[x] اغلاق
وفاءً لرحيل الطفل أمير زاهر أبو رحمة
1/2/2018 8:27

وفاءً لرحيل الطفل أمير زاهر أبو رحمة

واندثرت الطّفولة تحت ثرى الفراق

بقلم: مَارون سَامي عَزّام

بدأ القدر يُدحرِج رويدًا رويدًا صخرة الموت نحو الطّفل أمير أبو رحمة، ووضعها على باب مدخَل الأمل، حجبت عنه نور التفاؤل، السّاطع بالنّشاط، المشتعل حيويّةً باكرًا جدًّا، قبل أن تكتمل فسيفساء طفولته، المليئة بالشّقاوة الطفوليّة المحببّة، العامرة بالضّحكات... المثمرة بالفعّاليّات... لقد منحَ الرّب أمير مفتاح إمارة الأبديّة... كي يكون أميرًا في مملكة الخلود، إلى جانب المليك السّماوي، الذي يَحكُم أحكامًا قاسية على البشر، لا يستطيع أحدًا الاعتراض عليها، فهو اختار هذا الأمير الصّغير، كي ترعاه ملائكة الحياة الأبديّة.

لقد تابعتُ حالته الصّحيّة يوميًّا، من خلال مواقع التّواصل، وكنتُ أبحثُ من خلال تصفّحي لصفحاتها عن أي خبرٍ مُشجّع، يُسعِف الحالة المأساويّة التي عاشتها عائلته... يُسعِد أهل شفاعمرو، وخصوصًا زملائه في مدرسة الرّاهبات، الذين بكوا زميلهم وصديقهم بحسرةٍ... ولكنّني عندما بدأت أقرأ على صفحات الفيسبوك، الدّعوات له بالشّفاء، أدركتُ أنّه في صراع أخير مع المرض، كما دخل كل سكّان شفاعمرو في صراع يومي مع الظّروف الصّعبة التي ألمّت بالعائلة، تضامنًا مع محنتها طوال فترة علاج أمير.

فَتَحَ له العِلم بوّابة المستقبل الواعد، فدَخَلَ منها وبدأ يخطو أولى خطواته في الدّراسة، كان محبوبًا من قِبَل إدارة المدرسة وهيئتها التدريسيّة، ومن جميع عامليها، لطافته طالت جميع رفاقه في المدرسة، لأنه طفل بحبوح، مرِحٌ، كان مخلصًا لأصدقائه، مجتهدًا في دروسه... تعرّف إلى الطلاب الأكبر سنًّا، فاندمجوا معه وأحبّوا عِشرته، لذلك رحيله هزّ أعماقهم، وزعزع مشاعرهم من الصّميم.

خلال تأمّلي لصورته الجميلة، لمحت تاج الفطنة يزيّن هامته، وكان يتلألأ شطارةً ومهارةً وشبابًا، فتساءلت، لماذا حَقَدَ هذا المرض اللئيم على الطّفل أمير؟!، لماذا لوّث دموع فرح والديه بدواة الحزن؟!، رغم أن هذا المقاوم الصغير، قاوم هذه اللعنة المَرَضيّة بكل شجاعة، دون هوادة، ليعود سريعًا إلى أحضان أسرته الدّافئة، ليكافئها على تضحياتها، إلاّ أن كانت الغَلَبة لشيطان الآخرة، الذي دفن طفولة أمير تحت ثرى الفراق عنوةً... أقدّم خالص عزائي لعائلة الأخ العزيز زاهر أبو رحمة، ولعموم آل أبو رحمة ونحّاس في شفاعمرو وخارجها.