[x] اغلاق
حفنة من كل حقل
4/10/2018 16:06

رماح يصوّبها- معين أبو عبيد

حفنة من كل حقل

مشهد مقلق

مرة تلوى الأخرى، اضطر لأتطرق إلى مشاهد وأحداث مأساوية يسطرها قلمي بيد مرتعشة وقلب يتألم، وأنا أتساءل: لماذا والى متى سنبقى نعيش هذا الواقع المر والمسرحيات والمشاهد المقلقة والمرعبة؟ وما ذنب الأبرياء والعزل من النساء والأطفال؟ وأين ضمير البشرية ،القادة والجمعيات الإنسانية؟ وماذا يريدون أن يحدث أكثر من هذه الأعمال البربرية ،سفك الدماء، اهانة كرامة وحرية وحرمة النساء وخطفهم حتى يتحرك هذا العالم الذي يدعي الحضارة والرقي !

إن إعدام إحدى المخطوفات من السويداء، ما هو إلاّ بصمة عار، جهل وشهادة موت لضمير الإنسانية جمعاء، إنها جريمة أخرى من سلسلة الجرائم البشعة التي تُرتكب بحق الأبرياء وعمل إرهابي غير أخلاقي ينافي كل القيم والأديان السماوية، يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار وخلق فتنة بين أبناء الشعوب.

المطلوب، التحرك لإنقاذ بقية المختطفين التي بات مصيرهم مجهولًا ويهدد حياتهم للخطر والتعذيب.

أسرعتَ الرّحيل

بعد ساعات معدودة من حضوره فرح، وتناوله العشاء مع زملائه اسكت القدر خفقات قلبه الواسع المعطاء لينتشر الخبر بسرعة جنونية، ويقع نبأ وفاته المفاجئ كالصاعقة على الكبير والصغير فأدمعت العيون وبكت القلوب حسرة ولوعة.

غيب الموت بصورة مفاجئة هذا الأسبوع المرحوم الشيخ مجيد أبو رعد 67 عامًا، وشارك حشد كبير من محبيه ومعارفه من كافّة القرى الدرزية وبقية الطوائف، برزت بشكل ملحوظ مشاركة مئات العمائم تقدمهم الشيخ موفق طريف.

إمام الطّائفة الدرزية في شفا عمرو، الشّيخ يوسف أبو عبيد أكد في شهادته التأبينية أمام الحشد الكبير، أنّ المرحوم تحلّى بمزايا وصفات إيجابية وإنسانية جمّة، فكان ديانًا متواضعًا، كريمًا مخلصًا، محبًا للخير وأهله، شارك الناس في أفراحهم وأتراحهم.

رماح تقول، في هذا المقام غابت شمسك عن سماء بلدك ومحبيك، لكن صدى صوتك وسيرتك الحسنة ستبقى في القلب...

دُفنت ودَفنت معك ابتسامتك العفوية وأسرارك مع خالقك التي ربما تمحي وتخفف من أحزان ذويك.

رحمك الله ولذويك جميل الصبر وحسن العزاء

شيخ الجّزيرة تاريخ حافل كرامة وشهامة

لا يمكن أن ننكر أن هناك خلافات في الآراء، ووجهة النظر في العديد من المواضيع والأمور في الطائفة الدرزية، الدينية، السياسية والاجتماعية. لكن هناك اجماع كامل لم يسبق له مثيل على أن فضيلة المرحوم شيخ الجزيرة ، الشّيخ أمين طريف أنه من أرفع وأبرز شخصية دينية على مر العصور. هذا الشيخ الذي يشبه وجهه البشوش، القمر الذي يشع نورًا وهيبة ، هدية من الباري عز وجل بعثها إلى أبناء الطائفة المعروفية،  ليحافظ على كيانها، كرامتها، وحدتها،  مكانتها،  رفع شئنها وإدارة شؤونها على أفضل وجه . فالقاضي والدّاني يعرف حق المعرفة مدى حرصه على مصلحة الطائفة ودوره في أنقاضها من مصاعب متاعب ومواقف معقدة.

هذا الأسبوع شاركت عرفانًا لذكرى رحيله الخامسة والعشرين حشد كبير من العمائم البيضاء من الكرمل والجولان وكافة القرى الدرزية،  لتذكر وتتذكر كلماته العذبة وحضوره المميز وقلوبهم تتألم حسرة ولوعة معددين مناقبه ومواقفه التي لا حد ولا حدود لها،  مؤكدين أنها شخصية فريدة، لامعة، نادرة وكنزا لا يثمّن.

المجتمعون أكدوا دعمهم لوصيته، دعم فضيلة الشيخ موفق طريف لرئاسة الطائفة ورفضهن المطلق لأي تدخل خارجي في شؤونها وخاصّة في هذه الظروف الدقيقة والصعبة التي تمر بها الطائفة في البلاد وخارجها،  وأي تصرف غير أخلاقي يمس بالرئاسة الروحية.

ذكراك العطرة ستبقى أبد الدهر في القلب والذاكرة...