[x] اغلاق
*صرخة غضب*
23/5/2019 7:15

*صرخة غضب*

عضو البلدية عامر أرملي

شاركت يوم الأثنين الماضي بالوقفة الأحتجاحية مقابل محطة شرطة شفاعمرو ، أحتجاجاً على تفاقم الجريمة وجرائم القتل الأخيرة في الوسط العربي .

شاهدت المئات من الوجوه الغاضبة ، المحبطة والقلقة وعدد كبير من المواطنين حضروا لأطلاق صرخة خوف وهلع من الخطر الكبير الذي يحدّق بمستقبل أولادهم جرّاء أعمال العنف والقتل .

تابعت خلال الأيام الماضية كتابات لكثير من الشخصيات والقيادات المحلية والقطرية ومعظمها وجّهَت أصابع الأتهام لهذا الأنفلات للشرطة ، وأن الشرطة مقصّرة ومهملة بحق المواطنين في الوسط العربي غير آبهة للتصاعد في أحداث العنف والقتل المستفحلين بشكل مقلق .

أنا أوافق هذا الأدعاء وأن الشرطة متخاذلة في اجتثاث الجريمة في الوسط العربي ،  ولكن علينا الّا ننسى أن هذا ليس السبب الرئيسي لأستفحال الجريمة في الآونة الأخيرة ..آن الأوان أن تحدد الشرطة جدّيتها بمكافحة العنف وأن من واجبها أن تكثّف نشاطها وفرض وجودها داخل القرى والمدن العربية وأن تستعمل كل الوسائل المتاحة لجمع السلاح الغير قانوني والمنتشر بشكل كبير وسهل وبمتناول كل يد إن كان صغيرا أو كبيراً ، وآن الأوان للشرطة أن تتفهّم واقعنا وأن تجدد الثقة مع المواطنين العرب وأن تكف عن كونها شرطة قامعة ومضطهدة .

برأيي المتواضع أن السبب الرئيسي والأساسي لتفشّي ظواهر العنف والجريمة يبدأ من عندنا -من البيت ومن المدرسة ومن تربيتنا لأولادنا وتعاملنا مع القضية بشكل جذري بأبعادهم بشتى السّبل عن أعمال العنف ، وأصرارنا المتكرر بغرس تفكير التسامح في ذهونهم لأن التربية السليمة هي مفتاح الحلول.

وهنا يأتي دور المؤسسات المحلية والحكومية المتمثلة بمكاتب الشؤون الأجتماعية ووزارة العمل والرفاه الأجتماعي ووزارة التربية والتعليم ومهامها المهمة والمطلوبة بمحاربة ظاهرة التسرب من المدارس وهي برأيي من أخطر الظواهر في مجتمعنا العربي الفقير ، ما يؤدي ألى فراغ فأحباط ولجوء الشباب ألى تبنّي طرق غير شرعية لتوفير المال السريع وألى أقتناء السلاح والأنخراط بدائرة العنف والجريمة .

لذلك على كافة المؤسسات كامل المسؤولية بتوفير جو مهني واجتماعي لأبعاد الشباب المتسربين من عالم الأجرام.

 

ردة الفعل بعد كل جريمة قتل تكون بأطلاق شعارات غضب واستنكار من قبل لجنة المتابعة العليا واجتماعات لهيئات شعبية تُنسى بسرعة وتتكرر ما بعد الجريمة القادمة وكما تعوّدنا حتى الآن أن المظاهرات والأضرابات والوقفات الأحتجاجية غير مُجدية وأنما على كافة المؤسسات التكاتف سوية والعمل بخطط عملية مناسبة لمحاربة هذه الآفة المقيتة .