[x] اغلاق
الميلاد في باب الدير
19/12/2009 11:38

اشرف هاني الياس

دقيقة واحدة فقط يا طفلة الأشواق ويا ساحة النور الجميلة,ويا مدينة فرحة تعج بالأطفال الفرحين وبياعي الحمص والفول ومحلات الزينة الميلادية ,أقراص الفلافل التي تحترق في الزيوت النباتية بالقرب من السوق القديم وذاك المخبز الدافئ الذي يشع حرارة الميلاد, وأجراس الكنائس الموحدة تقرع معلنة ومهللة ولادة المخلص سيدنا يسوع المسيح , كلها شاهدة على ساحة باب الدير.  
ومساء حين تنام , تتفتح خفية كوردة ألصحاري الخجولة وحين تستيقظ على نور آخر نجمة فجريه كانت تتعشقها وتعشقها لتزف نورها المشع صباحاً,فلم يعد من حقي اليوم الاحتفاظ بهذه المذكرات فمن كثرة التفكير بها وقرأتها حفظتها حتى سجنتني كلماتها الرائعة..ففي مثل هذه المدينة , وفي مثل هذا الشهر الشتوي القارص وفي مثل هذا اليوم ,أضيئت شجرة الميلاد كما تضيء النجمة الهاربة في السماء التي تملئها غيوم متلبدة ,وانحدرت نحو فراغات تخلو من السواد لتضيء سماء باب الدير دون إن تلتفت وراءها وأما أنجم الفجر الأخرى الغافية فوق هذه المدينة على لحن وحدتنا لم تحترق بعد لتنير بشعاعها الطيب والخير كل شفاعمرو,  شعلة من النور كانت , وكلما حاولت الإباخس لمسها ,هربت وانزلقت بهدوء وسكينة لتحمل بطياتها للمنطقة اجمع روح السلام والمحبة , بهذه الكلمات لبست شفاعمرو حلة عيد الميلاد بهمة شبابها المتعلمة المثقفة التي دأبت لأن تزيين ساحة باب الدير ,ذاك الدير العتيق الدافئ الذي زغرد التاريخ له ولآصاله الراهبات الفاضلات الذين نذرن أنفسهن لكل شفاعمرو ,يجسدن بخدماتهن القيم الرائعة الأصيلة والتعاليم التي جسدها السيد المسيح في حياته , فذاك الدير هو صورة تنساب بهدوء نحو قلوبنا لتمتعنا ولتذكرنا بتاريخ هذا البلد الرائع ,فأن الليل جميل بغواياته الكثيرة وأنواره المتعددة في هذه المدينة المعلقة في الذاكرة بالأحرف والصور الرائعة ..وكلما ابتعدت عنها أحاول أن أتذكر تفاصيلها الأولى ومصيرنا الصغير الذي ارتبط بهذه المدينة .
فبكثير من الجهد والحب صمموا، وتعبوا، فأنجزوا هذا العمل الجميل  وبكل ما توحيه الشجرة من الشموخ والثبات والخصب، وبكل ما يبعثه اللون الأخضر من التفاؤل والجمال، فقد جاء رمز شجرة الميلاد مليئاً بالحب والدفء والنور وأصبحت هذه الشجرة جزءاً من زينة الميلاد، وتمّ اعتبار أوراقها الشائكة رمزاً لإكليل الشوك الذي وضع على رأس سيدنا يسوع المسيح, جميلة هذه المدينة بسحرها وبأهلها وناسها , باب الدير في القلب ويجب أن نسمع صوت أجراسه من خلال شفاعمرو ,واستغل هذه السطور لأتوجه بالشكر الكبير لكل من ساهم في إنجاز هذا العمل الرائع، وأتمنى أعياداً سعيدة ومجيدة تحمل الخير بأزهى معانيه عميماً على كل أبناء هذه البلاد ,فشكرا لكل القلوب التي عَلمت الأطفال أن تبتسم !
 

1
.
your sis
19/12/2009
astonishing article my brother