[x] اغلاق
هل يفعلها الرئيس الفرنسي ماكرون ويعتنق الإسلام
18/7/2018 10:04

هل يفعلها  الرئيس الفرنسي ماكرون ويعتنق  الإسلام

الإعلامي أحمد حازم

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن في التاسع من الشهر الحالي في البرلمان الفرنسي عن وضع إطار وقواعد جديدة لتسيير شؤون المسلمين في فرنسا، تضمن تنظيم  المسلمين لشؤونهم طبقا للقوانين الفرنسية. وشدد ماكرون على "أهمية العلاقة بين الإسلام والجمهورية الفرنسية وعدم وجود أي سبب على الإطلاق لكي تكون العلاقة بين فرسا  والإسلام صعبة".

كلمات الرئيس الفرنسي تستهدف توجيه رسالة واضحة إلى الغرب بشكل عام والولايات المتحدة  بشكل خاص، مفادها أن أي قراءة متشددة وعدائية للإسلام في فرنسا ترمي إلى التشكيك بقوانين فرنسا كدولة حرة. ماكرون لم يكتف بهذا القدر فقط ، بل عاد وأكد دفاعه عن الإسلام خلال لقاء في الخامس عشر من شهر نيسان /أبريل الماضي، أجراه معه صحافيان من تلفزيون "بي إف إم" وموقع "ميديا بارت"، فقد ذكر ماكرون إنه "يحترم كل امرأة ترتدي الحجاب، ويجب أن يُسمح للنساء بارتداء الحجاب وعلى كل الفرنسيين احترام ذلك ". أما فيما يتعلق بالدعايات التي تحذر المواطن الغربي من الإسلام، فقد رد ماكرون على أصحابها بالقول "أن الخوف من الإسلام ناجم عن تعاظم التيارات الراديكالية والمتطرفة، وأن الإسلام الحقيقي لا يعني التطرف".

ويبدو أن خلافات الرئيس الفرنسي ماكرون مع نظيره الأمريكي نرامب لا تتوقف فقط على أمور سياسية، بل هناك اختلاف كبير في وجهات النظر فيما يتعلق بالدين الإسلامي. فمنذ تولي ترامب الرئاسة الأمريكية مطلع عام 2017 تنامت ظاهرة "الإسلاموفوبيا" أي العداء للإسلام والمسلمين في أمريكا والدول الغربية بشكل ملفت للنظر. وتأتي تصريحات ماكرون لتوضح لأعداء الإسلام في أوروبا وأمريكا بشكل عام وفي  المجتمع الفرنسي  بشكل خاص،" ان الدين في المطلق له حرمته، ويستلزم إطارا متجددا متناغما مع حياة الناس في فرنسا،ولذلك سيتم العمل بتطبيق قوانين جديدة في الخريف القادم تتعلق بالدين الإسلامي وتبدد مخاوف الفرتسيين من القراءات المتشددة للإسلام والمسلمين،

وبالرغم من  أن السلطات في عهد ما قبل ماكرون، أصدرت قوانين حظرت ارتداء الحجاب في مؤسسات الدولة الرسمية، وحظرت ارتداء الحجاب في المدارس عام 2004،وحظرت النقاب في الأماكن العامة أيضا عام 2010، إلا أن تصريحات الرئيس الفرنسي الأخيرة جاءت كبداية لإلغاء هذه القوانين .

ويحكى عن الرئيس الفرنسي ماكرون أنه مولع جداً بقراءة الكتب الفرنسية التي تتحدث عن الدين الإسلامي.ويرى محللون سياسيون أن مواقف ماكرون الإيجابية من الإسلام ، ناجمه عن تأثره الكبير بكتاب«نابليون والإسلام» للمؤلف هنري لويس، وكتاب «فرنسا والإسلام من نابليون إلى ميتران" للكاتب «جاك فريمو». لكن محللين آخرين يضيفون نقطة مهمة إلى إيجابيات ماكرون هن الإسلام، إذ يقولون ان الرئيس الفرنسي الشاب كان معجباً بأقوال القائد الفرنسي "نابليون بونابرت" عن الإسلام، وكان على إطلاع تام بما أبداه نابليون من احترام شديد لشعائر الإسلام، خصوصاً وأن المعلومات المتوفرة تؤكد أن نابليون اعتنق الإسلام وهو في مصر، وكان يبجل الإسلام ويعرب عن احترامه الشديد لشعائره، ولدى عودته إلى فرنسا أدخل التشريع الإسلامي إليها، وما يعرف الآن بــ "قانون نابليون" مأخوذ كلياً عن الفقه المالكي الذي نسخه العلماء الفرنسيون اثناء مرافقتهم لنابليون في حملته.

في كتاب “نابليون والإسلام” الذي يقول مؤلفه ان نابليون اعتنق الإسلام وغيّر اسمه إلى “علي بونابرت”  استشهد صاحب الكتاب بأحد أقول نابليون:""آمل أن يأتي اليوم الذي أجمع فيه الحكماء والمثقفين من جميع الأمم، لتأسيس نظام عالمي موحد وعادل ومبني على القرآن الكريم الذي هو الحقيقة الوحيدة في هذا العالم، وهو وحده الذي يقود الإنسانية إلى الخلاص”.

ويرى متابعون لسياسة ماكرون، إن إقدامه على وضع قواعد حديدة للإسلام والمسلمين في فرنسا لتسهيل أمورهم الدينية، قد "جاء رداً قوياً على ظاهرة (الإسلاموفيبيا) وعلى التهريج الإعلامي غير المسؤول، والذي يحتاج لمزيد من السيطرة وإنفاذ القانون، وحكمة اتخاذ القرار والتآلف مع 6 ملايين فرنسي مسلم يمثلون ثاني أكبر ديانة في أوروبا"

وبسبب النهج الجديد الذي يسير عليه ماكرون في الدفاع الشديد عن الإسلام وإعلانه عن قوانين جديدة تهم الفرنسيين المسلمين، واهتمامه الكبير بالإسلام والكتب الفرنسية التي تتحدث بصورة منطقية عن الإسلام وإيجابياته، فهل يفعلها الرئيس الفرنسي ماكرون ويعلن اعتناقه للإسلام كما فعل نابليون بونابرت؟