[x] اغلاق
عندما يفتقد الكاتب للأخلاق المهنية... فماذا بعد؟
17/1/2019 8:06

عندما يفتقد الكاتب للأخلاق المهنية... فماذا بعد؟

الإعلامي أحمد حازم

تعلمنا ونحن صغار أن نتحلى بأخلاق حميدة ونحترم من هو أكبر منا سناً وان لا نتفوه بكلمات تؤذي الآخرين، وعندما كبرنا تعلمنا أيضاً في المدارس احترام الغير وحتى في الجامعات تعلمنا كذلك أحترام الرأي الآخر، حتى لو كان مخالفاً لرأينا، لأن الاختلاف في الرأي لا يفسد الود. وإذا كان هناك لا بد من انتقاد الآخرين فيجب أن يكون انتقاداً بناءً وموجه بكل أدب وليس بقلة أدب. قبل فترة كتبت مقالاً في هذه الصحيفة بعنوان: "هل يفعلها الرئيس الفرنسي ماكرون ويعتنق الإسلام؟" عالجت فيه مواقف ماكرون الإيجابية من الإسلام وبرنامجه حول تطوير شؤون المسلمين في فرنسا.

مواطن يحمل اسم زهير دعيم رد على مقالي بأسلوب جارح، وأنا أعترف بأني اضعت بعض الوقت و"بحبشت" عن مقال دعيم ووجدته، ويا ليتني ما فعلت.  أنا لست ضد الإنتقاد شرط أن يكون بناء، ولكني ضد استخدام مفردات جارحة ولا أخلاقية. أنا مع التحليل المنطقي وليس السطحي،. كان على زهير دعيم أن يفهم أولاً ما كتبت ثم ينتقد. فلا هو فهم الهدف من مقالي ، ولا كان انتقاده بناءً، إضافة إلى أن رده  كان يتضمن مقاطع لا علاقة لها بالمقال أبداً، وهي مقاطع أشبه ما تكون بعبارات تبشيرية مثل التي يستخدمها  "شهود يهوى". بمعنى أنه كان " مدعّم وماشي"، علاوة على أن من يتعمق في مقال دعيم يشتم منه رائحة الطائفية البغيضة، وأنا لا أريد الخوض في هذا الجانب لعدم الإنزلاق إلى المستوى المتني الذي وصل إليه دعيم.

أعيد وأذكّر زهير دعيم بأن مقالي من البداية للنهاية، كان إشادة بالرئيس الفرنسي لما فعله من أجل المسلمين في بلاده، ومدى احترامه لهم، وفي نهاية المقال قلت بالحرف الواحد:  "وبسبب النهج الجديد الذي يسير عليه ماكرون في الدفاع الشديد عن الإسلام وإعلانه عن قوانين جديدة تهم الفرنسيين المسلمين، واهتمامه الكبير بالإسلام والكتب الفرنسية التي تتحدث بصورة منطقية عن الإسلام وإيجابياته، فهل يفعلها الرئيس الفرنسي ماكرون ويعلن اعتناقه للإسلام كما فعل نابليون بونابرت؟"

يتساءل دعيم في مقاله موجهاً كلامه لي :" ثم من اين لك أن نابليون بونابرت قد أعلن اسلامه ؟ " ويتهمني دعيم  "بالتضليل والتزييف والكذب". أسمع واقرأ معي جيدا يا زهير وأستوعب ما أكتبه، وإذا كانت ذاكرتك تخونك فاستعن بالغير ليفهموك ما أكتب. أنت  ذكرت في مقالك دون الرجوع لأي مصدر لتوثيق كلامك، أن نابليون بونابرت قال: "عرفت رجالاً كثيرين.. أناسًا من كل نوع وشكل.. لكننى أقول لكم.. ان المسيح لم يكن إنسانًا عاديًا". انا لا أعرف لماذا أقحمت هذه الجملة، خصوصاً وأن كافة المسلمين يعرفون ذلك.

أنا بدوري أقول لك أن كلامي عن نابليون وثقته بمصادر، وليس تحليلاً مني:  في كتاب “نابليون والإسلام” يقول مؤلفه هنري لويس ان نابليون اعتنق الإسلام وغيّر اسمه إلى “علي بونابرت”  واستشهد صاحب الكتاب بأحد أقول نابليون:""آمل أن يأتي اليوم الذي أجمع فيه الحكماء والمثقفين من جميع الأمم، لتأسيس نظام عالمي موحد وعادل ومبني على القرآن الكريم الذي هو الحقيقة الوحيدة في هذا العالم، وهو وحده الذي يقود الإنسانية إلى الخلاص”.

إذاعة بي بي سي البريطانية قالت في تقرير لها عن الحملة العسكرية التي شنها نابليون على الشرق (1798-1801)  بثته في الثالث والعشرين من سبتمبر/ أيلول عام 2015 أن نابليون ترك وراءه 12 مجلداً، والمجلد الثاني تحديدا يحتوي على نحو 1600 وثيقة، منها رسالة تهنئة بعث بها نابليون  بتاريخ ‏26‏ فبراير‏ / شباط 1799‏ ‏ للجنرال مينو علي قيامه بإلقاء خطبة الجمعة كمسلم في مسجد غزة أثناء الحملة علي الشام، وجاء فيها إن "أفضل الطرق للحفاظ علي السلم في مصر هو تبني عقيدة الإسلام "

أتمنى على الذين يقرأون أن يفهموا، وعلى الذين ينتقدون أن تتوفر فيهم الأخلاق المهنية،