[x] اغلاق
الذكرى الثامنة عشرة لهبة الأقصى
3/10/2018 8:29

الذكرى الثامنة عشرة لهبة الأقصى

الإعلامي أحمد حازم

قبل أيام قليلة  الذكرى السنوية الثامنة عشرة لاقتحام اليميني الإسرائيلي المتطرف آرييل شارون المسجد الأقصى المبارك، والذي كان وقتها زعيماً لحزب "الليكود". هذا الإقتحام الذي جرى في الأول من شهر أكتوبر/ تشرين الأول عام 2000 أسفر عن  حدوث هبة جماهيرية استمرت عشرة أيام وعرفت باسم  "هبة الأقصى"  و "انتفاضة ثانية". صحيح أن الإقتحام استمر 45 دقيقة لكنه أدى  إلى سقوط 13 شهيداً، وكان الشرارة لاندلاع انتفاضة جديدة.

كتاب «الراعي، قصة حياة آرييل شارون»، يتحدث  مؤلفاه  نير حيفتش و جادي بلوم عن خطوة شارون الإستفزازية وانعكاساتها على المجتمع الفلسطيني. وبحسب المؤلفيْن، فإن شارون أطلع مقربيه على نيته اقتحام  باحات المسجد الأقصى، فتحمس لها مركّز حملته الانتخابية الأميركي آرثور فنكلشتاين، الذي التقاه شارون في نيويورك قبل أيام من الإقتحام، ونصحه  بأن يضع قضية القدس في صلب حملته الانتخابية على رئاسة الحكومة. ويقول المؤلفان ان ابن شارون عومري رفض اقتحام والده للأقصى لأنه يعتبر ذلك خطأً كبيراً، ولم يرافقه في الإقتحام.

 يرى محللون سياسيون، أن عملية الإقتحام التي جاءت بعد شهرين على محادثات باراك – عرفات في «كامب ديفيد» برعاية الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون عارضها شارون بشدة. وتقول المعلومات أن شارون كان يرتدي الخوذة الواقية من الرصاص، عندما اقتحم الأقصى  برفقة خمسة نواب من  حزب الليكود فاستقبله المرابطون في باحات المسجد بهتافات تندد به وبتاريخه، ثم حاولوا اختراق الحاجز البشري الذي شكله عناصر «الوحدة الخاصة - يسام» حول شارون للوصول إليه. وردوا على شارون  بهتافات: «شارون قاتل»،  «سفّاح صبرا وشاتيلا»، و «بالروح بالدم نفديك يا أقصى».

يقول المؤلفان في الكتاب:" عندما وصل شارون الى درج اسطبلات سليمان، افترش الفلسطينيون الأرض وسدوا الطريق تماماً، عندها قرر شارون إنهاء الزيارة، وعاد ورجاله من حيث أتوا وهو يعلن: "جبل الهيكل بأيدينا"، (وهي الجملة التي قالها قائد وحدة المظليين موطا غور عند احتلال القدس الشرقية عام 1967).

المسجد الأقصى تعرض لمسلسل من الإعتداءات والانتهاكات، منذ احتلال القسم الشرقي لمدينة القدس في 5 حزيران/يونيو 1967.  وكانت أهم هذه الإعتداءات محاولة حرق قبة الصخرة في الحادي والعشرين من شهر آب/أغسطس عام  1969إضافة إلى محاولات اقتحامه المتكررة من قبل المستوطنين وأفراد الشرطة ورؤساء الحكومات والوزراء وأعضاء الكنيست، ومحاولات أداء الطقوس الدينية اليهودية بداخله.

الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك لا تزال حتى هذه الأيام  تتصاعد  بوتيرة عالية خصوصاً بعد قرار الإدارة الأمريكية اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس.

فلسطينيوا أل 48  يحيون هذه الذكرى كل عام بمسيرات شعبية حاشدة، يشارك فيها الآلاف من أبناء الجماهير العربية.