[x] اغلاق
لمرضى القلب.. تطبيقات الهواتف الذكية قد تفيدكم وأطباء القلب.. الإجازة تطيل العمر
3/9/2018 8:11
لمرضى القلب.. تطبيقات الهواتف الذكية قد تفيدكم وأطباء القلب.. الإجازة تطيل العمر
تشير دراسة أسترالية جديدة إلى أن تطبيقات الهواتف الذكية، التي تذكر مرضى القلب بتناول أدويتهم، قد تساعدهم على الالتزام أكثر بأنظمتهم العلاجية المقررة.
وتقول الدكتورة كارلا سانتو إن مرضى القلب يتناولون في العادة ما يصل إلى أربعة أدوية مختلفة ثلاث مرات في اليوم، ما قد يصبح عبئاً في الالتزام به وتذكره.
 
وذكرت سانتو لرويترز هيلث عبر البريد الإلكتروني أن "النتائج التي توصلنا إليها مشجعة حقاً لأن التطبيقات التي استخدمناها متاحة بالفعل مجاناً ويستخدمها الملايين".
ونشرت الدراسة في دورية أمراض القلب (هارت) لتتزامن مع اجتماع للجمعية الأوروبية لأمراض القلب في ميونيخ بألمانيا.
وقامت سانتو وزملاؤها في جامعة سيدني بولاية نيو ساوث ويلز بتوزيع 150 مريضاً بالقلب على ثلاث مجموعات عشوائياً. واستخدمت المجموعة الأولى تطبيقاً بسيطاً للتذكير بمواعيد الأدوية، أما الثانية فاستخدمت تطبيقاً متطوراً يتضمن خيارات قابلة للتعديل، فيما لم تستخدم الثالثة أي تطبيقات. ولم يستخدم أي من المشاركين تطبيقات من هذا النوع من قبل.
واختار الباحثون التطبيقات المستخدمة في الدراسة بناء على بحث سابق أجروه لمعرفة أفضل التطبيقات المستخدمة والمتاحة على أجهزة أندرويد وآيفون في أستراليا.
وبعد ثلاثة أشهر، أكمل المرضى في كل المجموعات استبياناً يهدف إلى تقييم التزامهم بتناول أدويتهم. وأظهرت النتائج أن من استخدموا التطبيقات التزموا أكثر بتناول العقاقير مقارنة بمن لم يستخدمونها.
لكن الباحثين قالوا إن متوسط الفارق بين الفريقين لم يكن كبيراً لأن المشاركين بشكل عام كان معدل التزامهم بالأدوية متوسط إلى مرتفع من البداية.
كذلك ارتفعت نسبة الأشخاص الذين لا يلتزمون بتناول الأدوية بين المجموعة التي لم تستخدم التطبيقات إذ بلغت 29% مقابل 19% بين من استخدموها. ولا يبدو أن الخيارات الإضافية في التطبيقات شكلت فارقاً في النتيجة.
ولفتت سانتو إلى أن الدراسة تدفع إلى الاعتقاد بأن المزيد من المرضى يمكنهم الاستفادة من تطبيقات التذكير بالأدوية خاصة المصابين بأمراض مزمنة تضطرهم لتناول عقاقير لفترات طويلة.
وأضافت: "يمكننا أن نوصي الأطباء بالتحدث مع مرضاهم عن مدى التزامهم بأدويتهم وربما اقتراح استخدامهم لتطبيقات تساعدهم".
هذا وأثبت أطباء القلب أن الأشخاص الذين يقضون إجازات طويلة، يتمتعون بأعمار أطول، وأقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مقارنة بمن يعملون فترات أطول ويحصلون على إجازات قصيرة.
جاء ذلك في تقرير قدمه أستاذ كلية الطب، تيمو ستراندبرغ، من جامعة هلسنكي إلى مؤتمر جمعية أطباء القلب، المنعقد في ميونيخ بألمانيا:
"هناك اعتقاد خاطئ بأن نمط الحياة الصحي والغذاء الجيد يعوضان العمل المستمر وعدم التمتع بإجازة. فالإجازة - وسيلة جيدة وضرورية للتخلص من الإجهاد وتحسين صحة القلب وخاصة للرجال".
تظل أمراض القلب والأوعية الدموية بما في ذلك النوبات القلبية والجلطات الدماغية وقصور القلب المزمن، بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، السبب الرئيس للوفيات في العالم، حيث تقضي على حياة زهاء 17 مليون شخص سنويا. ويظل أحد أهم أسباب هذه الأمراض ارتفاع ضغط الدم، الناتج عن الإجهاد والتغذية السيئة والعادات الضارة ونمط العمل المعتمد على الجلوس لفترات طويلة من دون حركة.
كشف ستراندبرغ وفريقه العلمي علاقة غير اعتيادية بين أمراض القلب والأوعية الدموية وبين الوفيات، من خلال متابعتهم لـ 1200 شخص من رجال الأعمال الأثرياء في هلسنكي لمدة نصف قرن، حيث قسّمهم الباحثون إلى مجموعتين، مجموعة كانت تعيش على نمط حياة صحي، مع تناول الأدوية التي تحمي الجسم من ارتفاع ضغط الدم ومستوى الكوليسترول السيء وفقا لنصائح الأطباء، ومجموعة أخرى استمرت في الحياة كيفما اعتادت.
أثّر تغيير نمط الحياة بالنسبة للمجموعة الأولى من رجال الأعمال، وفقا لستراندبرغ، بصورة إيجابية على الصحة، حيث انخفضت مشكلات القلب عند أفراد تلك المجموعة بنسبة 46% مقارنة بالمجموعة الثانية، وتحسنت حالة الصحة العامة على نحو ملحوظ. لكن عدد الوفيات بين أفراد المجموعة الأولى، خلال 30 عاما، كان أكثر من عدد الوفيات في المجموعة الثانية، واستمر الفرق بين المجموعتين في الازدياد، ما دفع الأطباء إلى البحث عن السر وراء هذه النتائج غير المتوقعة.
اتضح للباحثين فيما بعد، أن السر وراء تلك النتائج كان في قصر الإجازات التي كان يقضيها أفراد المجموعة الأولى بالمقارنة بأفراد المجموعة الثانية، علاوة على أن رجال الأعمال الذين كانوا يعملون فترات أطول في المجموعتين، كانوا يتمتعون بمتوسط أعمار أقل، وتوفوا بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية. فمثلا كانت نسبة الوفيات بين الرجال الذين كانوا يتمتعون بإجازة سنوية مدتها ثلاثة أسابيع أو أقل أعلى بنسبة 37%، مقارنة بالذين كانوا يتمتعون بإجازة مدتها شهرا كاملا.
كما أضاف ستراندبرغ أن الرجال الذين قضوا فترة إجازة قصيرة، كانوا ينامون أقل ويعملون أكثر مقارنة بالآخرين المشتركين في الدراسة، وأن مستوى الإجهاد الذي يعانون منه عمليا أزال فائدة نمط الحياة الصحي.
لا يعني ذلك، بكل تأكيد، أن تغيير النظام الغذائي والتخلي عن العادات الضارة هو الذي يؤثر سلبيا على متوسط طول العمر، لكنه يعني، وفقا لاستنتاجات أستاذ كلية الطب من جامعة هلسنكي، أن مكافحة الإجهاد والتمتع بالراحة كلما سنحت الفرصة، يعزز التأثير الإيجابي لنمط الحياة الصحي.