[x] اغلاق
دمعة وفاء في رحيل المرحوم أبو نايف، هاني دعقة
30/1/2019 11:51

دمعة وفاء في رحيل المرحوم

أبو نايف، هاني دعقة

أ.د سلمان عليان

ما أصعب أن تفقد إنسانًا قريبًا في الحسب والنسب، وكم يكون هذا الفقدان مرًّا أليمًا، عندما يكون الفقيد رجلًا من رجالات الإصلاح والمجتمع، يشار إليه بالبنان.

ترك الفقيد أبو نايف في رحليه أثرًا من الصعب أن يمحوه  تداول الأيّام، على المستوى الشفاعمريّ خاصّة، وعلى المستوى العربيّ عامّة. لقد قام المرحوم بالعديد من الأعمال المجيدة في المجتمع، إذ كان سبّاقًا للخير ومبادرًا وداعمًا للمشروعات الخيريّة على شتّى مشاربها ومجالاتها.

 ربطتني بالمرحوم أبي نايف القرابة والنسب والصداقة الممتدّة على ثلاثة عقود، فلم نر منه إلا الكرم والتواضع والإحسان في كلّ خطوة كان يخطوها. ولا يخفى على أحد ما قدّمه من خدمات جليلة لبلدته شفاعمرو. وقد ربطتني وأيّاه روابط العمل التطوّعيّ، فكان خير مثال للقدوة الحسنة، وللنبل في التعامل الراقي مع الآخرين، عملنا سويّة في عدّة أطر اجتماعيّة من أجل نموّ ورفعة شفاعمرو، وقد تجلّى ذلك في أبهى صوره في جمعيّة بيت المسنّ، وجمعيّة الطائفة الدرزيّة، ولجنة المنح للأكاديميّين الدروز في البلدة.

 كان يسارع إلى حلّ الإشكاليّات على مستوى شفاعمرو خاصّة وعلى مستوى المجتمع العربيّ عامّة. وكانَ له من خلال كونه عضوًا في بلدية شفاعمرو تأثير بالغ على مستوى السياسة المحليّة، فقد ساهم في رفع مستوى الحوار الحضاري والألفة بين أطياف البلد الواحد، كما مدّ يد العون لكلّ مشروع من شأنه أن يعود بالنفع العميم على أبناء شفاعمرو قاطبة. إنّ هذا الحضور اللافت في كلّ مناحي الحياة الثقافيّة والتربويّة والسياسيّة في البلدة له الأثر الكريم في نفس كلّ من عرف الفقيد وتعامل معه.

لقد بنى له صرحًا من العلاقات الاجتماعيّة، كما كان شريكًا لأكبر مشغل عربيّ ألا وهو شركة العفيفيّ للنقليّات. كان بالنسبة للبعض ممّن عملوا معه بمثابة الأب الحاني الذي يتجاوز عن مخالفاتهم في مجال العمل، وشعاره في ذلك الاحتواء أفضل وسيلة للتغيير على مستوى الفرد والمجتمع.

لا شكّ أنّ التضحية بما يملك من وقت ومال من أجل الصالح العام ميزة أساسية في كتاب الشرف الذي وقّعه بأعماله الدالّة على ذلك، سواء على المستوى الشفاعمريّ أو العربيّ عامّة.

وعزاؤنا في هذا الخطب الجلل أنّ المرحوم ترك لنا ذرية صالحة قادرة على مواصلة المسيرة في عمل الخير والإصلاح عاقدين الأمل في ابنيه نايف وهشام.

نضرع الى الباري عز وجل ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته، وان يلهم اهله وذويه الصبر والسلوان. انا لله وانا اليه راجعون.