسطينية والعربية، وتبطش بمن تبقى من الشعب الفلسطيني على أرضه دون رحمة.

تعلمنا ونحن صغاراً أن الخبث والخداع هو من صفات الانجليز، ولذلك جاءت السياسة البريطانية لتترجم هذه الصفات بصورة واضحة. ومن هنا جاءت النظرية البريطانية "فرق تسد".  الدبلوماسي البريطاني السير كريستوفر ماير سفير بريطانيا السابق في واشنطن يقول في دراسة عن الدبلوماسية البريطانية نشرتها إذاعة بي بي سي البريطانية إن الانجليز هم ثعالب السياسة ودهاتها.

الكاتب الأمريكي الساخر مارك توين يقول: " إن الرجل البريطاني كريم جداً إلى درجة أنه يتبرع لك بالقميص الوحيد الذي يمتلكه جاره، ولقد دهشت من وقاحتهم حين تبرعوا للدكتاتور الإيطالي موسوليني حتى يبعدوه عن هتلر نصف الحبشة دون أن يستشيروا هيلاسي لاسي إمبراطور الحبشة ودون أن يستشيروا شعب الحبشة طبعاً.

ويرى محللون سياسيون للسياسة البريطانية إن الإنجليز يتقنون فن المراوغة والخداع؛ فيقع الخصم في أحابيل خداعهم فريسة سهلة وسلاحهم الكذب، وليس صدفة أن يتبنى الإنجليز اليهود ويعدوهم بوطن على حساب شعب آمن في وطنه فيسرقوه منه في وضح النهار، وهذا ما دفع  أيضا  بالكنيسة الإنجليكانية البريطانية للترويج للفكرة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر على أن فلسطين هي أرض الميعاد .وقد جندت الكنيسة الإنجليكانية حسب المحللين للترويج للفكرة علماء سياسة واقتصاد واجتماع وشعراء ومؤرخين. ويضيف المحللون إن ما يجمع اليهود بالإنجليز هو فن صناعة الكذب. وكما قال الروائي البريطاني جورج أوريل في روايته المزرعة: "اكذب اكذب اكذب حتى تُصدِّق" وهكذا وجدت الكذبة التربة الخصبة، وصدق الإنجليز أنفسهم الكذبة ومعهم اليهود وادّعى اليهود أن أرض الميعاد هي فلسطين، وصدر وعد بلفور الذي قال عنه الخليفة العثماني عبد الحميد الثاني انه "وعد مَن لا يملك لمن لا يستحق"


محلل سياسي عربي كان في منتهى الصراحة عندما قال "إن اليهود والإنجليز مثلان في الخيانة والغدر والكذب فلا  تنظروا إلى دموعهم وانظروا إلى ما تفعله أيديهم وتاريخهم شاهد على الخيانة وعلى كراهيتهم للإسلام وأهله".