[x] اغلاق
المُطبّلون والمُزمّرون يعودون
20/8/2018 7:23

 المُطبّلون والمُزمّرون يعودون

بقلم : زهير دعيم

   يُحكى أنّ ملكًا خرج للصيد برفقة حاشيته ، وكان هذا الملك يُتقنُ فنّ الصّيد.

فحدث أنّ أرنبًا قفز من أمامهم ، فأسرع الملك وصوّب اليه بندقيته وأطلق النّارعليه فلم يُصبْهُ، فهرب الأرب مذعورًا لا يلوي على شيء.

   ففتح أحد المرافقين فاه قائلًا : ما رأيت قطّ في حياتي أرنبًا ميتًا يركضُ !!!.

  هذا هو حالنا منذ رأى الأنسان النور وما زال حتى اليوم.... حالنا في المداهنة والمراءاة ، والتزلّف ، و" الوجهنة"  ومسح الجوخ، وكلّها كلمات ومصطلحات تصبّ في نفس المصبّ، وتعني أنّنا نتقرّب من أصحاب الشّأن والمناصب فنروح نمتدح فيهم خِصالًا ليست فيهم ، ونثني على أريحيّة في نفوسهم ما سكنتْ أبدًا تلك النفوس.

 وللحقيقة أقول : أن هناك من القادة !!!  من يرضاها ويريدها ويطالب بها ، بل ويُعيّن له أبواقًا لتحكي عن أصالته وعطائه وتضحياته الجِسام، فيُصدّق البسطاء وينجرفون مع التيّار .

   أمّا القادة الحقيقيون ، فلا يميلون الى مثل هذه الخزعبلات القشورية ، فتأبى نفوسهم  الأبيّة أن تُمتدحَ بما ليس فيهم ، بل وبما فيهم.

    يُحكى أن شاعرًا بل قل شويعرًا مُتكسّبًا حضر مرّةً ديوان أحد الملوك الملوك ، فأخذ يمتدحه ويُلصق به خصالًا لا تجدها عند الملائكة طمعًا منه بهِميان من المال والذَّهَب يُرمى اليه.

  وعندما انتهى من قصيدته العصماء ! أمر الملك فجيء اليه بصُرّة من الذهب وأمر ان تُقذَف في الهواء لتقع فوق الطاولة فترنّ رنينًا... وعندما خرج الرنين ، ضحك الملك موجّهًا كلامه للشاعر إيّاه : تفضل يا شاعرنا واقبض الرّنين ، فأنت ألصقت بي ما ليس بي ، فالقضيّة كذبٌ بكذب !!!.

    واليوم ونحن على ابواب الانتخابات المحليّة ، يزداد عدد أفراد هذه " الشّلّة" من المُطبّلين والمُزمّرين و "السّحّاجة " ، الذين يروحون يدافعون عن المتبوئين لكراسي سلطاتنا المحليّة فيُغدقون عليهم صفات لا تجدها في البشر ، كلّ ذلك طمعًا في مناقصة  ما أو وظيفة ومنفعة شخصيّة ولسان حالهم يقول : لتذهب البلدة برُمّتها الى الجحيم ، بل وهناك من يصرخ بالفم الملآن : ورائي الطّوفان.

 ان مثل هؤلاء المُتزلّفين وأصحاب الوجوه العديدة هم سبب البلاء وأصل الدّاء ، وهم هم من يُغرّرون بالبسطاء والعامّة

   

دعونا نسكتهم ونحطم آمالهم الشخصية وندفنها وهي بعد في رحم الزّمن .

 دعونا نقول وبمحبّة للأعور : أعور بعينه ، حتى نحظى بقادة حقيقيين يعرفون الواجبَ ويؤمنون بالعدل والنزاهة ويعطون من قلوبهم وجيوبهم .

ليس الأمر صعبًا ... صدّقوني