[x] اغلاق
الوزير أفيشاي برافرمن: من حق المواطن العربي ان يحي ذكرى النكبة والمساواة الكاملة
18/11/2009 11:33

زايد خنيفس
إحدى المشاكل في العلاقات بين اليهود والعرب في السنوات الأخيرة هي عدم الإصغاء المتبادل بين الجمهورين. هناك جهل وعنصرية، ناجمان عن الفشل القيادي. الغالبية العظمى من المواطنين العرب يريدون ان يكونوا جزءًا من دولة إسرائيل، ولذلك، علينا ان نعانقهم لكي يكونوا مواطنين متساوين. وإلا فإننا سوف ندفع بالشباب لكي يصبحوا أعداءنا. والخيار في أيدينا نحن، وهذا هو اختبار الحكومة. وقد ناضلتُ ضد "قانون الولاء"، الذي يعتبر قانونا غير ديمقراطي، أما بخصوص يوم النكبة فمن حق كل مواطن أن يحيي هذه الذكرى."

هذا ما قاله بروفيسور أفيشاي برافرمن، الوزير المسؤول عن شؤون الأقليات في حكومة بنيامين نتنياهو من حزب العمل خلال انعقاد مؤتمر يوم الخميس الماضي في جامعة تل أبيب، من قبل برنامج كونراد ادناور للتعاون اليهودي العربي في موضوع "سياسة الحكومة تجاه المواطنين العرب في إسرائيل: بين النظرية والتطبيق."

وجاءت أقوال الوزير برافرمن في نهاية الجلسة الختامية للمؤتمر، التي تناولت قضية مستقبل علاقات دولة إسرائيل ومواطنيها العرب. وقد أدار هذه الجلسة بروفيسور شمعون شمير من جامعة تل أبيب، الذي كان عضوا في لجنة اور للتحقيق في أحداث أكتوبر 2000. وشارك في هذه الجلسة كل من المهندس رامز جرايسي، رئيس بلدية الناصرة ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، والسيد عصام مخول  عضو كنيست سابق من قبل الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة واليوم مدير معهد إميل توما للدراسات الفلسطينية الإسرائيلية في حيفا، وعضو الكنيست مسعود غنايم عن القائمة العربية الموحدة والحركة العربية للتغيير والنائبة حنين زعبي عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي. وقد ناشد رامز جرايسي الجمهور اليهودي بأن يفهم أن المواطنين العرب هم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، كما أنهم جزء لا يتجزأ من دولة إسرائيل، وانه لا يوجد اي تناقض بين مركبَيْ هذه المعادلة. ورأى عصام مخول أن مبادرة تجنيد أبناء شبيبة عرب للخدمة الوطنية ليست إلا محاولة من طرف الدولة للتملص من مسؤوليتها عن التمييز المتواصل الذي تمارسه بحق المواطنين العرب, متذرعة بحجة انه طالما لم يقم المواطنون العرب بواجباتهم فإنهم لن يحصلوا على حقوقهم، وأكدت حنين زعبي في كلمتها على أن الحل الوحيد لتحقيق المساواة الحقيقية بين العرب واليهود في إسرائيل هو تغيير طابع الدولة بحيث تصبح "دولة كل مواطنيها".
وقد عرض الوزير برافرمن أسس خطته الرامية إلى النهوض بأوضاع  السكان العرب في ثلاثة مجالات: في العمل، السكن والتعليم العالي. في مجال العمل، ناشد الوزير بإقامة حضانات نهارية من اجل أطفال النساء العربيات، ليستطعن الانخراط في سوق العمل، وطالب بمساواة الأجور التي يتلقاها الرجال العرب مع رواتب الرجال اليهود. في مجال السكن قال برافرمن أنه من أجل مواجهة ظاهرة البناء غير المرخص يجب المسارعة في إنهاء الخرائط والخطط الهيكلية للبلدات العربية. وقال في مجال التعليم العالي إنه لا بد من تقديم المساعدات والدعم للشباب العرب الذين يرغبون في الالتحاق بأطر التعليم العالي، وفي المقابل يجب تشجيع استيعاب، أكاديميين عرب  ودروز عاطلين عن العمل اليوم في المكاتب الحكومية وفي البنوك وفي شركات القطاع الخاص. "السكان العرب يجب أن يحظوا بمساواة في رصد الموارد في المجال التربوي، وفي العمل وفي البنى التحتية"، أجمل الوزير برافرمن.
الدكتور افرايم لافي المدير الفعلي لبرنامج كونراد ادناور للتعاون اليهودي العربي تناول في كلمته الافتتاحية في المؤتمر التدهور المتواصل في العلاقات بين اليهود والعرب في الدولة، وحذر من عواقبها. وقال إن هذا الأمر يتطلب من  الحكومة أن تقوم ببلورة مفاهيم تعتمد على الشراكة المدنية والمساواة الكاملة، بغية تحقيق التغيير في ظروف حياة المواطنين العرب وتمكينهم من الاندماج في كافة مجالات وميادين الحياة في الدولة.  وأضاف الدكتور لافي بان المواطنة المشتركة والمتساوية سوف تقوي وتعزز المناعة الأخلاقية والاجتماعية.

وقد تناولت الجلسة الأولى من المؤتمر سياسة الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تجاه الجماهير العربية بمنظور تاريخي. بروفيسور اسحاق رايتر من معهد اورشليم القدس لبحوث اسرائيل والكلية الاكاديمية اشكلون قال انه بعكس الادعاء السائد بين الجمهور ان حكومة رابين بيرس بين عامي 1996-1992 كانت العصر الذهبي بالنسبة للمواطنين العرب، فإنه في الواقع لم يتم تحقيق تقدم ملموس فيما يتعلق بتحسين مستوى الحياة لدى العرب في الدولة وان التحسن في موقف الحكومة تجاه المواطنين العرب كان في الاساس على المستوى اللفظي والتصريحات فقط. د. يائير بويمل، من كلية اورانيم للتربية قال إن سياسة التمييز تجاه المواطنين العرب كما هي متبعة اليوم، استقرت على هذه الحال منذ الخمسينات والستينات, وهي تعتمد في الاساس على اعتبار الجماهير العربية خطرا امنيا على الدولة. د. امل جمال من قسم العلوم السياسية في جامعة تل ابيب قال ان المؤسسة الاسرائيلية افرغت مواطنة العرب في الدولة من جوهرها الحقيقي وهكذا اعطتهم مواطنة "جوفاء" وشكلية، وصحيح انها تمكنهم من المشاركة في الانتخابات، لكنها لا تمكنهم من التأثير على نتائجها، وبالتالي يتم تكريس التمييز ضدهم. وقد شارك في هذه الجلسة أيضا د. تغريد يحيى يونس من قسم العلوم الاجتماعية في جامعة تل ابيب، وبروفيسور يوآف غلبر من جامعة حيفا.
وتناولت الجلسة الثانية للمؤتمر انعكاسات السياسة الحكومية اليوم على المكانة الاجتماعية، المدنية والقانونية للعرب في إسرائيل. بروفيسور حاييم زندنبرغ، من المسار الأكاديمي في كلية الإدارة، قال انه بخلاف الراي السائد في الجمهور العربي، هناك رصد متساوٍ من اراضي الدولة لليهود والعرب. د. يوسف تيسير جبارين، من مركز دراسات للقانون والسياسات والمحاضر في جامعة حيفا عرض نموذجا للمساواة والشراكة بين العرب واليهود في إسرائيل،  يناشد برصد الموارد العامة في الدولة بصورة متساوية: ميزانيات، رموز الدولة، التمثيل اللائق في المكاتب الحكومية، اللغة والثقافة والمساواة في الهجرة والحصول على المواطنة, وشارك في هذه الجلسة أيضا د. نيطع زيف من كلية الحقوق في جامعة تل أبيب