[x] اغلاق
القدس عروس عروبتكم يا عرب... فماذا أنتم فاعلون؟؟
7/12/2017 8:25

القدس عروس عروبتكم يا عرب... فماذا أنتم فاعلون؟؟

الإعلامي أحمد حازم

موضوع اعلان القدس عاصمة "موحدة" لإسرائيل هو حديث الساعة على الصعيدين العربي والعالمي. وهذا يعني أن الرئيس الأمريكي الأهوج يلعب بالنار ضارباً بعرض الحائط كل النتائج التي ستنجم عن هذا الإعلان الأرعن. وهذا الأمريكي ترامب المتخلف سياسياً والساقط أخلاقياً بكافة المعايير، استناداً إلى سلوكياته الاجتماعية التي تحدثت عنها وسائل إعلام أمريكية، أعلن أيضا أنه يريد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وأمر وزارة الخارجية بالبدء في إعداد خطة لنقل السفارة من تل أبيب خلال ثلاث أو أربع سنوات.

ترامب بإعلانه عن أن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، ينفّذ ما وعد به خلال حملته لانتخابات الرئاسة الأمريكية، ويخالف بذلك الإجماع الدولي، والتي لا يعترف المجتمع الدولي بسيادة إسرائيل علي كل القدس، التي تضم مواقع إسلامية ويهودية ومسيحية مقدسة. وحسب مقربين من الرئيس الأمريكي، وكمحاولة للتخفيف من حدة قراره، فإنهم يرون أن ترامب لا يعتبر منظمة التحرير الفلسطينية منظمة إرهابية، وهذا كلام  ليس سوى محاولة لامتصاص نقمة العالم بشكل عام والفلسطينيين بصورة خاصة على قراره، وهو مجرد هراء والقدس يجب أن تبقى بعيدة عن كل المناورات.

بدون شك، ترامب استغل فرصة الضياع العربي وانتهز فرصة الحروب والنزاعات العربية في ليبيا واليمن والعراق وسوريا وغيرها من المناطق، وأعلن مدينة القدس عاصمة لإسرائيل، وهذا الإعلان يعتبر حرباً مفتوحة عل العرب والمسلمين.

اتفاق أوسلو الذي تم التوقيع عليه في العام 1994 بين الفلسطينيين وإسرائيل برعاية أمريكية يتضمن بشكل واضح عدم المساس بوضع القدس، والذي يجب أن يحدد من خلال المفاوضات مع الفلسطينيين، الذين يريدون أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية من خلال "حل الدولتين" والذي لاقى ترحيبا عالمياً.

في الثلاثين من شهر تموز/يوليو عام١٩٨٠، أقرت الكنيست الإسرائيلي قانوناً أطلق عليه اسم " قانون أساس: أورشليم القدس عاصمة إسرائيل”، وفي ذلك العام، نقلت بعض الدول سفاراتها إلى القدس. وفي عام 1995 أقر الكونجرس الأميركي  قانوناً ينص على :”وجوب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل”، وفي الثلاثين من  أيلول/سبتمر عام ٢٠٠٢، وقع الرئيس الأميركي جورج بوش، على وثيقة تتضمن نصوصاً خاصة بالقدس، تعترف بأنها "عاصمة أبدية وغير مقسمة لإسرائيل”.

هناك قاسم سياسي إحتلالي عنصري  مشترك بين السياستين البريطانية والأمريكية فيما يتعلق بفلسطين في الماضي والحاضر. فالبريطاني بلفور عندما كان وزيراً لخارجية بلده وعد اليهود قبل مائة عام بإعطائهم فلسطين، وهو وعد ممن لا يملك لمن لا يستحق. والتاريخ يعيد نفسه اليوم. فها هو الأمريكي ترامب يقوم بنفس الخطوة البريطانية: فقد أعلن عن جعل القدس عاصمة أبدية لإسرائيل أي وعد جديد ممن لا يملك لمن لا يستحق.

بريطانيا كانت الدولة الوحيدة في العالم التي تغتصب وطناً بأكمله لتمنحه لمحتل، والولايات المتحدة برئاسة ترامب هي الأولى أيضاً في العالم والتي تنتزع حق شعب في عاصمته التاريخية لتمنح تلك العاصمة لكيان محتل.

دول في العالم العربي تعاملت بوقاحة وبدون خجل مع إعلان ترامب وكأنه مجرد حدث سياسي، وكانت ردود فعلها في منتهى الحياء مثل:""إعراب عن قلق أو استنكار وتنديد" وكأن ما جرى للقدس لا يستأهل أكثر من ذلك. وهنا تعود بي الذاكرة إلى ما قاله الصديق الشاعر العراقي مظفر النواب في قصيدة له مخاطبا الرؤساء العرب: "أولاد (الـ) ما أوقحكم... القدس عروس عروبتكم... فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها ؟؟".

الأمر المخزي أن موقف الرئيس الفلسطيني لم يكن أكثر قوة من مواقف تلك الدول العربية. فقد اكتفى هو وحاشيته باتخاذ إجراءات لا تسمن ولا تغني من جوع.ولا يكترث لها ترامب. وكان المفروض به أن يستقيل لو كان جاداً بالفعل في مواجهة القرار الأمريكي. لكن وعلى ما يبدو فإن كرسي الرئاسة أهم من القدس.

من الناحية القانونية لا يحق للولايات المتحدة الأمريكية أن تتعامل مع وضع القدس الشرقية على أنها عاصمة لإسرائيل. فهذا الجزء من المدينة المقدسة يعتبر أرضا محتلة وجميع دول العالم متفقة على هذه النقطة، ولا يجوز لها أن تفعل ذلك على حساب قرارات الشرعية الدولية،

الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتحدى مليار وستمائة مليون مسلم في العالم، وحوالي أربعمائة مليون عربي بينهم مسيحيون ومسلمون. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: ماذا بعد لو كانت ردود فعل المسلمين والعرب على الإعلان الأمريكي بجعل القدس عاصمة لإسرائيل، مثل ردود فعلهم في العام 1969 عندما تم حرق قبة الصخرة،

واستناداً إلى قوله تعالى ""فذكر إن نفعت الذكرى"،  أريد أن أذكّر (اللقادة؟!) العرب بأن القدس عروس عروبتكم، فماذا أنتم فاعلون؟