[x] اغلاق
يوم الثلاثين من آذار ... يوم التمسك بالأرض
28/3/2018 7:02

يوم الثلاثين من آذار ...  يوم  التمسك بالأرض

الإعلامي أحمد حازم

التاريخ 30 آذار والعام 1976 والحدث هو الأرض. في  ذلك العام أصدر وزير الدفاع الاسرائيلي إسحاق رابين قراراً  بمصادرة حوالي عشرين ألف دونم من أراضي بلدات دير حنا، سخنين وعرابة في منطقة الجليل،وفي ذلك اليوم  هبت الجماهير العربية في كافة مناطق الـ 48 في  انتفاضة جماهيرية غير مسبوقة لمواجهة سياسة الاستيلاء على الأرض الفلسطينية، قرار اسحاق رابين لم يأت من فراغ، لأن استهداف الأرض الفلسطينية كان مخططاً له منذ المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل السويسرية عام 1897،

بعد مرور إثنان وأربعين عاماً على يوم الأرض، الذي سقط من أجله ستة شهداء، ما زالت محاولات المصادرة والتهويد مستمرة، وبالرغم من أن المواطنين الفلسطينيين في مناطق الــ 48 يشـكلون عشرين بالمائة  من السكان، إلا أنهم لا يملكون سوى ثلاثة بالمائة فقط من الأراضي التي أنشئت عليها إسرائيل.

الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة منذ عام 48  سعت الى جعل حياة الفلسطيني  لا تطاق  من خلال فرض وقائع على الأرض، من خلا عرقلة الفلسطيني من التوسع الجغرافي،  حيث تم مصادرة مساحات واسعة من الأراضي العربية لإنشاء مزيد من المستوطنات اليهودية عليها.

شموئيل طوليدانو الذي شغل منصب مستشار للعديد من رؤساء الحكومات الاسرائيلية، قال ذات يوم:   ”إن هؤلاء الذين يعيشون بين ظهرانينا لم يعودوا سقاة وفلاحين بل أصبحوا عربا وأيضا فلسطينيين”. وقال غيره من الساسة الاسرائيليين العنصريين عن فلسطينيي الــ 48: ”العرب عبارة عن قنبلة موقوتة”...”العرب سرطان في جسم دولتنا ويجب استئصاله". هذه التصريحات  العنصرية المناهضة للفلسطينيين في أراضيهم في الداخل الفلسطيني تدل على وجود رغبة إسرائيلية في التخلص منهم بشتى الطرق.

في العام 1950 أقرت الكنيست قانون أملاك الغائبين، وصادرت الدولة بموجبه أراضي وبيوت كل من تم تعريفهم "غائبين" أي هؤلاء  الفلسطينيين الذين تم تهجيرهم إلى الدول العربية في النكبة الأولى، وأيضا الذين نزحوا إلى قرى ومدن في الجليل والمثلث. وقد  أطلق على  هؤلاء النازحين في الداخل الفلسطيني مصطلح "الغائبون الحاضرون" بمعنى منعهم من  العودة إلى أراضيهم، رغم وجود إثباتات تؤكد ملكيتها.

وبالرغم من حقيقة أن أيام السنة كلها أيام أرض، لكن يوم الأرض في الثلاثين من شهر آذار، يشكل بالفعل نقلة تاريخية في حياة من بقي من الفلسطينيين في أراضيهم بعد نكبة 48، لأنه بلا شك يوم الاعتزاز بالتمسك بالأرض، ويوم التأكيد على أن الأرض الفلسطينية هي حق تاريخي  للشعب الفلسطيني.

يوم الارض الفلسطيني  هو بوصلة ضمير وحدث سياسي في غاية الأهمية للفلسطيني بشكل عام أينما وجد، وللفلسطينيين في الداخل الفلسطيني في مناطق ألـ 48 بشكل خاص، وهو حدث تاريخي مهم في ذاكرة المجتمع العربي داخل هذه المناطق، ويعتبر يوما وطنيا يغذي الذاكرة الجماعية الفلسطينية، بجميع مركباتها،

"يوم الأرض" هو ذاكرة حية سيظل رمزاً للتمسك بالأرض والهوية والوطن، و،سيبقى اليوم الذي صنع فيه الفلسطينيون محطة مهمة جداً في التاريخ الوطني الفلسطيني، وسيبقى أيضاً رمزاً  فلسطينياً يضرب فيه المثل لدى الشعوب، وهنا على أرضنا الفلسطينية باقون ما بقي الزعتر والزيتون، وتحية إكبار وإحلال لشهداء يوم الأرض.