[x] اغلاق
بعد انتشار حالات العنف ...ظاهرة السرقة تتفاقم في المجتمع العربي
30/11/2017 8:29

بعد انتشار حالات العنف ...ظاهرة السرقة تتفاقم في المجتمع العربي

الإعلامي أحمد حازم

ظاهرة السرقات كثيرة ومتعددة وللأسف منتشرة في المجتمع العربي. فهناك حرامية الليل وهناك حرامية النهار وكل له أسلوبه الخاص في اقتناص الضحية. وقد قرأت تقريراً عن السرقات في قرى جليلية  ومن بينها سرقات لأموال، جاء فيه أن ظاهرة السرقات قد تفاقمت في الفترة الأخيرة في المجتمع العربي، وهناك مطالبة بالعمل على وضع حد لهذه الظاهرة. الشيء المؤسف في مجتمعنا وجود حالة غريبة تحت مسمى السرقات. وهذه الحالة يكون متفق عليها بين طرف من العائلة وطرف آخر بمعنى ترتيب إخفاء مبلغ من المال والإعلان عن سرقته.

ذات يوم جاءني أحدهم وبحكم معرفتنا القديمة شاكيا قائلاً: "مبارح إنسرقوا ذهبات مرتي". وقد شرح لي كيفية السرقة التي يصعب تصديقها. فقد قال لي أنه عاد من العمل مساءً وكعادته دخل الحمام ليستحم بعد يوم طويل من العمل القاسي. ويضيف: " فجأة سمعت زوجتي تصرخ حرامي حرامي". وقد سأل زوجته إذا كانت قد رأت وجه الحرامي أو أنه كان مقنعاً. فأجابت :" لمحتو شوي لكن ما عرفتو". وقد أعلنت الزوجة عن فقدان "ذهباتها". وفر الحرامي. لكن الزوج لم يتقدم بشكوى للشرطة. وكل ما فعله  أن قام بتحديد شباك غرفة النوم وتركيب كاميرات لمراقبة ما يجري حول بيته. والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف عرف الحرامي بوجود مكان  "الذهبات" في غرفة النوم وكيف فر (؟!) الحرامي بطريقة سريعة.

بعد بضعة أشهر جاءني الشخص نفسه وترتسم على وجهه علامات غضب شديد وحالة نفسية سيئة شاكياً مرة أخرى سرقة مبلغ كبير من المال من بيته، رغم  الشباك المحدد لمنع السرقة ورغم الطرق الحديثة لمعرفة السارق من خلال الكاميرات. وعلى فكرة فإن الشخص المذكور إنسان طيب الذكر ولا توجد عليه ديون، لكنه  يفضل الاحتفاظ بماله في البيت وليس في البنك. ورغم ذلك لم يذهب للشرطة.

وقبل فترة أخبرني شقيق الشخص أن سيارة أخيه تعرضت ليلاً للسرقة من خلال  كسر زجاج أحد شبابيك السيارة، وتم سرقة مبلغ من المال. فقام الشخص بفحص الكاميرات حيث تبين له أنها كانت معطلة. مرة أخرى لم يذهب الشخص للشرطة للإعلان عن سرقة. ومرة أخرى لا بد من طرح أسئلة عديدة مثل: كيف عرف "الحرامي" بوجود المال في السيارة ولماذا لم تتعرض السيارة لاعتداء أو محاولة سرقة إلا في تلك الليلة؟  ومن قام بتعطيل الكاميرات رغم أن تعطيلها يتم فقط من داخل البيت؟ والسؤال الأهم: لماذا لم يذهب الشخص المسروق إلى الشرطة للتحقيق في الأمر؟ وقد تكون هناك أسئلة كثيرة أخرى لا تعرفها وفقط يعرفها ذووي الإختصاص.

حالات السرقة هذه  أثارت عندي غريزة حب المعرفة أكثر وأكثر  حول جريمة السرقة (؟) فذهبت إلى صديق لي وهو محقق خاص لسماع وجهة نظره كصديق. وقد اقتنعت بوجهة نظره حول هذا الموضوع الذي لخصه بكلمات قليلة بقوله: "الحرامي منهن وفيهن وعندي كتير من هاي التجارب".

وما دام الشيء بالشيء يذكر وما دمنا في الحديث عن جرائم السرقات، فلا بد لي من القول أن هناك "نشالين" كبار مختصين بالسرقة حتى في موسم الحج في السعودية. والمعروف أن الحج موسم يتجمع فيه المسلمون من كل مكان لأداء فريضة الحج، لكن اللصوص المجرمين يستغلون فترة الحج وتتجه نواياهم إلى القيام بنشل الحجاج والمقيمين والمواطنين، وليس هدفهم الحج بل السرقة. ولقد جاء في دراسة بعنوان "الآثار النفسية والاجتماعية لظاهرة النشل في الحج والعمرة" قام بها الدكتور  محمود كسناوي من معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج في جامعة أم القرى، أن 17 بالمئة من النشالين واللصوص الذين تم القبض عليهم خلال موسم الحج قدموا لغرض السرقة فقط. وأفادت الدراسة بأن الكثير ممن يمارسون جريمة النشل يرتدون طيلة فترة وجودهم في مكة ملابس الإحرام ليوهموا رجال الأمن والحجاج بأنهم حجاج عاديون وليسوا قادمين من أجل ارتكاب جريمة السرقة،

عضو هيئة كبار العلماء، المستشار في الديوان الملكي السعودي، الدكتور عبدالله بن محمد المطلق وفي حديث له مع صحيفة (سبق) السعودية طالب بمعالجة موضوع السرقات، مشيراً إلى وجود فئة تستغل الحجاج خلال موسم الحج وتسلب أموالهم بدون رحمة، وهي فئة تأتي من بلدهم متخصصة في سرقة الحجاج.