[x] اغلاق
القاضي حبش يترك منصبه وبذلك لن يبقى قضاة عرب في محاكم القدس
29/12/2009 14:39

زايد خنيفس
نائب قاضي المحكمة المركزية في القدس عوني حبش والذي يترك في هذه الايام مقعده القضائي وبعد خدمة دامت 15 سنة لم يخف غضبه واستياءه وملاحظاته في كثير من القضايا الهامة، ومن اهمها قضايا الشباب والقاصرين في المجتمع العربي، وخاصة في شرقي القدس. والقضية الثانية التي اثارت وتثير مضجع القاضي هي عدم اهتمام السلطات المختصة وعلى رأسها وزارة القضاء في قضية تعيين قضاة عرب في المحاكم الاسرائيلية خاصة وان محاكم القدس وبعد خروجه من الخدمة لن يكون فيها قاضي عربي، لتشكل بذلك اسقاطات خطيرة على الشارع والسكان العرب في المدينة.

وفي العودة الى الموضوع الاول تطرق القاضي حبش الى المشاكل التي تواجه الشباب العربي في اسرائيل وخاصة في القدس حيث يوصف القاضي هذا الوضع بأنه قنبلة موقوتة من الناحية الاجتماعية وفي حال عدم ايجاد السبل لمعالجة قضايا الشبيبة .

القاضي عوني حبش والذي يسكن في منطقة ابو غوش، وحاصل على لقب دكتور في علم الاجرام تابع ملاحظاته حول القضايا التي تدفع في الشباب العرب الى الجنوح ومن اهم هذه الاسباب عدم الاعتناء بهذه الشريحة الهامة والتي لا تجد تعبيرا لنفسها في النسيج البلدي القدسي وعلى الاخص في شرقي المدينة والبلاد بشكل عام ويأتي في غياب المنظمات المهنية في معالجة الشبيبة العرب وتوجيههم نحو حياة طبيعية اضافة الى غياب المؤسسات التأهيلية لمخالفي القانون القاصرين.


 وقال القاضي في سياق حديثه : اهمال الشباب بهذه الصورة الخطيرة تترك في نفوسهم عدم رؤية مستقبلهم وعندما تغيب هذه الصورة فأن اسقاطاتها ستكون سلبية على هذه الشريحة والنتائج ستكون وخيمة ومتشعبة تاركة في نفوس هؤلاء الشباب بأنهم غير مقبولين على المجتمع وسيأتي اليوم الذي يقف فيه هؤلاء الشباب مطالبين بدورهم ومكانتهم داخل المجتمع الواسع ليطرح سؤال من يوجه هذا التيار وخوفي قال القاضي بان العناصر المتطرفة هي التي ستوجه التيار في نهاية الامر.

القاضي عوني حبش كان صريحا في حديثه عندما قال بأن التمييز الحاصل بين الوسطين العربي واليهودي هو السبب الاساسي في الوضع الذي آلت اليه هذه الظواهر السلبية وقال : انا اعرف الكثير من القصص عن شبان عرب قاموا بتغيير اسمائهم الى اسماء عبرية من اجل قبولهم للعمل فهذا شيء مؤسف قال القاضي لأن شخص بدون هوية هو شخص خطير والذي يعرف هويته يعرف كرامته .

القاضي حبش قال بأن بعد انتهاء خدمته لن يكون هناك عربي واحد في جهاز القضاء في القدس وفي كافة المحاكم الصلح والمركزية والعمل فقط هناك قاضي عربي واحد هو سليم جبران والذي يجلس في المحكمة العليا وقد نبهت وارسلت ملاحظات لكل وزير قضاء حول هذا الموضوع والحاجة الى تعيين قضاة عرب في القدس وكل هؤلاء الوزراء وافقوني الرأي لكنهم لم يفعلوا شيئا .

وعندما سؤل القاضي عوني حبش اذا كان عدم تعيين قضاة عرب هو ناتج من قضية عنصرية قال : ربما يكون عدم معرفة وعدم اهتمام لكنه شيء مؤسف فهناك المئات لا بل الالاف في القدس كما ان هناك محامين على مستوى من الخبرة المعرفة في الوصول الى كرسي القضاة لكني لا اعرف لماذا يخافون وزاد وقال : غياب قاضي عربي في القدس له رسائل سلبية على السكان العرب في المدينة وخاصة على الدولة والمطلوب بأن يكون هناك تمثيل لكل طبقات وشرائح المجتمع الاسرائيلي في هذه المؤسسة الهامة والحكومات المتعاقبة تحدثت عن اعطاء الافضلية لكنه وللأسف لن يُعمل شيء في القري العربية وبقت الامور ضمن التصريحات فقط