[x] اغلاق
تصريحات محمد بن سلمان (بن خيبر)... والحنين إلى أصله اليهودي
3/5/2018 7:15

تصريحات محمد بن سلمان  (بن خيبر)... والحنين إلى أصله اليهودي

بقلم/ أحمد حازم

مجلة (ذي إندبندنت) البريطانية نشرت تقريراً في العاشر من شهر كانون الثاني/يناير عام 2016، عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان استناداً إلى معلومات من دائرة الاستخبارات الألمانية الاتحادية، ذكرت فيه أن محمد بن سلمان  مقامر سياسي متهور. وبالرغم من أني بشكل عام لا أثق كثيراً بمعلومات مخابراتية، إلا أني اقتنعت بتهورهذا "الصبي. فقد نقلت صحيفة "معاريف" العبرية على لسان بن سلمان: " إنّ القيادة الفلسطينية ومنذ 40 عاما وهي تُفوِّت الفرص، وترفض جميع المقترحات، وان على الفلسطينيين القبول بالعروض المقدمة لهم، والعودة إلى طاولة المفاوضات"، أو" فليصمتوا ويتوقّفوا عن التذمّر"،

هذا الكلام الذي صدر عن محمد بن سلمان، يذكرني بالمثل الشعبي القائل "كل واحد أصلو بردو". فتصريحاته في الفترة الأخيرة تعكس حنينه إلى أصله "اليهودي" أصل أبائه وأجداده الذين ينتمون إلى "يهود خيبر" في السعودية كما يقول التاريخ. محمد بن خيبر لا يحق له أبداً توجيه "تهمة تفويت الفرص" للقيادة الفلسطينية لأنه بتصريحاته مثل طفل "بهلول" يلعب بالنار، لأن القضية الفلسطينية خط أحمر محرم على "أبناء خيبر" تجاوزه، ولا يحق له التمادي بوقاحة على الفلسطينيين لأنه أصغر بكثير جداً من المستوى الذي وضع نفسه فيه.

لكن ما قاله هذا الصبي المعتوه لا يمثل إلا نفسه فقط والتاريخ شاهد على ذلك. وأريد أن أذكر محمد بن سلمان بأهمية القضية الفلسطينية عند أبيه سلمان الذي يتناقض موقفه مع موقف إبنه: في القمة العربية الأخيرة الـ 28 التي عقدت في منتجع البحر الميت بالأردن في مارس (اذار) 2017، قال العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز في كلمته بأنه "يجب ألا تشغلنا الأحداث الجسيمة التي تمر بها منطقتنا عن تأكيدنا للعالم على مركزية القضية الفلسطينية وأهميتها  للسعوديين خاصة والعالم العربي والاسلامي بشكل عام". (صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ العاشر من  ديسمبر العام الماضي).

وهنا لا بد لي من الإشارة إلى أن أحفاد بني خيبر السعوديين، ظهر منهم سياسي واحد فقط إسمه الملك فيصل مارس سياسته كعربي أصيل وليس كـ "خيبري" والذي تم اعتباره حالة سياسية استثنائية خالفت الخطوط العريضة للسياسة السعودية. وأريد أن أعيد إلى أذهان الصبي الجاهل في التاريخ مواقف العاهل السعودي الأسبق فيصل بن عبد العزيز استناداً إلى ما نشرته صحيفة (الشرق اليوم) السعودية بتاريخ :11/11/2015

"جرى لقاء في باريس بين الفيصل والرئيس الفرنسي ديجول في أوائل حزيران/يونيو عام  1967، قال فيه ديجول إن إسرائيل أصبحت أمراً واقعاً، ولا يقبل أحد في العالم رفع هذا الأمر الواقع. فأجابه فيصل: أنا أستغرب كلامك; إن هتلر احتل باريس وأصبح احتلاله أمراً واقعاً، وبقيت تعمل لمقاومة الأمر الواقع حتى تغلّبتَ عليه. فأنا أستغرب منك الآن أن تطلب مني أن أرضى بالأمر الواقع، فالمملكة تعتبر القضية الفلسطينية قضية مركزية وهي محور سياستها الخارجية وعلاقتها الدولية".  فهل قرأت ذلك يا ولي العهد؟؟ كلمة حق يجب أن تقال أيضاً والعالم كله يعرف أن الملك فيصل، اغتيل عام 1973 إبان فترة حرب أوكتوبر بتخطيط أمريكي لأنه استخدم سلاح البترول ضد الغرب، ولأنه وقف بحزم إلى جانب العرب بشكل عام  والقضية الفلسطينية بشكل خاص". فشتان بين تصريحات صبي متهور لا يفقه بالسياسة وتصريحات ملك أقدم ولأول مرة في تاريخ السعودية السياسي على استخدام البترول كسلاح في وجه الغرب عامة فكلفه ذلك حياته. 

نقطة أخرى لا بد من قولها لولي العهد السعودي، ان إسرائيل هي التي رفضت كل قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية، وإسرائيل هي التي رفضت كافة المبادرات العربية وغير العربية ومنها الإقتراح الأخير "حل الدولتين" الذي لقي تأييداً عالمياً  ورفضه "أولاد عمك" قادة إسرائيل وأصدقاؤك الأمريكان.

إسرائيل يا ولي العهد رفضت مبادرة السلام السعودية التي قدمتها في قمة بيروت عام 2002 والتي لاقت ترحيبا عربيا والتي كانت في حقيقة الأمر لمصلحة إسرائيل أيضا لأنها استهدفت إنهاء الصراع وإحلال سلام دائم. فبدلاً يا ولي العهد من أن تتهم القيادة الفلسطينية "تجرأ" وواجه إسرائيل لرفضها كل مبادرة سلام.

كلمة أخيرة أود قولها لك يا ولي العهد محمد بن سلمان (بن خيبر): لو يستيقظ الراحل الملك فيصل من قبره ويقرأ تصريحاتك لصفعك بالحذاء على وجهك وعاد إلى قبره.