اين نحن من العيد 20/8/2018 7:24
اين نحن من العيد بقلم: هادي زاهر بعد أيام يقبل علينا عيد الأضحى المبارك، جعله الله عيدًا سعيدًا على جميع خلقه، ونحن هنا لا نريد التطرق إلى مناسبة هذا العيد من المنطلق الديني، خاصة وأنها معروفة، ولكننا نريد أن نتطرق إلى المعاني السامية للعيد ككل، وذلك على ضوء ما نقوم به في أيام العيد المباركة، طبعا نحن لا نعمم لان في التعميم الكثير من الظلم والتجني، ولكننا ما نشهده اليوم هو ان العيد فقد الكثير من معانيه، خاصة الاجتماعية والروحية، لدى شريحة كبيرة جدًا من جيل الشباب حيث ان الأغلبية الساحقة من هذه الشريحة تترك قراها أيام العيد وتسافر في رحلاتها الاستجمامية، داخل البلاد لتفرغ قرانا من سكانها، في العام الماضي ذهبت إلى قرية دالية الكرمل وعدت إلى بلدي قرية عسفيا في اليوم الثاني للعيد دون أن اصادف ولو سيارة واحدة، علما بان الشارع الرئيسي الذي يوصل بين القريتين يعاني دائما من الاكتظاظات المرورية، مدينة أيلات تنغمر بالقادمين اليها حيث ان البلدية هناك تنصب على مدخل المدينة يافطة كبيرة تعايد وترحب بالقادمين اليها بمناسبة العيد، فالمهم ما يدره العيد على المصالح التجارية هناك من راس مال. خارج البلاد، تركيا مثلًا تكتظ بالزائرين العرب من إسرائيل، ولا نريد ان نسهب في ادراج الأمثلة، طبعا من حق كل إنسان أن يتصرف وفقا لما يراه مناسبا، ولكن نحن بدورنا نريد أن نساهم في بلورة تصرفاتنا ومفاهيمنا من منطلق الغيرة والمحبة على مصلحة أهلنا، من منطلق أن لكل مقام مقال، فللعيد معان سامية علينا أن نتمسك بها، يجب تجديد أواصر العلاقات الاجتماعية بيننا، التقرب من الاهل، زيارة بعضنا البعض، ويمكننا أن نقوم برحلاتنا خارج أيام العيد. في هذه المناسبة نردد مع شاعر العرب " المتنبي " عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضى أم بأمر فيك تجديد
لا بد في هذه الأيام من أن نترحم على كل الشهداء الذين يذبحون بدم بارد على يد أعداء شعبنا.. وعلى يد قوى الظلام، في السويداء وكل انحاء سوريا، في غزة وكل انحاء فلسطين، لقد قتل في السويداء قبل أيام حوالي ال3000 مواطن ونفس العدد قتلت إسرائيل في حربها الأخيرة في غزة، ان الإرهاب لا يتجزأ قلنا أن إسرائيل الداعمة للإرهاب انها، وداعش وجهان لعملة واحدة وقد اعترض من اعترض على هذا الكلام ولكن حقيقة دعمها للإرهاب لا يدع مجالًا للشك في ذلك، وفي اليمن وفي العراق وكل مكان، إن الأضحى جاء ليحمل اسمه حقا وحقيقة، جاء للتضحية في سبيل احقاق الحق.. في سبيل رفع الضيم عن المظلومين في سبيل دعم الفقراء، فاين نحن من كل ذلك على ارض الواقع؟ جميعنا يتغنى بهذه الشعارات في حين ان العطاء في مجتمعنا ما زال متواضعًا للغاية، إذ لا نجد مقتدراً أنقذ مفلسًا وجعله ينهض من جديد.. ولا نجد من يبني مشروعًا خيريًا وإذا حاول أحد أن يبني مشروعًا ولو صغيرًا نجد من يتصدى له بدلا من دعمه؟!! وإذا أعطينا فالعطاء يكون بالفتات إذ لا نجد حتى من يقيم ناد في حيه.
نوغل في ارتداء الملابس الجديدة ولكن ما معنى أن نلبس ملابس جديدة دون أن نتسامح.. دون أن نمنح صك الغفران لمن أساء إلينا، والعفو عن المقدرة. دون أن نخلع ما في نفوسنا من أحقاد وبغضاء
وهنا نعود ونسأل: ما معنى أن نُعيد دون أن نفهم المعاني الروحية للعيد دون أن نتمسك بقيمنا وتراثنا وجذورنا وتاريخنا؟
دعوة عامة |