[x] اغلاق
الراحل عبد الحكيم مفيد... كان حكيماً في سلوكياته ومفيداً في أدائه السياسي
23/11/2017 8:21

الراحل عبد الحكيم مفيد... كان حكيماً في سلوكياته  ومفيداً في أدائه السياسي

الإعلامي أحمد حازم

عندما تعرفت على الزميل الصديق الراحل عبد الحكيم مفيد كان في العقد الثالث من عمره. عرفته شاباً وفياً لكل من عرفه وصديقا مخلصا لكل من رافقه. كانت عينه دائماً على  الوطن، فالأرض الفلسطينية بالنسبة إليه كانت خطاً أحمر لا مساومة عليها مهما كانت المبادرات من هذا الرئيس او ذاك الملك، ومهما كانت الإقتراحات من دولة كبرى  او دولة صغرى، فكل المبادرا ت والإقتراحات عنده  تندرج في إطار المؤامرات على الشعب الفلسطيني.

كان الأقصى المبارك قضية مركزية بالنسبة للراحل الحكيم المفيد. وقد قال لي ذات يوم  في أحد مهرجانات الأقصى في خطر:" لا يحمي الأقصى إلا نحن فلسطينيو الداخل".  كم كنت على حق أيها العزيز الراحل، لأن  الأيام تثبت مقولتك والسنوات التي مرت تؤكد صحة موقفك. كيف لا وأنت المحلل الواقعي وأنت الذي تميزت ببعد نظر سياسي عميق. كل من قرأ لك كان يلمس مدى الحكمة التي تمتعت بها في سلوكياتك السياسية. فقد كنت يا أبا عمر حكيماً وكنت أكثر من مفيد لشعبك.

 رحلت عنا يا ابا عمر في وقت شعبك الفلسطيني  بحاجة ماسة إليك. رحلت عنا في مرحلة سياسية عصيبة نحن بحاجة لك لتكون معنا في مواجهتها، لكن القدر أقوى منا جميعاً وإرادة الله شاءت أن تغيب عنا وأنت في منتصف الخمسينيات من العمر في عز العطاء. رحلت عنا أيها الزميل  الصديق وسَيرحل عنا كثيرون لكن فراقك أشد من القسوة.  سَنَموت نحن عن قريبٍ أو بعيد، وننزِل منازِل كما نزلت، وهذهِ سُنَة الله تعالى في خلقهِ، أنه لا باقي سِواه والكل سيفنى.

بلدتك مصمص ليست وحدها التي فجعت بخبر موتك، وليست وحدها التي خيمت عليها أجواء الحزن والأسى، فكل الذين عرفوك على أرضنا العربية الفلسطينية فجعوا بخبر فراقك عنا، لأنك كنت مثالاً يحتذى به في الدفاع عنها. كنت يا ابا عمر فلسطينياً تفتخر بفلسطينيتك وكنت عربيا أصيلاً تعتز بانتمائك القومي والديني.  كل من قرأ مقالاتك كان يشعر بأن كلماتك هي مقاومة ضد الإحتلال وحروفها كانت تنويرية وتثقيفية. وأنت الذي كتبت يا أبا عمر: لا مجال للتفاهم ولا لانصاف الحلول، ولا لنيل الاعجاب،هذا أغلى ما نملك،وبدونه اوهاما ولا ننال احتراماً.

كنت أيها الصديق يا ابو عمر مناصراً قوياً لكل مشروع إسلامي ووطني، والكل يشهد لك بذلك، وكنت نشيطا فعالاً ومؤثراً في كل ممارساتك السياسية، ولا سيما في الحركة التي انتميت إليها ووهبت نفسك لخدمتها، ولذلك تم اختيارك لتكون عضواً في مكتبها السياسي تقديراً لما تبذله وتقدمه من نشاطات لأبناء جلدتك. لقد فقدناك ايها الراحل العزيز عبد الحكيم مفيد. فقدنا أحد أشهر شخصيات القيادات الإسلامية، لأنك طكنت علماً بارزاً في  الإعلام والسياسة والثقافة وبذلك خسر المجتمع الفلسطيني مناضلاً عرف بدماثة اخلاقه وحسن معاملته.

كلنا نتذكر عملك الدؤوب في سكرتارية لجنة المتابعة، التي  ساهمت بجدية في دفعها إلى الأمام. كيف ننسى  دورك في متابعة ملف معتقلي مدينة شفاعمرو، في أعقاب المجزرة الإرهابية التي شهدتها المدينة في الرابع من شهر أغسطس /آب عام  2005. ولا ننسى ايضاً  دورك الهام في العمل الشعبي من أجل إنقاذ الأوقاف الإسلامية في مدينة حيفا، حبث كنت تحمل مشروعاً متكاملا لرفع قضية الأوقاف في جميع أنحاء البلاد.

وكم كال الشيخ حماد ابو دعابس مصيباً في رأيه ومحقاً عندما وصفك بأنك فارس إعلام إسلامي وعربي، أفنى عمره في خدمة دعوة الإسلام وخدمة القضية الفلسطينية والدفاع عنها، وكنت رجلاً حرا صادقاً مجاهداً بقلمه وفكره، جزاه الله عن الاسلام خيرا وجزاه الله عن فلسطين خيرا.

 رحم الله الصديق العزيز عبد الحكيم مفيد وأسكته فسيح جناته والهم ذويه واهله وحركته الاسلامية واصدقاءه الصبر والسلوان والى جنات الخلد ستبقي ذكراك خالده فينا يا أبا عمر.