[x] اغلاق
إسقاطات إنسحاب مرشح الجبهة في الناصرة
27/9/2018 10:07

إسقاطات إنسحاب مرشح "الجبهة" في الناصرة

الإعلامي أحمد حازم

خلال المقابلة التلفزيونية في برنامج هذا اليوم الذي يقدمه الزميل بلال شلاعطة عبر فضائية "هلا"، كنت في منتهى الوضوح في تحليلي عن تأثير انسحاب الجبهة من المنافسة على رئاسة بلدية الناصرة على مرشحي الجبهة في بلدات عربية أخرى. وقد أكدت أن انسحاب "الجبهة" من المنافسة على الرئاسة بهذه الصورة الإنهزامية، جعل مرشحي الجبهة في البلدات العربية يفكرون أكثر من مرة في مصداقية "الجبهة" لترشيحهم حتى النهاية، بمعنى أن الشك أصبح يراودهم في إمكانية التخلي عنهم لصالح طرف آخر إذا كان الأمر يعود لمصلحة "الجبهة"، كما جرى في الناصرة.

أحد مؤسسي "الجبهة" كان قد  قدم استقالته من قيادتها لانحيازها عن الخط الوطني واتباع نهج التمييز بين عناصرها، يقول أن هذه الجبهة فقدت مصداقيتها في الشارع العربي منذ يوم خسارتها المدوية في الإنتخابات الماضية أمام علي سلام، وكانت قد   خسرت سابقاً مواقعها في كافة السلطات المحلية العربية.

بدون شك، فإن قيادة "الجبهة" وضعت خارطة الإنتخابات البلدية على طاولة النقاش، وتدارست الوضع في مدينة الناصرة واحتمالات النجاح والفشل على رئاسة البلدية. فتبين لها (حسب مصادر موثوق بها) أنه ليس أمراً سهلاً منافسة علي سلام على الرئاسة ولا بد من إيجاد مخرج لذلك. المرشح وليد عفيفي وفي بيانه الذي أصدره عن ترشيح نفسه للرئاسة فقط، كان واضحاً كل الوضوح  أنه لا يريد تشكيل قائمة عضوية، وبالنسبة لي كمحلل سياسي، فإن العفيفي بإعلانه هذا كان  لديه النية منذ البداية في تأسيس تحالف مع جهة معينة لمنافسة علي سلام على منصب الرئاسة، لأن الناصرة لم تشهد في تاريخها الإنتخابي مرشح للرئاسة بدون قائمة عضوية.

لكن ما هي الخلفية الحقيقية لإعلان المرشح وليد عفيفي عن منافسة علي سلام بصورة مفاجئة؟ يقول محللون نصراويون أن خلافات قوية نشأت بين علي سلام والمرشح العفيفي بسبب نشاطات جمعية السياحة التي يملكها عفيفي على صعيد الناصرة، حيث يرى علي سلام أن قضايا السياحة من اختصاص بلدية الناصرة كمرجع رسمي، وهي التي تقرر وليس جمعية العفيفي،

 ويرى علي سلام أيضاً، كما يقول المحللون، أن زيادة عدد باصات البلد التابعة لشركة العفيفي تؤدي إلى أزمة خانقة في وسط الناصرة، وعلى الشركة معالجة ذلك  لوجود استياء كبير لدى مواطني الناصرة. أما وليد عفيفي، فله موقف مغاير تماماً، إذ يرى أن الباصات هي لخدمة المواطنين.

من هنا بدأت حكاية الخلاف بين الجانبين، كما يقول مقربون من الطرفين. وقد تكون هناك أسباب أخرى دفعت العفيفي لاتخاذ قرار المنافسة. في هذا الصدد، يرى مراقبون للإنتخابات البلدية في الناصرة، أن المرشح وليد العفيفي له الحق في ترشيح نفسه والتحالف مع أي جهة كانت، وله الحق أيضاً في الإندفاع للعمل من أجل مدينة الناصرة بالوسائل التي يراها مناسبة، وهذا الأمر لا نقاش فيه.  لكن من جهة ثانية، السؤال الذي يطرحه المراقبون: لماذا لم يعلن  العفيفي في فترة رئاسة "الجبهة" لبلدية الناصرة عن ترشيح نفسه لرئاسة البلدية لإنقاذ الناصرة من قضايا  الفساد والعنف والتقصير في التعليم والتقصير في توسيع مسطح المدينة التي يتحدث عنها العفيفي الآن في برنامجه الإنتخابي؟