[x] اغلاق
الموجدة والتجمع تحالف النقيضين في المبدأ والعقيدة
4/4/2019 7:39

"الموجدة والتجمع" تحالف النقيضين في المبدأ والعقيدة

الإعلامي أحمد حازم

عندما أسمع أو أقرأ  تصريحات د.منصور عباس رئيس تحالف "الموحدة والتجمع" لانتخابات الكنيست التي ستجري في التاسع من لشهر الحالي، أتساءل في نفسي عما إذا كان عباس يستغبي من يسمعه، أو لا يعرف حقيقة ما يدور حوله. يقول عباس ان تحالفه مع التجمع يرتكز على المبدأ وهو تحالف طبيعي كما يدعي.

وأعتقد بأن الذي يتحدث عن المبدأ يجب أن يحترمه أصلاً. فكيف يمكن لقيادة "الحركة الإسلامية الجنوبية" أن تتحدث عن المبدأ وهي نفسها داست عليه عدة مرات، من خلال انتهاكها لمضمون اتفاقات وقرارات مواافق عليها وموقعة من كبار قادة الحركة، والحديث يدور هنا عن قرارات في اتفاقات تمت مع القيادي السابق في الحركة الإسلامية الجنوبية  المهندس سلمان أبو أحمد تتعلق بالتناوب والترشيح، لكن قيادة الجنوبية تنصلت منها، وهذا أمر غير أخلاقي. (طبعاً صور الوثائق موجودة).  والسؤال المطروح هنا: عن أي مبدأ تتحدت د. عباس؟ وهناك مثل يقول "اللي ما فيه خير لأهلو ما في خير للناس" 

يطيب للدكتور عباس أن يصف تحالف الموحدة مع التجمع  بأته "طبيعي"

لكن، كيف يمكن يا دكتور أن يكون هذا التحالف طبيعياً والحركة لها طرح إسلامي عقائدي  بينما التجمع حزب قومي، بمعنى هناك فرق  كبير جداً في الإديولوجية، والمضحك أن د. عباس قال ان التحاف مع التجمع  تم خلال عشر دقائق فقط. فهل يعقل ذلك؟؟ فإذا كانت "طبخة" صفقة التحالف قد تمت بهذه السرعة، فهي ليست سوى "زواج متعة" مؤقت للوصول إلى الكنيست بأي ثمن. بمعنى آخر هناك مصلحة انتخابية في تحالف النقيضين.

ويبدو واضحاً أن منصور عباس، ومنذ قرار مرجعيته السياسية بترشيحه للكنيست قرر أن يكون رئيس قائمة في أي مغاوضات تجري مع طرف سياسي آخر. وقد تكون صفة "رئيس" عقدة عباس. وخلافه مع "الجبهة" كان على رئاسة "المشتركة"، وأيضاً خلافه مع د.أحمد الطيبي خلال المفاوضات معه كان على رئاسة قائمة قد تشكل بينهما لكن الطيبي رفض ذلك ورفض كل الشروط الأخرى التي وضعها عباس.

ولم يبق أمام عباس القادم الجديد على خط الكنيست، سوى مغازلة "التجمع". وبما أن التجمع في هذه الأيام لا حول له ولا قوة، فقد استجاب فوراً لمغازلة الجنوبية ورحب بها لأنها آخر محاولة لإنقاذه من السقوط. د. عباس ومنذ بداية المفاوضات كان يعرف أن من يتفاوض معه هو الحلقة الأضعف في المفاوضات لأنه بحاجة ماسة إليه، وكان سهلاً عليه السيطرة في المفاوضات وتنفيذ ما يريد ولا سيما رئاسة قائمة تحالف بينهما، وهذا ما حصل بالفعل، واسنطاع د.عباس حل عقدة رئيس وأصبح يحمل صفة  "رئيس تحالف الموحدة والتجمع".

لكن المشكلة لم تنته بعد، لأن الناخب العربي له الكلمة الفصل في صناديق الإقتراع. المواطن العربي بشكل عام مستاء جداً من "تفكيك" القائمة المشتركة ووعد بمعاقبة شديدة. صحيح أن د.أحمد الطيبي أعلن انسحابه من المشتركة لأسباب خاصة به، لكنه في النهاية عاد إليها وتحالف مع "الجبهة" المركب الأساس في القائمة المشتركة. لكن ماذا فعل منصور عباس؟ لقد انشق عن المشتركة وشكل قائمة أخرى مع التجمع، ولا يزال يدعي بأن الطيبي هو الذي فكك المشتركة. ما هذا الهراء يا دكتور عباس؟ ألهذه الدرجة تريد الإستخفاف بالمواطن العربي؟

 نقطة أخرى لا بد من الإشارة إليها: منصور عباس يطالب أحمد الطيبي وأيمن عودة بالإعتذار من الشعب. ولكن على ماذا؟  ثم يدعي عباس بأن  أزمة المشتركة نتجت عن طبيعية العلاقة السيئة بين أيمن عودة وأحمد الطيبي. صحيح أن غيمة سوداء مرت في العلاقة بين الطيبي وعودة لفترة قصيرة، لكن هذه السحابة انقشعت وعادت المياه الى مجاريها بين الإثنين وتحالف الإثنان في قائمة مشتركة.

كان من الأفضل لمنصور عباس لو عاد إلى أحضان القائمة المشتركة بدلاً من شقها بتشكيل فائمة ثانية، لكن أنانية "رئيس" سيطرت عليه ولم يعد تهمه مصلحة الشعب بقدر ما تهمه مصلحته لأنها كما يبدو أهم من كل شيء.