[x] اغلاق
ساعِدني إِنَّني أَنزِفُ حُبًّا
10/5/2018 7:00
ساعِدني إِنَّني أَنزِفُ حُبًّا

بقلم: مارون سامي عزّام

لا تضَع حواجز كلماتكَ أمامي، لتمنعني من التقدّم نحوكَ، فهي تُقلّل من شأنكَ أمامي، أنتَ بالنسبة للجميع، إنسان لبِق وجنتلمان في تعاملكَ مع الفتيات، ودبلوماسي من الدّرجة الأولى في الرّومانسيّة. حبيبي المتمرد، لا تُثِر زوابع غضبك الهوجاء من حولي، التي أعمَت بصري، من رؤية آثار ملاحقتك لي، لتبرّئ نفسكَ من أي شبهةٍ عشقيّة، قد تجرّك دون سابق إنذار إلى كرسيّ الاعتراف بتحرّش نظراتكَ بشكلي.

في كتاباتك قنّعتَني بأقنعة لا تشبهني بالمرة، تارةً قنّعتَني بقناع الحبيبة الجميلة، ذات العقليّة الغبية... تارة قنّعتَني بقناع الفتاة اللعوب والسّخيفة. وتُصِر أن تلاعبني لعبة الشطرنج، لعبة قوانينها صعبة جدًّا، متأكدة تمامًا أنك ستهزمني بها، فرغم كل ما فعلته بي، لكنّي أشتهي رحيق اللقاء بكَ، يا زهرة حلمي، الفوّاحة بعطر الأماني الذي يتبخّر يوميًّا نحو سماء الوعد المكفهرّة بغيوم تشاؤمي.  

غرستَ مسامير لؤمك في معصمَي تحرّكاتي، بعد أن جعلتكَ تنتظرني خلف جدار كبريائي الزجاجي الشفّاف غصبًا عني، كنتُ أراكَ من خلفه تتلفّت حولكَ، لترى إذا كنت أبتسم لكَ، كلما جمعنا الحظ معًا صدفةً. تابعتُ جميع مناوراتكَ التفقّديّة في ميدان الأحاسيس المتناحرة، انتظرتُ أن تهاجم جدار كبريائي وتحطمه، لتصارحني بحبك، لكنك لم تفعل، بل استمتعتَ برؤيتكَ لنزيف حبّي، ينزف من جُرح لوعَتي! فلونه أبيضَ بلَون الطهارة، غَمَسْتُ به كلاًّ من عقلي وقلبي، لألوّن بنزيف حبّكَ، صورتكَ، التي أرهقتني، حتّى عكسَت لي هَيبتكَ.

أرجوك أنجدني... أنقذني... ساعدني، فحبي لك ليس طائرةً ورقيّة، معلّقة بطرف خيط الولدنة، تُطيّرها رياح مزاجي، إنما حبي عبارة عن رواية من دراما واقعي، أنت بطلها المقدام حامل درع الأمان، وأنا البطلة المفتونة بك، وبعقليتك، وبكتاباتكَ. آن لك أن تغفر هفواتي الصغيرة، بمسحة وفاء منك!، عذّبني كما تشاء، ولا تتخلّى عنّي، أنظُر، إني أنزف طيوبًا طاهرة، فداوِني بها عندما تُقرّر أن تنزلني عن خشبة رجولتكَ الخشنة.

ملأتُ دواة تفكيري من نزيف حبك، سال منها قطرات حبٍّ أسود، تؤرخ فوق صفحاتي السرية، تاريخ ميلادك، نحَتتُ من صخرة لؤمك الصّمّاء، تمثالاً يُبرز أهم الشخصيات التي تعرفتُ إليها بغيابكَ، كي تفهم أنّهم كانوا مجرّد أصنام، لم يؤثّروا على مَناخ عقليّتي. ها أنا أرقد هنا بجانب نزيف حبك، أرقب الكمية التي تسيل، حتى أجمعها في قارورة الأمل، كي نشرب منها سويًّا، نخبَ اعترافكَ بحدود حبّي لكَ.