[x] اغلاق
شفاعمرو تتشح بالسّواد
19/7/2018 10:01

شفاعمرو تتشح بالسّواد

بقلم :محمد جمال صبح

 ارتدت شفا عمرو في مطلعِ هذا الأسبوعِ  ثوبَ الحدادَ الحزين وبكت فُراق اثنينِ من خيرةِ شبابِها الطيبينَ.

عبير صبري بقاعي خطيب
لُؤي ناصر خوريّة

عبير الانسانة الطيبة والمُستشارة التربويّة الرّائعة والزميلة التي كان لي الشرف العمل معها  في اطار المدرسة  والتي ارتقت الى ربها  بعد صراعٍ طويلٍ مع المرضِ تاركة ورائها عائلة نحيبه  مكونة من زوج ثاكل وطفلتان بعمر الياسمين

ولؤي الشاب الرّائع الذي عُرف بأخلاقهِ الطيبة وانسانيته الكبيرة. والذي قضى نحبهُ وارتقى الى ربهِ بعد حادث طرق اليم تاركاً ورائه عائلة  ثكلى، زوجة وطفل جريحان.

حينَ أمرُّ بالقصيدةِ أرى في كلِّ سطر قبراً موتٌ في ثيابِ الكلامِ موتٌ في ترابِ الشاعرِ والدربُ ثقيل. أيُّ سماءٍ أرفعُها لأنجو من ارتعاشِ الحناءِ في مُعَلقةِ الجسدِ، دمعٌ على شفاهِ الوردِ دمعٌ لم يجف في حلقِ المنازلِ والطرقاتُ جريحةٌ.. راجفةٌ مثلَ قططِ ليلٍ ولا حياةً..، يفرّخُ الموتُ في أغصانِ المدينةِ .
المدينةُ وحدها تلمُ أنينَ النايِ تلمُ فكرةَ الرحيلِ وحينَ أمرُّ بالقصيدةِ أرى في كلِّ سطرٍ قبراً

هو الموتُ يُقيمُ في حدودِ الروحِ ملكٌ يقطفُ داليةَ العمرِ ولا يغيبُ... هو الموتُ يَترُكُنا نَغفو على مخدةِ المنافي ولا نصحو..، تنطفئُ دَاخِلَنا حدائقَ البهجةِ تتساقطُ في متسعِ الحنينِ حِكايةُ قلبٍ ذَاكرةُ حِنطةٍ ورائحةُ أمهاتٍ لم ينلّن مِنَ الغَيمِ مطراً وحِينَ أمرُّ بالقصيدةِ أرى في كلِّ سطرٍ قبراً.

هو المَوتُ يمدُ إلى فصولِ العمرِ الأظافرَ يُحملقُ بنا مُنفَرِدينَ يمشي خلفَ ظِلنا.. في ظِلنا، يبني في ضفافِ الليلِ أعشاشاً ويَرشُقُنا بالشظايا. هو الموتُ.. لا يُحاورُ ..ولا يُناورُ يحفرُ في صحراءِ البدنِ تاريخاً يخطفُ هدأةَ البيوتِ لغةَ الحلمِ.. بقايا نشيدٍ في أوردةِ الحمامِ. هو الموتُ مثل جدارٍ يُقيمُ في سلّة الأرض يُقيمُ في مرايانا.. ومُنشغلٌ بالكائناتِ.
رحمكم الله وادخلكم فسيح جناتهِ