[x] اغلاق
بركة في الكنيست: الفقر بين العرب أكثر اتساعا وأشد عمقا
18/11/2009 11:38

زايد خنيفس
قال النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، في كلمته أمام الهيئة العامة للكنيست، اليوم الثلاثاء، إننا في اليوم العالمي لمكافحة العنف، نشهد هنا قافلة من الخطباء من بين اعضاء الكنيست، الذين يتحدثون عن الفقر وضرورة محاربته، ولكن واقع حالهم غير ذلك، فغالبيتهم مؤيدون لأشرس سياسة اقتصادية تستهدف الشرائح الفقيرة والضعيفة.
وتابع بركة قائلا، إن هذه الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، ليس فقط أنها لم تكافح العنف، بل إنها قررت التنكيل بالفقراء والشرائح الضعيفة، من خلال سلسلة اجراءات تقشفية موجهة بالأساس ضد الفقراء.
وقال بركة، قبل ايام نشر تقرير مؤسسة التأمين الوطني عن الفقر في العام 2008، ونشرت معطيات مقلقة، ولكنها ستكون بعيدة كليا عن واقع الحال في هذا العام الذي شهد أزمة اقتصادية حادة، مما لا شك فيه انها انعكست مباشرة على الشرائح الفقيرة الذين زاد فقرهم وعددهم.
واضاف بركة، إن المعطيات الأقرب للحقيقية هي أن 32% من الجمهور واقع في خط الفقر، وفقط بسبب المخصصات الاجتماعية تهبط النسبة إلى 23,7%، بمعنى أن الباقي هم أعلى بقليل من خط الفقر، وهذا لا يعني انهم خرجوا من دائرة الفقر.
وتابع بركة قائلا، إن سياسة التمييز العنصري يعكسها تقرير الفقر، فنرى أن الفقر عامة بين العائلات اليهودية هو 28% وبين العائلات العربية 57%، وبعد دفع المخصصات الشحيحة، فإن الفقر بين اليهود يهبط إلى 15,3% في حين تهبط النسبة إلى 49,4% بين العائلات العربية، بمعنى أن المخصصات أنقذت رقميا 46% من اليهود، في حين أنها أنقذت رقميا 13% من الفقراء العرب، وهذا يدل على أن الفقر اشد عمقا بين العرب.
وتوقف بركة عند معطيات كثيرة حول الفقر، والفرق بين العرب واليهود، وتكلم عن مسببات اتساع الفقر، وعلى رأسها فرص العمل، فحسب معطيات دائرة التشغيل لشهر ايلول الماضي، فإن نسبة البطالة العامة في إسرائيل 8%، ولكنها بين العرب أضعاف وأضعاف، ففي مدينة أم الفحم بلغت نسبة البطالة 32% وفي سخنين 31% وفي مدينة طمرة 29% وفي عرابة 26% وفي الطيبة 25% وفي شفاعمرو 23%.
وأكد بركة إن سياسة الحكومات المتعاقبة وبالذات الحالية، هي التي تعمق الفقر والجوع بين الجمهور.

الفقر لونه أسود

هذا وفي كلمة له في وقت سابق من اليوم الثلاثاء، أمام مؤتمر عقد في الكنيست بمبادرة جمعيات وأطر اجتماعية بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفقر، قال النائب بركة، إن شمعون بيرس، وحين كان وزيرا في الحكومة، أطلق قبل سنوات قليلة مصطلح "الرأسمالية الخنازيرية" لدى حديثه عن السياسة الاقتصادية التي تطبقها الحكومات المتعاقبة، ولكن بيرس نفسه ليس بريئا من هذه السياسية، لأنه واضع بعضا من أسسها، ففي العام 1984، وحين كان رئيسا للحكومة بادر لأول مرة إلى قانون التسويات، الذي يلازم مشروع ميزانية الدولة، وتستخدمه الحكومة سنويا لضرب الشرائح الفقيرة والضعيفة، من خلال تجميد قوانين اقرها الكنيست لمساعدة هذه الشرائح، وفرض اجراءات اقتصادية قاسية، المتضرر الأساسي منها الشرائح الفقيرة.
وقال بركة أمام جمهور واسع من ممثلي الجمعيات، وأيضا من الفئات الفقيرة، إن البروفيسور روزنفيلد، الذي قاد المؤتمر المذكور، أعلن انه سيقيم في الكنيست ائتلاف لمحاربة الفقر، وانا أقول له إنه سيجد أكثر من 60 نائبا يعلنون نواياهم الطيبة واستعدادهم لمكافحة الفقر، ولكن لا ضمان لما سيقولون، لأنه في ساعة الحقيقة سيتنكرون لتعهداتهم وسيصوتون إلى جانب كافة قوانين الحكومة المعادية للشرائح الفقيرة والضعيفة، وسيعارضون بأمر من الحكومة كافة القوانين التي تهدف إلى انقاذ الشرائح الفقيرة والضعيفة من بعض آلامها، إن مكافحة الفقر ليس بالمواعظ والكلام الجميل والوجدانيات، بل بتطبيق الاقوال بالأفعال.
وأضاف بركة، والجمهور يقاطع كلمته بالتصفيق مؤيدا لما يقول، وقال، إن للفقر في إسرائيل لون، ولونه اسود، فهو يضرب بالغالبية الساحقة من العرب الذين لون بشرتهم سمراء، ويضرب حتى المهاجرين من اثيوبيا، ويضرب أيضا جمهور الحريديم، الذين يرتدون ملابس سوداء.
وقال بركة، إن مكافحة الفقر يجب أن تستند إلى أسس اجتماعية واضحة، إذ لا يستطيع الفرد أن يدعي انه يكافح الفقر وفي نفس الوقت يمارس سياسة تمييز عنصري، إن كان ضد قومية أو ضد فئة من الجمهور.
ووجه بركة كلامه إلى الحضور وقال، إننا هنا نتكلم ونحاول التغيير، ولكن إذا لم تنزلوا أنتم إلى الشوارع لتهزوا أسس هذه السياسة فإننا هنا سنواصل الكلام والجمهور سيواصل الغرق في مآسي الفقر.