[x] اغلاق
مقال عن اسبوع الاعمال الخيرية - مدرسة النور
22/3/2018 8:51

مقال عن اسبوع الاعمال الخيرية - مدرسة النور

بقلم:هزار قصقصي: معالجة لغة واتصال   

العمل الطيب هو أن تعطي من ذاتك ومكنونك الصادق المنتبه لضرورة

العطاء في كل مكان وزمان لكل الأفراد لانه ببساطة قنديل الحياة, فعمل طيب كأنه طقس من الطقوس الخيرية تولدها السماء لتتحرر على الأرض بعنفوانيه وحماس طفولي برئ وتتوارثها الانسانية عام بعد عام  في شتى المؤسسات بكل الوجوه والأجيال والاختلافات التي تجمل أكثر فأكثر المعنى للعمل والعطاء الطيب ,وهنا أيضا طلاب مدرسة النور للتعليم الخاص بإدارة رباب لوسيا داموني  وبعمل مهني  طاقم تربوي علاجي واسع كمركزة التداخل الاجتماعي رينا جمال ومركزي  التربية الاجتماعية إسماعيل أبو الهيجاء ونهاية أبو حمود, جميعهم منغمسون وواثقون الخطى في الحفاظ على حقهم ليكون لهم دور بل الدور المهم في هذا التبادل والاندماج والانطلاق عبر كل الجسور, وتحديا لكل الأفكار المسبقة  ومؤكدةَ نعم نحن قادرون للمشاركة للتعاون للتجربة دون ملل بل معلنون عن الأمل.

هذا الأمل انبثق في ريشة المسنين وهم يرسمون بدقة لا متناهية الورد  والشجر والطبيعة , يترجمون جمال الكون في اخلاصهم واتقانهم بالعمل على الخشب أو الورق, وطلاب مدرسة النور متفاعلون معهم في حديقة المسنين كل فرد يرسم ويبدع بمحبة ونور الشمس فخورة ومعترفة عن غيرتها من هذا النور في لقاء الأجيال المتنافس معها بكل سرور.

 

للدمج والاندماج في أسبوع الأعمال الخيرية قصص وانفعالات ليس  لها حدود, ولهذا اللقاء بين طلاب مدرسة النور وطلاب البستان  اللغوي بإدارة المربية المعطاءة المبتسمة والمضيئة في العمل التربوي شادية حبيب قصة مغايرة جديدة, فهؤلاء الطلاب يصادفون للمرة الأولى  هناك من  يسألون عنهم ويبادرون للضحكات سوية, للتعارف وهذا ليس مفهوم ضمنيا, للاجتهاد بشكل ملفت تذكر كل الأسماء ,للانفعال بهذا الوجود الحميمي بما يشبه العائلي ,ليتسنى لكل طالب يعود البيت بقصة جديدة جميلة للوالدين ,قصة  تتحدث عن فعالية برش الصابون واضفاء الأعشاب العطرة فتعطر القلب والبراءة في الوجوه, عن الفرح في الالتقاء مع الآخر, عن جمال المعرفة لفوائد الأعشاب, عن اكتساب لمصطلحات مختلفة تثري كنزهم اللغوي, عن الثقة بالذات والقدرات وتعلم المهارات, للمرح سوية, واكتساب صداقات جديدة,

بل لتذوق معنى الصديق أثناء التحرر في الفناء الأخضر الساطع بالمحبة.

بغبطة وسرور طالب مدرسة النور مستقبل بحفاوة مشرفة, وابتسامة صادقة لوجوه طيبة وجوه المسنين, وهم  محملون بحب الاستطلاع لهذا الفناء المدرسي, لهذا الفضاء الغامض المثير المنزوي في الاحياء الشفاعمرية,

التقاء الأجداد والأحفاد , لقاء الأجيال والذكريات, لقاء الحنين مع البراءة والشفافية, لقاء يثمر بأعمال يدوية دقيقة ميداليات فنية جميلة فتحملها الأيادي فتبتسم العيون أينما تكون, إنها ميدالية تضفي لنهارهم لون صافي ساكن يحكي حكايا غير مألوفة ومشرقة للتاريخ.

مسيرة الأعمال الخيرية هذه لونت قلوب الشفاعمريين بأمل وطموح للصعود نحو سماوات أجمل, وتحديات في ظل الغيوم والجروح, بالأمس واليوم نحن  عنيدون للتصالح مع الخير وهوية العطاء وتمثيل الذات بإيقاع مميز راقي.