[x] اغلاق
معيب جداً ما يجري في كفر مندا... أين العقلاء؟
6/2/2019 12:53

معيب جداً ما يجري في كفر مندا... أين العقلاء؟

الإعلامي أحمد حازم

في مطلع الشهر الحالي اصدر علي خضر زيدان الفاشل في انتخابات رئاسة مجلس محلي كفر مندا ومؤنس عبد الحليم الذي فاز في رئاسة المجلس بفارق أصوات قليلة بيانا شكرا فيه كل من ساهم في بذل الجهود من أجل تهدئة الخواطر وإحلال السلام في البلدة.

وكانت كفر مندا قد شهدت أحداثا مؤسفة ومخزية في نفس الوقت بسبب الخلاف على نتيجة الإنتخابات، والتي لم ترق للطرف الفاشل وأعوانه، على اعتبار ان الرئاسة من حق هذا الطرف حسب ادعائه. ومن هنا بدأت حكاية الصراع العائلي في شوارع كفر مندا.

الإنتخابات جرت بصورة ديمقراطية وودية باعتراف الجميع، وصناديق الإقتراع حددت اسم الفائز. والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم يتقبل المرشح الفاشل هذه النتيجة التي أسفرت عن اشتباكات بين أنصار الطرفين؟ من حق الطرف الفاشل الإعتراض والذهاب للمحكمة وهذا ما حصل. لكن المحكمة أقرت نتيجة الانتخابات لصالح الطرف الفائز. ورغم ذلك استمرت أعمال العنف في البلدة.

وبما اننا مجتمع عشائري قبلي بكل معنى الكلمة، تدخلت مجموعة تطلق على نفسها "جاهة الصلح القطرية" و"لجنة المتابعة" و"لجنة السلم الأهلي المحليّة" للمساهمة في حل المشكلة لوقف العنف في كفر مندا، بسبب رفض شخص لنتيجة الإنتخابات، وقد تم الاتفاق على" الالتزام التام بما يُطلب منّا من أجل تحقيق السلم والحفاظ على الأمن في القرية ونطلب  من الجميع الابتعاد عن الاستفزازات وعن كل أسباب التهييج وتعكير الأجواء"

ولكن ما الذي حصل فيما بعد؟ لم يتم الإلتزام بمضمون البيان وكانه مجرد حبراً على ورق. فقد تجدد  الشجار وأعمال العنف  بين عشرات الشبّان في كفرمندا، مما أدى إلى عدم السيطرة على الوضع، حيث هرعت الى البلدة قوات كبيرة من الشرطة والوحدات الخاصة  وتم  اعتقال العديد من الشباب.

أليس هذا أمراً محزياً؟ يتعهدون في الليل وينقضون العهد في النهار. إلى متى سيظل المجتمع المنداوي يعيش حالة العنف هذه  بسبب مزاج شخصي؟ لكن أين وجهاء البلدة مما يجري؟ فهل يعقل أن وجهاء كفر مندا غير قادرين فعلاً على وضح حد لتصرف طرف  وردعه لحماية كفر مندا من الانزلاق أكثر فأكثر  في بؤرة العنف ؟؟ والسؤال الآخر الذي يطرح نفسه بقوة: هل الشرطة عاجزة عن فرض الهدوء وتلقين الطرف المسبب في خلق العنف درساً يكون عبرة للآخرين؟ طبعاً الشرطة تستطيع فعل ذلك لكنها تتعامل مع كل حدث في المجتمع العربي تخت شعار "فخار يكسر بعضو". وأنتم أيها المتخاصمون الذين تلحقون ضرراً بالمجتمع المنداوي وتضربون سمعة وهيبة كفر مندا؟ ماذا تريدون بعد؟

على كل حال فإن المسؤولية  يتحملها بالدرجة الأولى العقلاء في المجتمع المنداوي والذين أكن لهم كل احترام وتقدير. لا يعقل أن يعجز العقلاء والوجهاء في كفر مندا عن حل مشكلة في مجتمعهم مهما كان حجمها، ولا يعقل أيضاً أن يعجز كل الذين تدخلوا من أعضاء كنيست وجاهات صلح وشخصيات أخرى  لوضع حد لما يجري في كفر مندا. لا يجوز ترك البلدة لـ  " زعران" لا يحترمون القانون  يعيثون فيها عنفاً. من المعيب جداً أن تعيش كفر مندا هذه الحالة، ولذلك  تعقلوا يا منداويون  وانتبهوا لبلدتكم وليس للمصالح الشخصية.