[x] اغلاق
الكاتبة ميسون أسدي: الضجة التي أثيرت حول قصتي هي هبّة سخيفة ومتخلفة
20/2/2018 9:04
الكاتبة ميسون أسدي: الضجة التي أثيرت حول قصتي هي هبّة سخيفة ومتخلفة
"نحن مجتمع لا يتقبّل الآخر بكل بساطة، مجتمع يرفض الاختلاف وكل ما حدث أسمّيه باختصار "هبّة القطيع"!"، بهذه الكلمات لخّصت الكاتبة ميسون أسدي الضجة التي أثيرت خلال اليومين الماضيين حول قصّتها للأطفال والتي حملت عنوان "هل الاولاد يعرفون؟"، والتي تطرّقت من خلالها إلى تعامل الأهل مع أولادهم فيما يتعلق بتساؤلاتهم عن الحمل والانجاب والعلاقة الجنسية بين الزوجين.
وأكّدت الكاتبة ميسون أسدي في حديثها أنّ:"القصة صدرت عام 2015، وهي قصة مُعدة لأطفال بجيل 10 سنوات وتحديدًا للصف الرابع، حيث أنّ بطل القصة هو وسام ابن 10 سنوات، وتدور الأحداث داخل سيارة تقودها الأم في طريقة وعرية صعبة وخلال حوار بين وسام وأمه يسألها أسئلة عديدة عن الحب والعلاقة بين الرجل والمرأة والزواج والانجاب وغيرها، ليتطور الحوار والأحداث وتكتشف الأم أمورًا لم تعرفها عن ابنها الصغير".
 
غلاف القصة
وتابعت أسدي، في ردها حول سؤال عن الهدف من القصة والمضمون الذي قدّمته أنّ:"ما أردت أن أوصله للأهل من خلال القصة هو رسالة مفادها أن نكون صادقين وواضحين ومباشرين في تربيتنا لأطفالنا، خاصة فيما يتعلق بالتربية الأسرية والجنسية".
وتابعت:"في يومنا، أطفالنا أكثر ذكاءً ومعرفة وهم منكشفون للانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي أكثر ولذا ليس صعبًا أن يبحثوا ويسألوا ويعرفوا كل ما يردونه دون أن يسألوا الأهل!ودعونا لا ننكر حقيقة أنّ هنالك أطفال في صف او وثاني يشاهدون أفلامًا اباحية حتى!".
وقالت أسدي حول الضجة المُثارة بشأن القصة أنّ:"كل ما حدث هو ليس إلا هبّة سخيفة، أستطيع أن أطلق عليها "هبّة القطيع".
وكل ما حدث يؤكد أننا مجتمع غير ديمقراطي، مجتمع لا يتقبل الآخر ويرفض الاختلاف.
أنا انسانة وكاتبة حرّة، وفي النهاية كل كاتب حرّ بالمضامين التي يكتبها ويعرضها والناس أحرار أيضًا بانتقاء واختيار ما يناسبهم، لم أجبر أحدًا على قراءة القصة وقصتي ليست موجودة في المدارس ضمن المناهج بل هي قصة اختيارية يمكن للاهل قبولها أو رفضها".
وأشارت أسدي بالقول:"أنا سعيدة بالوحدة التي شهدها مجتمعنا بسبب الضجة التي أثيرت حول قصتي، حيث أنّ مجتمعنا في النقب والمثلث والجليل وقف وقفة واحد، لكن للأسف ما احزنني أنّ هذه الوقفة وهذا الصوت الواحد هو صوت التخلف.
لا أفهم ما سبب كل هذا الهجوم؟
هل كلّ ما يريد الأهل في مجتمعنا أن يوصله للأبناء أنّ شرفنا موجود في أعضائنا التناسلية؟
هم لم يقفوا من أجل هدف يخدم المجتمع! لم أراهم ينتفضون ضد العنف والجريمة وحوادث القتل وغيرها من الآفات في مجتمعنا! "، على حدّ تعبيرها.
واختتمت أسدي حديثها بالقول:"كلمتي الأخيرة للمنتقدين، شكرا لكم على النقد الجيد والسيء، هذا يشجعني ويقويني ويعطيني طاقة لاكتب وأستمر، لكن كنت آمل أن أسمع صوتًا علمانيًا محايدًا لا يخاف! اليوم هبّوا على كاتب، وغدًا سيهبّون بوجه فنان أو مبدع آخر، وقد يفرضون علينا أي أمر نحن لا نريده.
علينا أن نكون مجتمعًا يتقبل حرية الأفراد والآخرين.
وأخيرًا، أنصح الاهل بعدم التسرع بأخد القرار واطلاق الاحكام وأن يربوا أولادهم بصدق وشفافية، والى اللقاء بهجوم آخر لمجتمعنا على شخص يقدّم شيئًا مختلفًا وجديدًا!".