أمسية تحت عنوان "أنغام من السحر المغموس بالروحانيات" عاش المئات من عشاق الفن الراقي والجميل في أول أيام الأضحى المبارك سهرة ساحرة برفقة الفنان التركي العالمي عمر فاروق تكبيلك وفرقته.

وقد غصت القاعة بأكثر من 600 ضيف توافدوا من مختلف المدن والقرى العربية من المثلث والجليل للاستماع إلى الأنغام والأغاني الصوفية التي يؤديها الفنان الكبير، وتولى عرافة المهرجان الإعلامي نادر أبو تامر الذي واكب أعمال المهرجان للسنة الرابعة على التوالي في مدينة الناصرة وأشار إلى ان الاهتمام الجماهيري بعروض هذا العام كان أمرًا يثلج الصدر منوها إلى ان المهرجان بدا في إغلاق بعض الثغرات التي واجهها في الأعوام الماضية حيث اهتم بالبُعد العالمي وباستحضار آلة العود بزخم أكبر.
يعدّ الفنان عمر فاروق تكبيلك اليوم أحد أبرز سفراء مُوسيقى شرق الأوسط في العالم. تمتد جذور هذا الفنان إلى التقاليد التركية المتأثرة بمذاقات عصرية. الفنان نفسه هو أحد وجوه مُوسيقاه، حيث يرمز إلى ألوان متعددة داخل وحدة متجانسة. يُعْتَبَر توجهه إلى المُوسيقى ساحرًا. يتم التعبير عن التزامه تجاه المُوسيقى بأربعة عناصر وهي: الصوفية، الفولكلور، الرومانسية والخيال.
اعتبر تكبيلك منذ طفولته الولد المعجزة بفضل معزوفاته المدهشة على الناي. وقد تَعَرَّفَ من خلال محل الآلات المُوسيقية الذي كان يمتلكه عمه على آلات أخرى، وصار يعزف على آلات النفخ وآلات العزف وآلات الإيقاع ببراعة مذهلة. منذ سن 12 عامًا بدأ يشارك في العُروض والتحق بالدراسات الدينية، فحصل على لقب "إمام". العمق والبراعة في أدائه كمبدع مُوسيقي من جهة وكرجل دين من جهة أخرى يقودان المستمع إلى أعماق الصوفية.
لقاؤه في عام 1988 مع فنان الجيتارة برايان كين تمخض عن لغة مُوسيقية متميزة هي عبارة عن مزيج من تقاليد عريقة ولمساته عصرية، ما زالتا حاضرة في مُوسيقاه. يقدم تكبيلك عُروضا في أنحاء العالم ويتعاون مع أبرز الفنانين العالميين. وقد سجّل اسطوانات عديدة. فاز عام 2003 بجائزة "افضل مُوسيقيّ" في بلده، تركيا.
وقد برز في الحفل الحضور المكثف لزوار من مناطق مختلفة وبعيدة عن الناصرة بالإضافة إلى وسائل إعلام طالبت بإجراء مقابلات مع الفنان عمر فاروق.
وكانت برفقته فرقة بارعة في العزف حيث ايح لكل واحد تقديم فقرة خاصة به أخذت الجمهور إلى أجواء حالمة. تكونت الفرقة من عمر فاروق تكبيلك - آلات نفخ، آلات عزف، إيقاع
بهادير سندر (تركيا) – قانون؛ يانيس ديميترياديس (اليونان) - بيانو، أورغ؛ انتوني مازله (الولايات المتحدة) – جيتارة؛ ريبر جرجريان (الولايات المتحدة) – إيقاع؛ مورات تكبيلك (الولايات المتحدة) - إيقاع (ابن عمر فاروق تكبيلك الذي قبل والده طويلا بعد أدائه عزفا منفردًا جميلا على الإيقاع).
ولم يتوقف تصفيق الجمهور في ختام المهرجان إلى ان عاد الفنان وفرقته وأعادوا إحدى الاغاني والمعزوفات  الرائعة معلنين انتهاء عروض مهرجان العود الدولي للعام 2009 على أمل استقباله في العام القادم في الناصرة للمرة الخامسة وربما في مدن وقرى عربية أخرى كما تعهد مدير المهرجان.