[x] اغلاق
تسميم عرفات .. الاعترافات المثيرة تتوالى
23/11/2009 13:41

رغم مرور خمس سنوات على رحيله ، إلا أن الزعيم ياسر عرفات مازال يتربع على عرش قلوب وعقول الفلسطينيين الذين ما أحوجهم اليوم إلى زعيم بوطنيته وشجاعته للم الشمل وإنقاذ ما تبقى من الحقوق الفلسطينية .

لقد حمل عرفات الهم الفلسطيني حتى أصبحت القضية الفلسطينية القضية الأبرز على الساحة السياسة الدولية ورسم مسيرة نضال الشعب الفلسطيني الذي تحول من مجموعات من اللاجئين إلى جيش من المقاتلين لهم حقوق يطالبون بها ويقاتلون من أجلها .

عرفات مازال الحاضر الغائب


وبزيه الزيتي القاتم وبكوفيته الفلسطينية وبشخصيته الكاريزمية شكل ياسر عرفات رمزا للنضال الفلسطيني لأكثر من أربعة عقود وبرهن على قدرة غير عادية للخروج من أشد الأوضاع خطورة ، وباتت كلماته الشهيرة "الجبل لا تهزه الرياح .. شهيداً.. شهيدا .. شهيداً.. ستمنعون الشمس والهواء عني لن أتنازل ، ستحجبون عني الدواء والغذاء ، الله خلقني ولن ينساني ، القدس مطلبي ، وركعة في المسجد الأقصى المبارك غايتي التي لا تناظرها غاية ، الطريق طويل ،  لكن النفس أطول والهجمة الشرسة تقابلها إرادة حديدية أنتجتها سنوات من اللجوء والتشرد" معلما على طريق النضال الفلسطيني .

والمثير للحزن أنه بدلا من أن تشكل مسيرة عرفات الحافلة بالعطاء والتضحية النموذج والقدوة لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية ، دخلت فتح وحماس فى صراع مرير للسيطرة على سلطة هى فى الأساس غير موجودة بسبب الاحتلال ، الأمر الذى يهدد بتصفية القضية وتقديم ما تبقى من الحقوق هدية مجانية للاحتلال الغاصب.

وفاة غامضة
   
توفى عرفات فى مستشفى بيرسى العسكرى في باريس في 11 نوفمبر 2004 ، ورغم نشر الكثير من التكهنات الإعلامية حول سبب الوفاة ، إلا أن أرملته سهى عرفات رفضت السماح بتشريح جثته .

وكانت وعكة صحية قد ألمت بالرئيس الفلسطيني الراحل مساء الثاني عشر من أكتوبر 2004 عندما شرع في التقيؤ وشعر باضطراب في الأمعاء مصحوب بالإسهال، وذلك بعد مرور أربع ساعات على تناوله وجبة العشاء بمقر المقاطعة الذي كانت تحاصره فيه القوات الإسرائيلية في رام الله لمدة ثلاثة أعوام .
 
وقد تواصلت هذه الأعراض على مدى أسبوعين، ولم تكن مصحوبة بالحمى ما اعتبر في البداية مجرد "نزلة برد" ، وبعد خمسة عشر يوما على بداية مرضه نقل إلى فرنسا للعلاج ، وتوفى هناك .

ورجح بعض المقربين من الزعيم الراحل وأبرزهم ابن اخته ناصر القدوة وطبيبه الخاص أشرف الكردى أنه مات مسموما ، إلا أنه على الصعيد الرسمى الفلسطينى ، أعلن نائب رئيس الوزراء الفلسطيني السابق نبيل شعث أن لجنة تحقيق وزراية فلسطينية لم تستطع التوصل إلى نتائج حاسمة في سبب وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

وقال قريع إن التحقيق وجد أن الأطباء الفرنسيين والفلسطينيين لم يتمكنوا من تحديد المرض الذى أدى الى وفاة عرفات ، وأضاف أن وفاة الرئيس الراحل لم يكن نتيجة تسميم أو سرطان أو جراثيم أو مرض الايدز ، مؤكدا أن ملف وفاة عرفات لن يغلق طالما أن ثمة إمكانية لحصول تطور طبي في المستقبل يمكن أن يحدد سبب الوفاة .

عرفات خلال رحلة العلاج الأخيرة


كما استبعدت تقارير طبية فرنسية تسميم عرفات ، وأوضح أطباء فرنسيون ممن عالجوا عرفات أنهم أرسلوا عينات دموية إلى ثلاثة مختبرات طبية للبحث فيما إن كانت هنالك آثار لمواد سامة، لكنها لم تكشف عن وجود أضرار فى الكبد أو الكلى ، وهو ما يمكن توقعه في حالة التعرض للتسمم .

صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية هى الأخرى استبعدت في تقرير نشرته في سبتمبر 2005 أن يكون عرفات مات مسموما، كما نفت الشائعات التي ترددت حول احتمالات أن تكون الوفاة جاءت بسبب الإصابة بمرض الإيدز ، مشيرة إلى أن عرفات الذى توفى بأحد المستشفيات الفرنسية عن عمر ناهز الخامسة والسبعين تعرض لسكتة قلبية ناجمة عن نزيف في الدماغ نتج عن التهاب لم تعرف مسبباته .

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون هدد في أكثر من مناسبة بتصفية عرفات الذي كان يصفه بالإرهابى، وتسربت تقارير صحفية عن اتخاذ الحكومة الإسرائيلية قرارا بتصفية عرفات أواخر العام 2003.

اعترافات مثيرة 
   
وبين وثائق تم العثور عليها وتصريحات للمقربين منه ، عاد الحديث بقوة مؤخرا عن تسميم عرفات ، إلا أن الخطر كل الخطر أن يكون عودة الحديث عن تلك القضية مجرد ورقة للمزايدات السياسية.

ففى بيان نشرته في يونيو 2007 بعد سيطرتها على المقرات الأمنية للسلطة الفلسطينية في غزة ، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام- الجناح العسكري لحركة حماس أنها عثرت على وثائق تؤكد تورط جهاز الأمن الوقائى التابع لرئاسة السلطة الفلسطينية في التعاون مع الاحتلال بتعقب قيادات المقاومة كما تؤكد تورط القيادى الفتحاوى محمد دحلان فى اغتيال عرفات.

وفى 4 أغسطس 2007 وخلال مؤتمر صحفى عقده في رام الله ، اتهم بسام أبو شريف المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني الراحل إسرائيل بقتل عرفات عن طريق السم الذي أدخل إلى جسده ليوقف إنتاج كريات الدم الحمراء بذات الطريقة التي قتلت بها القيادى في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وديع حداد عام 1978 في ألمانيا الشرقية.
 
وكشف أبو شريف أيضا أن الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك والأطباء الثلاثة الذين أشرفوا على علاج عرفات كانوا على علم بالطريقة التي جرى فيها "اغتيال عرفات" ، إلا أنه رفض إعطاء تفاصيل أخرى ، قائلاً: "التفاصيل لها وقتها فهى قد تفيد مستقبلاً في إلقاء القبض على الجانى".

ورداً على دعوة القيادى في حماس محمود الزهار له لزيارة قطاع غزة للتحاور وبحث المعلومات التي لديه للكشف عن الذين قتلوا عرفات ، أبدى أبو شريف رغبته لزيارة القطاع إلا أن إسرائيل تمنعه من السفر إلى القطاع منذ العام 2000 .
 

بسام أبو شريف


وفي تعليقه على تصريحات أبو شريف ، أكد الدكتور أشرف الكردي الطبيب الخاص للرئيس الراحل عدم القدرة على تحديد نوع السم الذي استخدم في قتل عرفات بسبب عدم تشريح الجثة ، مشيراً إلى أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" أو أي شخص كان يمكنه وضع السم للرئيس عرفات في الطعام أو الدواء الذي كان يتناوله .

وأضاف الكردي أنه تم استبعاده من مرافقة الرئيس الراحل أثناء علاجه في فرنسا من قبل مسئولين في السلطة الفلسطينية وأنه طالب بإجراء الفحص لدم عرفات في إحدى الدول الاشتراكية المعروف ببراعتها في تشخيص السموم خاصة المستخدمة في الاغراض الاستخباراتية والعسكرية إلا أن طلبه لم يلق القبول .

تصريحات القدوة
   
وفي 10 نوفمبر 2008 ، وعشية إحياء الذكرى الرابعة لرحيله ، كشف رئيس مؤسسة عرفات للتراث ناصر القدوة أنه خلال سنة أو سنتين على أبعد تقدير ستتضح حقيقة موت عرفات ، قائلا :" كل يوم يظهر كلام يحمل مؤشرات عن تصفية عرفات وفي كل يوم نقترب من جزئية التسميم الذي تعرض له عرفات ، من سنة إلى سنتين سيتبين طريقة ونوع التسميم الذي تعرض له لأنه لا يوجد سر في إسرائيل أولا ولأننا نتابع القضية من جهة أخرى".

واستطرد يقول :" في كل الأحوال إسرائيل مسئولة عن سبب الوفاة حيث كانت هناك إجراءات مقصودة للتخلص من القيادة السياسية للشعب الفلسطيني، هناك كلام عن تسميم عرفات حتى قبل مرضه وأنا شخصيا هذا شعوري وهو مستند إلى مسئولية إسرائيل".

وأضاف القدوة ، الذي شغل في السابق منصب مراقب فلسطين في الأمم المتحدة ووزير الخارجية الفلسطيني ،  أن الإسرائيليين تحدثوا أمام مجلس الأمن الدولي أنه لا بد من تغيير القيادة الفلسطينية وتحدث شارون عن التخلص من عرفات ، كما تحدث الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أكثر من مرة عن ضرورة تغيير القيادة الفلسطينية .

ناصر القدوة


وكشف أنه كان واحدا من أربعة أشخاص يدخلون إلى غرفته في المستشفى في باريس مع سفيرة فلسطين في فرنسا ليلى شهيد ومدير مكتبه رمزي خوري وزوجته سهى عرفات ، قائلا  :" إنه تم حديث ثنائي بيني وبين عرفات لكن في الوقت المناسب سأتحدث عن الحديث الذي جرى بيننا، إنه كلام غير سياسي لكنها مسألة شخصية لا أستطيع الحديث عنها الآن".

وأشار أيضا إلى أن الفرنسيين لم يعلنوا بشكل واضح سبب الوفاة لأن في ذلك مسئولية سياسية كبرى لكن من يريد أن يفهم كيف توفي عرفات يستطيع ذلك ، وتابع "الفرنسيون قالوا كلاما واضحا عن سبب الوفاة وهو تكسر الصفائح وقالوا إن له ثلاثة أسباب مرض السرطان والتقرير لا يوجد به مثل هذا الاحتمال والتهاب حاد وعام في الجسم والتقرير لا يوجد به ما يشير لذلك بل يوجد نفي قاطع للاحتمالين والسبب الثالث تسمم وقالوا لم نجد سما معروفا لدينا تعرض له عرفات" ، مؤكدا أن الفرنسيين لم يكن لديهم الاستعداد لإعطاء الحقيقة كاملة حينها .

وعشية إحياء الذكرى الخامسة لوفاة عرفات ، أدلى القدوة مجددا بتصريحات صحفية في 10 نوفمبر 2009 أكد خلالها أن عرفات لم يمت لأسباب طبيعية وأن إسرائيل هى المسئولة عن وفاته ، مشيرا إلى أن مؤسسة عرفات التي يترأسها شيدت متحفا باسم الرئيس الراحل ليكون شاهدا على تاريخه النضالي .

قنبلة القدومي
   
وبجانب التصريحات السابقة ، فجر رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية والقيادي في حركة فتح فاروق القدومي مؤخرا قنبلة مدوية اتهم فيها رئيس السلطة الوطنية محمود عباس والمسئول الأمني السابق النائب وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد دحلان بالتورط في خطة أمريكية إسرائيلية لتسميم عرفات.

وخلال لقاء مع الصحفيين في العاصمة الأردنية عمان في 12 يوليو / حزيران 2009 ، لم يكتف القدومي رفيق نضال عرفات بمجرد الاتهام وإنما عرض أدلة واضحة تثبت صحة كلامه ، منها الإشارة إلى اجتماع فلسطيني - إسرائيلي- أمريكي عقد في 2004  وتم خلاله التخطيط لقتل الرئيس ياسر عرفات مسموماً ، بالإضافة للتخطيط لتصفية قادة في حماس .

وأضاف القدومي ، الذي يعتبر أحد مؤسسي حركة فتح في عام 1965 ، أن محضر الاجتماع الذي جمع عباس ودحلان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إرييل شارون ووزير دفاعه شاؤول موفاز بحضور وفد أمريكي برئاسة وليم بيرنز في مطلع مارس/آذار 2004 يعتبر دليل اتهام قاطعا تم خلاله التخطيط لتسميم عرفات واغتيال القيادي في حركة حماس عبد العزيز الرنتيسي وتصفية آخرين.

فاروق القدومى


وتابع قائلا :" الاجتماع خطط ، كما يكشف المحضر، لتصفية عدد من قادة حركة حماس مثل إسماعيل هنية ومحمود الزهار وعدد من قادة الجهاد الإسلامي وفي مقدمتهم عبدالله الشامي ومحمد الهندي ونافذ عزام، من أجل تصفية المقاومة ".

واتهم القدومي أبو مازن بأنه يريد عقد المؤتمر العام للحركة "تحت حراب الاحتلال " في بيت لحم  بهدف فرض برنامج سياسي على الحركة يسقط حق الشعب الفلسطيني بالمقاومة ، ويحول حركة فتح إلى حزب السلطة.

وأضاف أن إصرار حركة فتح على عقد مؤتمرها السادس في مدينة بيت لحم في حضن الاحتلال الإسرائيلي وعلى مرأى من رجاله وأعوانه يتعارض مع قرار سابق للجنة التحضيرية والمركزية بعقد المؤتمر في الخارج.

وانتهى القدومي إلى نعت الرئيس عباس بـ "المنشق عن حركة فتح التي يقف ضدها، والفاقد لشروط عضويتها، والمستبد في تصرفاته الانفرادية، سعياً إلى اقتناص الألقاب، والاستيلاء على السلطة".

القنبلة السابقة أثارت استياء عارما داخل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح ، حيث وجهت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية انتقادات حادة إلى القدومي.

وقال بيان للجنة في 14 يوليو/تموز الماضي إن اتهامات القدومي لا تعدو كونها من "اختراع خيال مريض ولمسئول فقد كل مقومات الاتزان السياسي والنفسي، خاصة الاتهامات بالتآمر على حياة الزعيم الراحل القائد الكبير الشهيد ياسر عرفات".

وأضاف البيان "لو كان عند القدومي -كما يقول- وثائق صحيحة بشأن مثل تلك الاتهامات الخطيرة، لكان الأجدر به أن يكشفها قبل خمس سنوات عندما زعم أنه حصل عليها".

واعتبرت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أن تصريحات القدومي جاءت في إطار سعيه لتعطيل انعقاد المؤتمر السادس لحركة فتح، قائلة :" إنها تصب في خدمة خطط أعداء شعبنا والمتآمرين على وحدته والساعين لتكريس الانقسام في صفوفه".

وفي السياق ذاته ، ردت اللجنة المركزية لحركة فتح بإدانة تصريحات القدومي واتهمته بالسعي وراء الانشقاق والتحريض لإفشال المؤتمر العام السادس للحركة ، وقال بيان للجنة إن ما طرحه القدومي "مفبرك ومليء بالتناقضات والأكاذيب" ، كما أنه يثير الفتنة .

وأشارت اللجنة المركزية إلى أنها كانت قد اجتمعت أكثر من مرة خلال الشهر الماضي، وأن الأصول التنظيمية والحركية تقضي بأن يطرح القدومي ما لديه من ادعاءات على اللجنة المركزية أو يرسلها إلى المجلس الثوري.

ورغم الانتقادات القاسية السابقة ، إلا أن القدومي لم يتراجع وأصر على اتهاماته ، حيث أكد في أول ظهور علني له بعد القنبلة التي فجرها حول تسميم عرفات أنه لم يتهم أحدا وإنما هناك وثيقة ومحاضر جلسات عقدت بين شارون وعباس ودحلان تؤكد تورطهم في تسميم الرئيس الفلسطيني الراحل ، مشددا على أن الوثيقة صحيحة مائة بالمائة ، وليبرهن من يشكك فيها على كذبها .

الرئيس الفلسطيني محمود عباس

       
وفي تفسيره لأسباب إعلانه متأخرا عن الوثيقة ، كشف القدومي في تصريحات لقناة الجزيرة من العاصمة الأردنية عمان في 15 يوليو أنه منذ عام 2004 وهو يحاول التأكد من صحة ما جاء فيها وعندما وصل لقناعة تامة بصحتها أبلغ بعض أعضاء حركة فتح وكان ينوي عرضها على المؤتمر السادس للحركة ، إلا أنه عندما استبد عباس برأيه وقرر عقد المؤتمر في بيت لحم وليس في الخارج مثلما كان مقررا في السابق ، قرر الكشف عنها  .

وتجنب في هذا الصدد الإجابة على سؤال يتعلق بهوية الأشخاص الذين أبلغهم بمضمون الوثيقة ، وأضاف أنها كانت تستهدف كافة قيادات الفصائل الفلسطينية وأن الإجراءات على الأرض منذ 2004 تؤكد صحتها تماما .

وفيما يتعلق بأسباب اعتراضه على عقد مؤتمر فتح في الداخل ، أكد أنه يتجاهل الفلسطينيين في الخارج ويهدف لتصفية قضية اللاجئين والقضاء على المقاومة.

أما بالنسبة لإدانة اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية لتصريحاته ، فقد شكك القدومي في صحة الأمر ووصفه بالكاذب ، لأن معظم قيادات اللجنة بالخارج .

تمسك القدومي باتهاماته لعباس ودحلان يضع حركة فتح في موقف حرج لأنها مطالبة الآن بكشف حقيقة وفاة مؤسسها وزعيمها ياسر عرفات كما أنها مطالبة بتأكيد أو نفى اتهامات حماس بتورط دحلان مع الاحتلال الإسرائيلى فى اغتيال عرفات .

وإذا تلكأت فى كشف المستور في هذا الشأن ، فإنها قد تخسر الكثير والكثير من رصيدها النضالى لأن الفلسطينيين لن يغفروا أبدا تواطؤ أي من قيادات فتح فى قتل ما يعتبرونه الأب الروحى والزعيم التاريخى .

وحماس هى الأخرى قد تخسر الكثير من رصيدها إن استخدمت تلك القضية كورقة في معركتها ضد فتح واكتفت بالتلويح بها لتسجيل بعض النقاط ، فهذا الموضوع لا مزايدة عليه بالنظر إلى أنه يخص كرامة الفلسطينيين جميعا ، ولذا لابد من الاصرار على كشف الحقيقة .