[x] اغلاق
باقة ورد وتحية للمرأة بيومها العالمي في الثامن من آذار
8/3/2018 8:14

باقة ورد وتحية للمرأة  بيومها العالمي  في الثامن من آذار

الإعلامي أحمد حازم

عندما فشلت امرأة في الترشح لمنصب أمين عام الأمم المتحدة عام 2006، علّق أحد الدبلوماسيين الآسيويين على هذا الفشل بقوله: " لن تصبح امرأة أميناً عاماً للأمم المتحدة حتى يلج الجمل من ثقب الإبرة»، فردت عليه إمرأة بالقول: " ربما نحتاج إلى فتحة إبرة أكبر أو إلى جمل ذكي»، وظلت أمانة الأمم المتحدة طيلة 70 عاما حكرا على الرجال.

يقول التاريخ ان المرأة صانعة العالم، فهي التي تستطيع أن تغيّر جيلاً بأكمله. وقد قال الفرنسي نابليون بونابرت، إن المرأة التي تهز السرير بيمينها تستطيع أن تهز العالم بيسارها. كما قال بونابرت أيضاً: "إن وراء كل عظيم إمرأة".  أما الشاعر حافظ إبراهيم فقد قال: الأم مدرسة إذا أعددتها / أعددت شعباً طيب الأعراق.  ولذلك تستحق المرأة ان يكون لها يوم الثامن من آذار  يوماً عالمياً كعيد خاص بها.

لكن، كلام نابليون وغيره من كلام الفلاسفة والحكماء عن المرأة، لم يلق آذانا صاغية في العديد من المجتمعات العربية، التي لا تزال المرأة فيها مهمشة وحقوقها مهضومة، حتى أن دولاً أوروبية لا تزال تتجاهل مساواة المرأة بالرجل في قضايا العمل والأجور رغم وجود نساء أوروبيات يتبوأن مناصب سياسية قيادية في أوروبا.

وبالرغم من أن  العديد من الكتاب العرب يشيرون دائماً إلى مساواة المرأة في المجتمع الأوروبي، إلا أن مكتب الإحصائيات الأوروبية (يوروستات)، يؤكد لهؤلاء الكتاب عكس ذلك. فقد جاء في دراسة للمكتب، أن دخل الرجال في منطقة اليورو وفي عموم أوروبا، يزيد على دخل النساء اللاتي يشغلن المنصب نفسه بمعدل 16.4 في المائة، رغم أن هذا الفرق قد تضاءل في بعض الدول، فإنه ارتفع في دول أوروبية أخرى، حسب آخر تقرير صدر عنه.

ويشير تقرير يوروستات، الصادر بالتزامن مع احتفاليات اليوم العالمي للمرأة، إلى أن أستونيا ما زالت تسجل المعدل الأعلى في الفروق المالية بين الرجال والنساء، والتي تصل إلى نحو 29.9 في المائة، تليها النمسا بنسبة 23 في المائة، ثم جمهورية التشيك 22.1 في المائة، ثم ألمانيا 21.6 في المائة. أما عدد النساء اللاتي يتبوأن مراكز سياسية عالية في أوروبا، فلا يزيد على ستة، من أقدمهن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وأحدثهن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي.

 

الاحتفال بيوم المرأة العالمي في الثامن من آذار، الذي صادف أمس الخميس، يعود إلى أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي، انعقد عام 1945 في باريس. لكن بعض الباحثين يرجحون أنّ الاحتفال بهذا اليوم جاء بسبب إضرابات واحتجاجات في الولايات المتحدة، جرت في الثامن من شهر آذار عام 1908 حيث تظاهرت الآلاف من العاملات اللواتي كن يعملن في مصانع النسيج في مدينة نيويورك، احتجاجاً على الظروف غير الإنسانيّة وساعات العمل الطويلة التي عانين منها. وقد أطلقن على حملتهن الاحتجاجية اسم "خبز وورود" حيثُ حملن قطعاً من الخبز اليابس وباقات من الورد خلال التظاهر. وتم المطالبة بالعديد من الأمور من خلال هذه الحملة ومنها منح النساء حق الاقتراع وخفض ساعات العمل الطويلة.

منظمة الأمم المتحدة وافقت في العام 1977 على تبني يوما في العام كيوم للمرأة،  حيث صوتت غالبية الدول الأعضاء على اختيار يوم الثامن من آذار ليتحوّل هذا اليوم إلى رمز لكفاحها. ولذلك يحتفل العالم كل عام بهذه المناسبة، كما أن الأمم المتحدة أضافت لهذا التكريم قراراً أصدرته عام 1993 اعتبرتْ فيه حقوق المرأة جزءاً لا يتجزأ من منظومة حقوق الإنسان، والمجتمع الدولي مطالَبٌ بحمايتها.

باقة ورد عطرة وتحية للمرأة بيومها العالمي يوم الثامن من آذار. وكل عام وأنتن بخير.