[x] اغلاق
تحريض ترامب ضد الإسلام سبب مجزرة المسجدين في نيوزيلاند
21/3/2019 10:41

تحريض ترامب ضد الإسلام سبب مجزرة المسجدين في نيوزيلاند

الإعلامي أحمد حازم

في الأيام الأخيرة، وبالتحديد منذ عملية المسجدين في نيوزيلاند، تناقلت مواقع التواصل الإجتماعي معلومة تقول، ان الرؤساء الأمريكيين الثلاثة بيل كلينتون جورج بوش وباراك أوباما قاموا بغزو تسع دول مسلمة تم خلالها قتل 23 مليون إنسان، حتى وإن كانت  معلومات في هذا السياق قد ذكرت أن العدد 11 مليون إنسان، لكن الحقيقة أن هؤلاء  القتلة الثلاثة هم إرهابيون بامتياز وسيظلوا وصمة عار في التاريخ.

خليفة هؤلاء الثلاثة دونالد ترامب، يسير على دربهم في العمليات الإرهابية وأعمال الترهيب والتهديد والبلطجة. إن المجزرة البشعة التي وقعت في مدينة "كريست تشيرش" في نيوزيلاندا، قام بها إرهابي مجرم ينتمي إلى مجموعة يمينية متطرفة معجبة جداً بسياسة دونالد ترامب المعادية للعرب بشكل عام وللمسلمين بشكل خاص. شبكة تطلق على نفسها "المسيحيون المتجددون اعترفت بأن منفذ المجزرة ينتمي إليها حيث قامت كما تقول ملومات بهذا الشأن، بتوزيع بيان تحت عنوان "مانيفستو" ذكرت فيه الدوافع لارتكاب هذه المجزرة.

الأمر الخطير والملفت للنظر، أن أفراد هذه الشبكة ذكروا صراحة ان ترامب هو المشجع والملهم والمحرض لهم. وقد جاء في البيان، أن عناصر هذه الشبكة يؤمنون بالنهج السياسي والفكري للرئيس الأمريكي ترامب، الذي "يقود حملة الدفاع عن الجنس الأبيض ويقف "ضد تلوث  المجتمع بالمهاجرين" حسب تعبير الشبكة في بيانها. ويبدو بوضوح أن ترامب هو السبب لما  جرى من عمل إرهابي إجرامي في المسجدين نتيجة التحريض منه ومن إدارته ضد المسلمين.

دونالد ترامب الذي يملك مكنوناً هائلاً من الحقد والكراهية ضد المسلمين، صرح في مقابلة تلفزيونية مع الإعلامية الأمريكية المعروفة "أوبرا" عام 1993 أنه في حال وصوله الى البيت الأبيض رئيسا لأمريكا، بإن أول ما سيقوم به هو "حلب حكام الخليج وتجريدهم من ثرواتهم وتهديدهم بعروشهم في حال امتنعوا عن الدفع". وترامب نفسه أعلن خلال حملته الانتخابية عام 2015 حربه على الاسلام والمسلمين عندما طالب بمنع بعض المسلمين من الدخول لأمريكا

في الماضي كانت الشيوعية هي العدو الرئيس للغرب بصورة عامة والولايات المتحدة بصورة خاصة. وعندما سقطت الشيوعية  وانهارت في روسيا وفي دول أوروبا الشرقية، أصبح الغرب بحاجة إلى "عدو" جديد، فوجدوا في الإسلام عدواً خصوصاً في ظل الصحوة الإسلامية وخصوصاً عند الشباب وتراجع دور الأحزاب العلمانية، وبذلك تم استبدال العلم الأحمر الشيوعي بالعلم الأخضر الإسلامي كشعار عدو يجب مواجهته والحد من انتشاره ونشاطاته. وقد بدأت حملات رسمية أمريكية مكثفة تحرض على المسلمين  والإسلام وتحذر العالم مما أسموه بـ "الإرهاب الإسلامي" وطلعوا علينا بتعبير غريب عجيب وهو "الإسلام المعتدل" أي أن الأنظمة الإسلامية التي تسير حسب "الأجندة الأمريكية" هي أنظمة معتدلة، والأنظمة الإسلامية التي ترفض الأنصياع للأمريكي هي أنظمة إرهابية.

أعجبني رد طالب ألماني عندما سئل عن الإرهاب والإسلام بقوله: "المسلمون ليسوا هم الذين بدأوا الحربين العالميتين الأولى والثانية، وليسوا هم الذين قتلوا حوالي 20 مليون من سكان أستراليا الأصليين وليسوا هم الذين ألقوا قنابل نووية على نجازاكي وهيروشيما في اليابان وليسوا هم من قتل مائة وخمسين مليون هندي أحمر في أمريكا الجنوبية والشمالية والمسلمون ليسوا هم الذين قاموا بخطف أكثر من 180 مليون أفريقي كعبيد مات منهم ما نسبته 88 بالمئة وتم رميهم في المحيطات.

في الدول الغربية وإسرائيل، إذا قام غير المسلم بعملية قتل  يعتبرون منفذ العملية مختل عقلياً ويتحدثون عن العملية كجريمة وإذا قام بها مسلم يعتبرون المسلم  إرهابياً، فلا بد إذاً من تعريف الإرهاب ومن يقف وراءه ومن يحرض عليه وبعد ذلك يمكن الحديث عن الإرهاب ومسببيه وتقديمهم لمحكمة دولية. وفي هذه الحالة لن ينجوا رؤساء بلاد ورؤساء حكومات وجنرالات من توجيه أصابع الإتهام إليهم لتأخذ العدالة مجراها. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل توجد عدالة في العالم  بوجود ترامب الذي يعتبر أكبر وأخطر محرض ضد المسلمين والإسلام ؟