[x] اغلاق
بيد ترتجف معرض أعمال ندى ناطور الخزفية
16/12/2009 14:42

يستضيف مركز مساواة وجمعية التوجيه الدراسي في مقرهما بحيفا معرضا لأعمال ندى ناطور الخزفية، حيث يفتتح مساء  غدا الخميس  ويضم مجموعة متنوعة بعنوان "بيد ترتجف" تأخذ فيها القطع المهشمة والمشوهة حيزا كبيرا إلى جانب أعمال تجمع بين الخزف والقماش المطرز هي بقايا وارث جدات كن صنعنها للعرائس.
ولدت ندى ناطور في دالية الكرمل وأنهت دراستها الجامعية في حيفا حيث درست الفلسفة والثقافة الفرنسية ثم درست التربية والإدارة العامة وعملت مدرسة في مدرسة رونسون الثانوية إلى أن اضطرت إلى التقاعد المبكر لإصابتها بمرض الباركنسون (من عوارضه ارتجاف أعضاء الجسم) ولكنها لم تستسلم فقررت مواجهته بالفن وبالذات بصناعة الخزف (السيراميك) لتعبر من خلاله عن مشاعرها ورؤيتها للحياة وللأشياء ومنها أن المهشم والمكسور والمشوه له حق في الحياة ويمكن أن يكون جميلا أيضا ، كما عبرت في أعمالها عن علاقتها بالأرض وكتبت في نص لها ينشر في كتالوج المعرض: الأرض جميلة ولا نهاية لها وهي تحب أن نلاطفها حتى بيد راجفة وأصابع متشنجة. أشعر بالسعادة لوجود الأرض.انها لي ولكل من يحبها. فقط لمن يحبها. ولدت في حقول واسعة وأرض مزهرة وفضاء يخلو من الغبار، ومن هناك اقتلعت إلى وطن الدخان والرصاص.

عندما عدت إلى الأرض كانت خائفة. كانت تستغيث. تحسستها فشعرت بالطمأنينة وهي أيضا اطمأنت. منحتني الطين لكي أعجنه وألاطفه ولكي أكشف عن الجميل في المادة وفي اللون والشكل. علمتني الأرض أن أعطي. منحتني القدرة على الأمل. الأرض انتصرت على إبليس. لن أصغي بعد اليوم لحكايات عن الخطايا وعن جهنم وعن أمراض وخوف، لأنني أنا هنا في غرفة صغيرة أتحسس بيدي الراجفتين ما وهبتني الأرض وأحاول أن أجعلها أجمل لأبادلها الحب."
وكتبت الفنانة التشكيلية والأديبة عايدة نصر الله بعد مشاهدة أعمالها: "بعض الأباريق قد اعوجت يدها..البعض نشعر أن له إعاقة في أسفله..إبريق ما مالت فتحته عن مسارها..لا يوجد إبريق يشبه الآخر في الإعاقة..لكل إعاقته..لكل اختلافه..لكل هويته..ولكن مع الاختلاف كل منها يستطيع أن يكون حضنا للماء..حضن حياة ..
هكذا تعبر ندى عن فكرة الاختلاف ..تقبل الآخر مع عيوبه ومع اختلافه.."
هذه الأباريق التي تشعرها ناطقة صارخة ..هي رسالة لنا ..من تخمرنا بعقدة رؤية الحياة كخط مستقيم وكرسوم هندسية ورثناها..حتى حرمتنا الرؤيا ..
هذه الأباريق المشوهة لم تفقد جمالها لأن معناها طغى على خارجها".