[x] اغلاق
ذهب لصلاة الفجر فاغتاله الموساد... إسرائيل تكثف حرب الأدمغة العربية
25/4/2018 7:34

ذهب لصلاة الفجر فاغتاله "الموساد"... إسرائيل تكثف حرب الأدمغة العربية

الإعلامي أحمد حازم

في فجر يوم السبت الحادي والعشرين من هذا الشهر،غادر الدكتور فادي البطش العالم الفلسطيني في مجال الطاقة بيته في العاصمة الماليزية (كوالالمبور) لإقامة صلاة الفجر في مسجد بجانب بيته، لكنه لم يعد منذ ذلك الوقت. وحسب تقارير شرطة كوالالمبور، قام مسلحان كانا يستقلان دراجة نارية، بإطلاق النار على الأكاديمي الفلسطيني ما أسفر عن مقتله، الحكومة الماليزية التي تربطها علاقات جيدة مع الفلسطينيين، اعترفت وعلى لسان نائب رئيس الوزراء الماليزي، وزير الداخلية، أحمد زاهد حميدي، بأن الحكومة تبحث احتمالية تورط مخابرات أجنبية في اغتيال البطش، في الوقت الذي حملت فيه الفصائل الفلسطينية جهاز "الموساد" الإسرائيلي المسؤولية عن عملية الاغتيال.

وبالرغم من أن  مسؤولين إسرائيليين ـــــ وكعادتهم دائماً ـــــ نفوا أن تكون لإسرائيل مسؤولية في عملية اغتيال البطش، إلا أن وسائل إعلام عبرية كذبت هؤلاء المسؤولين. رونين بريغمان،معلق الشؤون الاستخبارية في صحيفة "يديعوت أحرنوت" ذكر في تغريدات كتبها على حسابه على "تويتر"، أن "عملية اغتيال البطش تدل على الاستراتيجية التي يعتمدها رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين والقائمة على المسّ بقدرات وحدات تطوير وإنتاج السلاح لأطراف معادية تعمل في مناطق بعيدة جغرافياً من إسرائيل."

المحلل الإسرائيلي برغمان أشار أيضاً إلى أقوال كوهين، والتي يقول فيها إن "المواجهة هي عنوان اللعبة، وظيفتها اجتثاث القدرات الإستراتيجية لأعدائنا التي من الممكن أن تشكل خطرًا في المستقبل على أمن إسرائيل ومستقبلها"، وقال برغمان إنه "يمكن رؤية عملية الاغتيال في ماليزيا كجزء من سلسلة عمليات اغتيال نسبت لإسرائيل في السنوات الأخيرة"

المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، اعتبر أن "عملية الاغتيال مماثلة لتلك التي نفذت ضد المهندس التونسي محمد الزواري أواخر 2016 " في إشارة واضحة إلى أن جهاز الموساد هو من يقف وراء قتل البطش، ويتهم الجهاز أيضا باغتيال الزواري. 

عملية اغتيال البطش ليست بجديدة على جهاز الموساد. وهناك مسلسل من عمليات اعتيال العقول العربية قام بها عناصر من هذا الجهاز، بسبب التقدم العلمي، فإسرائيل تنظر إلى كل عالم عربي ولا سيما علماء الطاقة والذرة والكيمياء بأنهم يشكلون تهديداً لها ولسياستها، وأصبحت سياسة اغتيالات العقول والمفكرين العرب البارزين في أوطانهم وفي الخارج راسخة في العقلية الإسرائيلية، من أجل منع أي تفوق علمي عربي.

مسلسل أعمال القتل التي يقوم بها الموساد الإسرائيلي ضد العلماء له تاريخ طويل على الصعيدين العربي وبالتحديد الفلسطيني. والأمثلة كثيرة على ذلك ومنها:

لقد تم قُتل عدد كبير من العلماء العراقيين في مجال التصنيع العسكري والكيميائي بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003. وقداغتيل العالم التونسي محمد الزواري في صفافس التونسية في خريف 2016 لأنه وحسب المعلومات المتوفرة قام بتطوير لطائرات انتحارية مسيرة ذاتيًا قد تستهدف العمق الإسرائيلي، وهو ما كان دافعًا لاغتياله.

لبنانياً، تحدث الإعلام اللبناني عن مقتل طالبين لبنانيين في فرنسا وكندا اشتهرا بتفوقهما العلمي. الطالب اللبناني هشام سليم مراد الذي كان يدرس في جامعة Grenoble الفرنسية الفيزياء النووية ومتفوقا فيها تبلغت عائلته في السابع والعشرين من شهر شباط/ فبراير هذا العام بخبر وفاته، ووجهت أصابع الإتهام لإسرائيل. أما الطالب اللبناني حسن علي خير الدين، الذي كان يتخصص في علم الإقتصاد في  جامعة "هاليفاكس" الكندية، فقد كان يحضر أطروحة الدكتوراة حول "سيطرة اليهود على الإقتصاد العالمي". وتميّز الشاب بذكائه منذ الصغر، ونال لقب "العبقري" عندما كان في عمر 13 عاما. وقد اغتيل طعناً  في الرابع عشر من شهر شباط /فبراير هذا العام في الجامعة.

فلسطينيا، وحسب تقارير عربية، اغتال الموساد الدكتور نبيل أحمد فليفل، وهو عالم ذرة استطاع دراسة الطبيعة النووية، وقد اختفى الدكتور نبيل, فجأة، ومن  ثم عثر على جثته قي  28/4/1984 في الأراضي الفلسطينية. كما اغتال الموساد المهندس عدنان الغول في أكتوبر 2004 بعد أكثر من 14 عامًا من المطاردة. حتى الطلاب الفلسطينيين كانوا هدفاً للموساد في الخارج. فالطالب الفلسطيني عزيز مطر كان يدرس الطب في جامعة روما، اغتيل أمام منزله في يونيو 1981 في العاصمة الإيطالية،  وفي الخامس والعشرين من شهر آذار/مارس هذا العام عثر على الشابة  إيمان حسام الرزة جثه هامدة في بيتها في مدينة البيرة الفلسطينية. وكانت إيمان تعمل مهندسة كيماوية في إحدى المؤسسات.

وتجدرالإشارة إلى أن 12 عالماً عربياً آخر،( مصريون، لبنانيون وسعوديون) قد تم اغتيالهم  على يد الموساد كما تقول التقارير.

ويبدو بكل وضوح أن القاسم المشترك بين عمليات اغتيال العلماء العرب والفلسطينيين هو التميز والتفوق في المجالات العلمية. ولا شك  أيضا أن هذه العمليات هي  حرب "تصفية الأدمغة" التي يقوم بها الموساد ضد العقول العربية المتفوقة في مجالات تعتبرها إسرائيل خطراً عليها.