[x] اغلاق
عن البروبايوتيكا في السنوات الأولى من عمر الطفل
11/1/2018 13:55

النمو بشكل سليم

عن البروبايوتيكا في السنوات الأولى من عمر الطفل

مبروك المولود الجديد.. لقد أصبحتم والدين.. ولديكم الكثير من الأسئلة المتعلقة بالإعتناء بطفلكم وخصوصاً بتغذيته، على سبيل المثال متى علينا الإنتقال إلى الغذاء الصلب؟ وكيف يمكننا تقوية جهاز المناعة لديه؟

هذه هي إحدى اللحظات المؤثرة في حياتكم، لقد أصبحتم والدين، أم وأب. جيل جديد ولد. ورغم عمره الصغير توجد لدى هذا الطفل الغض أفكار ورغبات وأطباع خاصة به. تنتظركم فترة رائعة مليئة بالإثارة والفرح، بالإضافة لبعض المخاوف. كيف نربيه بطريقة جيدة وصحيحة وصِحيّة؟

في البيئة المحيطة بكم ستتعرّضون لوابل من النصائح التي ستتلقّونها من الصديقات والجارات وبنات الخالات، سيحدّثنكم عن كيفية التعامل مع عادات النوم الغريبة للأطفال، وعن آراء متضاربة حول استعمال اللهّاية (المصّاصة) والتغذية الطبيعية، وسيقدمون لكم بعض النصائح الأخرى في مواضيع إضافية.

في هذه الفترة المليئة بالإثارة، وهذا الكم الهائل من النصائح التي ستحصلون عليها، سنحاول أن نرتب الأمور وأن نفهم بعض الحقائق المهمة.

يكبرون بسرعة

السنة الأولى من حياة الطفل تكون مليئة بالإثارة واستثنائية من حيث تأثيرها على نمو وتطوّر وصحة الطفل لاحقاً. خلال هذه السنة ينمو الطفل بوتيرة سريعة، وحتى نهاية هذه الفترة سيزيد وزنه بثلاثة أضعاف وطوله بمرة ونصف! على ضوء هذه المعطيات من الواضح أن التغذية تلعب دوراً هامّاً في هذه الفترة.

في الستة أشهر الأولى من حياة الطفل، من المفضّل إطعامه بغذاء طبيعي. حليب الأم يمنح الطفل كافة احتياجاته، وهذه هي الفترة الوحيدة في الحياة التي يأكل فيها نوعًا واحدًا من الطعام. لحليب الأم حَسَنات كبيرة ومنها الحماية المناعية التي يمنحها للطفل لاحتوائه على مضاضات حيوية وبروبيوتيكا، وهو الإسم العام للبكتيريا الصديقة ذات التأثير المفيد لجسم الإنسان منذ ولادته وخلال حياته.

منذ عملية الولادة يتعرّض الطفل لبكتيريا البروبيوتيك التي تشكّل "مفتاح التشغيل" لجهاز المناعة لديه. بعد الولادة تستمرّ عملية الرضاعة بإعطائه نفس البكتيريا البروبيوتيك التي تنتج في جهازه الهضمي ميكروبيوم – مجموعة بكتيريا متنوعة تساعد في نمو جهاز المناعة والجهاز الهضمي.

إذا لم تكن عملية الرضاعة متوفّرة، من المفضّل إطعام الطفل ببدائل حليب الأم – تركيبة غذائية للأطفال التي من المفضل أن تكون على أساس حليب، غني بالبروبيوتيكا.

لم يعودوا صغارًا

عندما يكبر طفلكم ويتطوّر، فإنه يتعلّم التعرّف على بيئته القريبة عن طريق فمه، وبهذه الطريقة يتطوّر طفلكم من ناحية حركيّة، وينمّي عملية التنسيق بين عينيه، يديه وفمه، ويحضّر نفسه تمهيداً للإنتقال إلى الغذاء الصلب، وخلال تواصله مع البيئة، التي قد تكثر فيها الجراثيم، فإنه يستمرّ في تنمية وتطوير جهاز المناعة لديه. في هذا الجيل يتواجد الكثير من الأطفال خلال ساعات اليوم في الحضانة، حيث يكونون أكثر عرضةً للإصابة بالأمراض بسبب وجودهم بالقرب من أطفال آخرين. وحتى في ذلك الوقت تلعب التغذية دوراً مهماً في نموّه وتطوّره وصحّته.

في عمر نصف سنة تبدأ مرحلة مهمة في حياة الطفل حيث يتم الإنتقال إلى الغذاء الصلب، الذي يستبدِل -تدريجيًا- الحليب. من المهم أن يمرّ الطفل بهذه المرحلة المهمة بشكل ممتع، الامر الذي يمكّنه من أن تكون له نظرة إيجابية نحو الطّعام ويكتسب عادات أكل صحيّة ويكون منفتحًا لتجريب مجموعة من الأغذية الجديدة. في هذه المرحلة أيضًا يُنصَح أن يستمرّ طفلكم بالحصول على البكتيريا البروبيوتيك من الطعام، سواء عن طريق الرضاعة أو بديل الحليب أو عصائد مخصّصة للأطفال وتحتوي على البروبايوتيك.

لقد أثبتت الأبحاث حسنات ومزايا البروبيوتيك، وكان أول وأهم تلك الأبحاث ذلك الذي أجري في إسرائيل على 200 طفل يمكثون في أطر تربوية يومية. وهَدَفَ البحث المذكور إلى فحص ما إذا كانت هناك حسنات ومزايا لإضافة البروبيوتيك الى بديل الحليب الذي يتناولونه. وقد وجد البحث أن الأطفال المعافين الذين تناولوا بديل حليب متيرنا الذي يحتوي على بروبيوتيك، كانوا أقل عرضةً للإصابة بأمراض الحرارة، مثل الإسهال، مقارنةً مع أطفال تناولوا بديل حليب بدون بروبيوتيكا.

على ضوء مزايا وحسنات البروبيوتيك للطفل، ففي هذه السنة الخاصة والمميّزة من بداية حياته، التي فيها يتم بناء أجهزة مهمة في جسم الطفل، يُنصَح بالتأكد من أن غذاء الطفل يحتوي على بروبيوتيكا بشكل يومي.