[x] اغلاق
كاتدرائية نوتردام.. سر 15 دقيقة فصلت بين الدمار والبقاء ومن البطل الذي أنقذ إكليل الشوك من حريق نوتردام ؟
17/4/2019 7:48
كاتدرائية نوتردام.. سر 15 دقيقة فصلت بين الدمار والبقاء ومن البطل الذي أنقذ إكليل الشوك من حريق نوتردام ؟
بعد يومين من الحريق الهائل الذي التهم جزءا كبيرا من كاتدرائية نوتردام وسط باريس، لا تزال الحقائق المؤلمة بشأن الكارثة تتكشف، حسبما تفيد وسائل إعلام غربية.
وقالت مصادر رسمية فرنسية إنه لو استمر الحريق بين 15 و30 دقيقة أخرى لأصيبت كاتدرائية نوتردام بدمار كامل، ولما بقي أي جزء منها قائم، وفقا لما ذكرته صحيفة "غارديان" البريطانية.
وأضافت المصادر أن رجال المطافئ أوقفوا الحريق قبل نحو ربع ساعة من وصوله إلى برجي الأجراس، فأنقذوهما وأنقذوا الكاتدرائية من كارثة كبرى محققة.
وأوضحت السلطات أن رجال الإطفاء صنعوا سدا مائيا حال دون وصول الحريق إلى البرجين في الواجهة الغربية للكاتدرائية الواقعة وسط باريس.
وجاء الكشف عن هذه الحقيقة، فيما كانت الشرطة الفرنسية تجري تحقيقات مع العاملين في ترميم الكاتدرائية لمعرفة سبب اندلاع الحريق، الذي كاد يأتي على أحد أهم المعالم الفرنسية والأوروبية.
فقد أعلن وكيل وزارة الداخلية لوران نونيز، بعد إخماد الحريق "أن الهيكل الخارجي للمبنى صمد في وجه الحريق، لكنه يظل هشا".
وغم أن نونيز حيا رجال الإطفاء على أعمالهم وشجاعتهم ومنعهم الحريق من تدمير الكتدرائية، فإنه يعتقد أن مصير الكاتدرائية يظل غير واضح تماما.
وقال نونيز: "لقد أنقذوا الصرح المعماري، لكن كان يمكن أن ينهار بأكمله بعد 15 إلى 30 دقيقة".
وكان مدعي عام باريس ريمي هيتز قال إنه في البداية انطلق جهاز الإنذار من الحراق، وذلك في السادسة و20 دقيقة مساء الاثنين، لكن من دون أن يكون هناك حريق.
وبعد 13 دقيقة عاد جرس الإنذار لينطلق مجددا، وعندها تم اكتشف الحريق في سقف الكاتدرائية المدرجة على قائمة التراث الإنساني العالمي من قبل منظمة اليونيسكو.
يشار إلى أن الحريق، في الكاتدرائية التي خلدها الروائي الفرنسي فيكتور هوغو من خلال رائعته أحدب نوتردام، استمر 15 ساعة تقريبا.
هذا وكان قد دخل كاهن بطل إلى كاتدرائية نوتردام أثناء نشوب الحريق الكارثي داخلها، مخاطرا بحياته لإنقاذ إكليل الشوك ليسوع المسيح.
وقال جان-مارك فورنييه، مرشد رجال الإطفاء في باريس، إنه دخل كاتدرائية نوتردام مع عدد من الرجال أثناء احتراقها. كما أنقذ القربان المقدس، حيث شكلت خدمات الطوارئ "سلسلة بشرية" لسحب الآثار التاريخية الأخرى من المبنى المحترق.
وقالت عمدة باريس، آن هيدالغو، إن رجال الشرطة والإنقاذ تضامنوا لحماية بعض الأعمال الفنية والآثار الدينية، بما في ذلك إكليل الشوك وسترة سانت لويس، قبل أيام قليلة من عيد الفصح المسيحي.
وأضافت هيدالغو: "إكليل الشوك وسترة سانت لويس، والعديد من المقتنيات الرئيسة الأخرى، هي الآن في مكان آمن".
ويأتي إكليل الشوك، الذي وُضع على رأس السيد المسيح يوم صلبه، عبارة عن حلقة مجمعة من مجموعة قصب، مع وجود الأشواك في دائرة مصممة من الذهب.
وكشف إيتيان لوريليير، محرر شبكة "KTO" الكاثوليكية في التلفزيون الفرنسي، أن الأب فورنييه "دخل مع رجال الإطفاء إلى كاتدرائية نوتردام لإنقاذ إكليل الشوك". وهذا ما أكده مصدر في خدمات الطوارئ قائلا: "الأب فورنييه بطل حقيقي".
واشتُهر الأب فورنييه بشجاعته العظيمة منذ دخوله مسرح "باتاكلان"، عقب هجمات باريس في 13 نوفمبر عام 2015، إذ وقع إطلاق نار جماعي أدى إلى مقتل 89 شخصا أثناء حفل موسيقي في المسرح. وقام الكاهن بأداء الصلاة على الموتى، وإنقاذ الجرحى والتخفيف عنهم.