[x] اغلاق
أصوات العرب في مهب الريح وتلويح بمقاطعة الإنتخابات
28/2/2019 15:20

أصوات العرب في مهب الريح وتلويح بمقاطعة الإنتخابات

الإعلامي أحمد حازم

للمرة الأولى تحظى انتخابات الكنيست باهتمام المواطن العربي بالشكل الذي هو عليه الآن، وذلك بسبب تفكك "القائمة المشتركة" التي كثيراً ما قيل عنها في تحليلات وتصريحات الكثير من المحللين والسياسيين أنها أهم "إنجاز!؟" للمواطنين العرب في البلاد. لكن تبين فيما بعد وبالتحديد في هذه الفترة التي يتم فيها التحضير لانتخابات الكنيست المقبلة في التاسع من شهر أبربل/ نيسان المقبل، أن هذا الإنجاز هو مجرد " شكل كرتوني" لأن مركبات هذه القائمة أي قادة الأحزاب الأربعة هم الذين تسببوا في تحطيم ما أسموه (إنجازاً) نتيجة خلافات سياسية على المواقع والمناصب. فما الذي حصل وما هي التوقعات المنتظرة للنتائج؟

العربي بشكل عام عاطفي الإحساس ويهب لمساعدة أخيه العربي دون تردد، إذا كان الأمر يتعلق بالصراع حول الوجود العربي. وهذا ما لمسناه في انتخابات الكنيست الماضية. فبعد إعلان السلطات الاسرائيلية عن رفع نسبة الحسم إلى 3.5 بالمائة، سارعت الأحزاب العربية مدعومة من غالبية المجتمع العربي، إلى تشكيل قائمة عربية مشتركة لخوض الانتخابات، تعبيرا منها عن الوحدة العربية في مواجهة محاولات إبعاد العرب عن الكنيست، على اعتبار أن هذا القرار موجه ضد العرب فقط. بمعنى أن قادة الأحزاب العربية الكبيرة (الجبهة،العربية للتغيير، الحركة الإسلامية الجنوبية والتجمع) عندما شعروا بمداهمة الخطر توحدوا،  والمواطنون العرب بأغلبيتهم تضامنوا معهم.

انتخابات الكنيست هذه المرة تختلف عن سابقتها عربياً، لأن قادة الأحزاب العربية الأربعة اختلفوا فيما بينهم مما أدى تفكيك "المشتركة" إلى قائمتين إحداهما" تضم (العربية للتغيير والجبهة) والثانية (الحركة الإسلامية الجنوبية والتجمع). إضافة إلى قائمة جديدة ظهرت حديثاً على الساحة السياسية ولا علاقة لها بـ"المشتركة"،  تحمل اسم "أفق جديد بكرامة". هذه القائمة تتكون من حزب "أفق جديد" الذي تأسس حديثاً ويرأسه المهندس سلمان أبو أحمد  و "حركة كرامة ومساواة" التي يرأسها الإعلامي محمد السيد.

في ظل هذه التطورات، فإن الشارع العربي الآن منقسم على نفسه فيما يتعلق بالإنتخابات: فهناك المؤيدون الذين يعنقدون بإيجابية الوجود العربي في الكنيست، أي بضرورة الذهاب إلى صناديق الإقتراع، وهناك المعارضون لها كلياً أي هناك مواطنون عرب تمسكوا ومنذ سنوات طويلة جداً بمبدأ عدم المشاركة في انتخابات الكنيست، بمعنى عدم التصويت حتى لقوائم عربية، وهم يعنقدون ــــ وهذا من حقهم و شأنهم الخاص ـــــ . بعدم تأثير أعضاء الكنيست العرب على كبرى القضايا المفصلية التي تمس الوجود العربي، مثل عدم القدرة على وقف مصادرة الأراضي، ومنع هدم البيوت العربية، ووقف الاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية ووقف سن القوانين العنصرية، مثل قانون القومية الأخير.  

لكن، وبسبب الإنشقاق الذي حصل في "المشتركة"، ظهرت فئة جديدة تطالب بصوت عال بمقاطعة انتخابات الكنيست احتجاجاً على تفكك "المشتركة" وعقاباً لقادتها من الناخب العربي. وهذه الفئة تعتبر نفسها محقة في مطالبتها بعدم الذهاب إلى صناديق الإقتراع لأن "المشتركة" تم نسفها عن طريق بعض مركباتها.

ونتيجة لهذه التطورات، فمن المتوقع انخفاض نسبة التصويت في المجتمع العربي. وإذا ما حصل ذلك فإن  هذا سيؤدي حتماً إلى تراجع كبير في عدد أعضاء الكنيست العرب، إضافة إلى أن آلاف أصوات العرب ستذهب هدراً في مهب الريح.

أليس من الأفضل، لو أن قادة المشتركة أبدوا عقلانية وحكمة و تروي و "شوية تنازل" خلال المفاوضات بينهم وإبقاء "المشتركة" على الأقل على حالها، بدلاً من تفكيكها إلى قائمتين؟ سؤال بحاجة إلى جواب.