[x] اغلاق
قصة نجاح ريم خوري مديرة في شركة أوسم- نستلي العالمية
25/10/2018 10:18

قصة نجاح ريم خوري مديرة في شركة أوسم- نستلي العالمية

رسالتها للنساء العربيات: "علينا ان نؤمن بأنفسنا وبالقدرات الدفينة فينا كنساء، كذلك علينا أن نمتلك الجرأة لنبحث عن فرص عمل مناسبة تلائم مؤهلاتنا وقدراتنا"

ريم خوري، ابنة مدينة الناصرة، درست اللقب الأول في مجال الاقتصاد والحسابات في الجامعة العبرية في القدس. بعد إنهاء دراستها الجامعية عملت في مكتب مراقب حسابات في مدينة الناصرة، وبعد سنوات عمل قليلة قررت الخروج في البحث عن عمل آخر في المدن الكبيرة المركزية، مدركة أن خيارات العمل هناك أوفر والمجالات أوسع. باشرت عملها كاقتصادية في قسم الميزانيات في مؤسسة شتيل، الهادفة الى تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية لجميع المواطنين في البلاد.

ايماناً من ريم بأهمية وجود محطات عمل متنوعة في مسيرتها المهنية وضرورة اكتساب مهارات جديدة وتطوير القدرات، أقدمت على الترشح للوظيفة الرفيعة: اقتصادية في وحدة التخطيط والتحكم في شركة أوسم – نستلي العالمية. وقد تم قبولها للعمل في الشركة بمستوى إداري رفيع بعد مرورها بسلسلة إمتحانات ومقابلات عمل مع المدراء.

حول تجربتها وعملها، أجرينا معها اللقاء التالي:

أخبرينا عن طبيعة عملك في شركة أوسم-نستلي؟

ريم خوري: وظيفة اقتصادية في وحدة التخطيط والتحكم في شركة عالمية مثل أوسم-نستلي، هي موقع مهم للغاية مليء بالتحديات، وأنا سعيدة جداً بها. عملي يتركز في التخطيط بكل معانيه، للمدى القصير وللمدى البعيد، وفي الوقت نفسه التحكم بالإنتاج وضبطه. من بعيد تبدو وظيفة صعبة ومعقدة. فهذه شركة عملاقة والتخطيط لها مسؤولية كبيرة وضبط الأمور يحتاج إلى الكثير من المتابعة واليقظة. ولكنني بطبيعتي أؤمن أن مسيرة الانسان التعليمية يجب ان تستمر مدى الحياة ولكن عليه أيضاً أن يخوض التحديات ويجدد ويبدع ويتقدم. وكوني شابة عربية تعمل في وظيفة إدارية كهذه، هو مصدر فخر لي. أتمنى رؤية الكثير من أبناء وبنات مجتمعنا العربي في مثل هذه المناصب والوظائف في مختلف الشركات المحلية والعالمية.

ما هي بنظرك الصعوبات والحواجز التي تواجه الأكاديميين العرب في إيجاد فرص عمل مناسبة؟

ريم: هنالك الكثير من العوائق التي تواجه الشباب بشكل عام والشابات بشكل خاص في إيجاد فرص عمل تناسب مؤهلاتهم، مجال دراستهم وتخصصهم، والاهم من ذلك طموحاتهم. وللأسف، نرى أن الكثيرين يستسلمون بسرعة ويقبلون العمل في وظائف لا تلائم دراستهم ولا تلبي توقعاتهم وطموحهم. أنصح الباحثين عن عمل بالمثابرة والاصرار، فإيجاد العمل المناسب يستغرق وقتاً أحياناً، لكن الصبر مجد. أما بالنسبة للنساء العربيات، فمن المعلوم أن معاناتهن أكبر. فنسبة إندماج النساء العربيات في سوق العمل أقل من نسبة النساء اليهوديات، وهذا مقلق جداً بنظري. الا أن السنوات الأخيرة تشهد نهضة في عدد الشركات والجمعيات العاملة على تطوير العمل في المجتمع العربي، وعلى رأسها مبادرة كولكتيف إمباكت التي تعمل على تعزيز عمل الموظفين العرب في الشركات التجارية الرائدة في البلاد وكذلك تساعد على انخراطهم بشكل مهني أكثر في سوق العمل. أنا شخصياً، تلقيت دعماً وإرشادات من مبادرة كولكتيف إمباكت خلال سلسلة المقابلات التي مررت بها في مراحل التصنيف للوظيفة، وكان لهم دور مهم في قبولي وإنخراطي في العمل في شركة أوسم-نستلي العالمية. أوجه لهم جزيل الشكر على الدعم، النصائح والمرافقة التي ساعدتني على الوصول الى منصب طمحت بالوصول اليه.

ما هي نصائحك للأكاديميين العرب المعنيين بالانخراط في سوق العمل في البلاد؟

ريم: مع بداية السنة الاكاديمية أود أن اتطرق لنقطة مهمة وهي إختيار موضوع الدراسة والتخصص المناسب. في الآونة الأخيرة نرى أن توجه الطلاب العرب يميل أكثر لمواضيع مثل: الطب، الهندسة، المحاماة والتربية (خاصة للطالبات)، فالتقاليد والعادات الإجتماعية لها دور مركزي في إختيار الطالب والطالبة لموضوع تخصصه ودراسته. أنا شخصياً أنصح الطلاب بدراسة المواضيع التي تتوافق مع طموحاتهم وأهدافهم العملية، والتي ليست بالضرورة تلبي توقعات الاهل والبيئة المجتمعية. وبالتالي حتماً سنرى موظفين عرباً في وظائف إدارية غير تقليدية في مختلف الشركات. أما نصيحتي للنساء العربيات عينياً، فهي: علينا ان نؤمن بأنفسنا وبالقدرات الدفينة فينا كنساء، وأن نمتلك الجرأة لنبحث عن فرص عمل مناسبة تلائم مؤهلاتنا وقدراتنا. لنترك التخوفات من العمل الصعب ونقبل التحدي لتعلم أمور جديدة، ولتكن السماء حدودنا. والنصيحة الأخيرة تتعلق بالتخوف من اللغة، فاللغة الرسمية في الشركات الكبيرة هي اللغة العبرية والانجليزية. من لا يتقن هذه اللغات ستكون فرص قبوله قليلة. لذلك أنصح الجميع بتخطي هذا العائق، والإجتهاد في إكتساب هاتين اللغتين، لزيادة نسبة القبول للعمل في الشركات.

مبادرة كولكتيڤ إمباكت - الشراكة لتعزيز العمل في المجتمع العربي، تعمل بالشراكة مع وحدة التطوير الاقتصادي في المجتمع العربي التابعة لوزارة العدل الاجتماعي وبالتعاون مع مكتب رئيس الدولة. تأسست عام 2013 وتهدف إلى إحراز تقدم في نسبة وجودة تشغيل الموظفين العرب في الشركات التجارية الكبرى في سوق العمل، بالإضافة إلى تحسين الوضع الإقتصادي ونسيج العلاقات الاجتماعية العامة في البلاد، وذلك ضمن تنفيذ خطط عمل مدروسة داخل الشركات وتقديم الخدمات والأدوات اللازمة للمُشغلين.

تعمل المبادرة بالتعاون مع عشرات الجمعيات، شركات تجارية رائدة في البلاد، مكاتب حكومية ورجال أعمال ذوي خبرة في سوق العمل.