[x] اغلاق
النواب العرب أمام امتحان جديد في أيلول المقبل
30/5/2019 7:12

النواب العرب أمام امتحان جديد في أيلول المقبل

الإعلامي أحمد حازم

في السابع والعشرين من شهر مايو/أيار الحالي، وافق أعضاء الكنيست بالأغلبية في القراءة الأولى على  مشروع حل الكنيست الحادي والعشرين، وإجراء انتخابات جديدة، حددها المشرعون في السابع عشر من شهر أيلول/ سبتمبر هذا العام، علماً بأن الموعد وحسب مصادر رسمية يمكن تغييره. لكن القراءة الأولى لا تكفي وحدها وعلى المشروع المرور بقراءة ثانية وثالثة للموافقة عليه نهائياً.

منذ تكليفه بتشكيل الحكومة بعد فوزه في الانتخابات البرلمانية التي جرت في التاسع من شهر أبريل/نيسان الماضي، لم يتمكن نتنياهو من تشكيل الحكومة خلال المهلة القانونية المتاحة له، بسبب خلافات عميقة بينه وبين حلفائه قادة الأحزاب اليمينية ولا سيما مع حليفه الأساسي أفيغدور ليبرؤمان رئيس حزب “يسرائيل بيتينو”.

 صحيفة "هآرتس" ذكرت أن المعارضة البرلمانية الاسرائيلية تعتقد بأن تصريحات نتنياهو، بأنه يعتزم حل الكنيست إذا لم يتمكن من تشكيل حكومة، تهدف إلى الضغط على أفيغدور ليبرمان والأحزاب الدينية لكي يظهروا مرونة ويوقعوا اتفاقات الائتلاف. لكن وعلى ما يبدو فإن ليبرمان مصر على موقفه. .وفيما لو نجح  أعضاء  الكنيست نهائياً بتمرير اقتراح إعادة الإنتخابات البرلمانية، فإن هذا، وحسب مصادر إسرائيلية، يعتبر أمرا غير مسبوق يحدث لأول مرة  في اسرائيل بإجراء الإنتخابات مرتين خلال فترة قصيرة كهذه.

تحالف "أزرق – أبيض" المعارض لنتنياهو أكد أنه  لن يدعم قانون حل الكنيست في هذه المرحلة، لاعتقاده بإمكانية اتخاذ  خطوات أخرى لتشكيل  حكومة بديلة قبل الذهاب إلى الانتخابات" .ويرى التحالف  حسب مصدر منه، ان "هناك عدد كاف من أعضاء الكنيست في الائتلاف الذين يمكن أن يتضرروا إذا جرت الانتخابات، وفي لحظة الحقيقة سيفعلون كل ما في وسعهم لإحباط مثل هذه الخطوة".

وكعادتهم، فإن النواب العرب لم يتخذوا موقفاً موحداً إزاء اقتراح إعادة الإنتخابات، وهذا التباين في المواقف ليس جديداً فقد تعود المواطن العربي على خلافاتهم حتى في الأمور الصغيرة. كتلة "الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير"، كانت واضحة في موقفها من اقتراح حل الكنيست، وأصدرت بيانا ، أكدت فيه معارضتها لإعادة الانتخابات التي اعتبرتها مناورة من نتنياهو لحل الكنيست، " لأنه "يريد الالتفاف على الاستحقاق بأن يعلن لرئيس الدولة أنه فشل بتركيب الحكومة، وهكذا يفقد زمام القيادة لأول مرة منذ عشر سنوات، او ينجح من خلال مناورته بالضغط على ليبرمان وجره للائتلاف كي ينجح في إعادة تشكيل حكومته المتطرفة".

وبالرغم من أن محللين سياسيين يرون أن موقف كتلة "الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير"، برفض حل الكنيست هو تخوفها من فشل قد يلحق بها في انتخابات جديدة، إلا أن محللين آخرين يعتقدون بأن قوة الجبهة والعربية للتغيير لن تتعرض للتدني لا سيما وأنها أثبتت انها في وقت المقاطعة الكبيرة التي شهدها المجتمع العربي في الانتخابات الماضية، لم تتأثر هذه الكتلة، حيث حافظت الجبهة على مقاعدها الأربعة، والعربية للتغيير على مقعديها..

لكن، موقف كتلة "التجمع والموحدة" من إعادة الانتخابات لم يكن واضحاً ففي الوقت الذي صرح فيه رئيس الكتلة منصور عباس "سنصوت الى جانب اقتراح حل الكنيست" يقول من جهة ثانية " نحن جاهزون لكل الامكانيات". كيف ذلك وعن أي إمكانيات يتحدث منصور عباس. ولماذا هذه المراوغة؟ إما أن تكون مع أو ضد .

على أي حال، يوم السابع عشر من شهر أيلول /سبتمبر سيكون يوم امتحان جديد للنواب العرب. فإذا توحدوا جميعاً في قائمة مشتركة جديدة عادلة وتخلى بعضهم عن الأنانية، فإنهم سيحظون بدعم الناخب العربي، وإذا استمروا في الخلاف على  رئاسة القائمة وتوزيع "الحصص" فإن الناخب العربي لن يرحمهم. ومن المفترض هذه المرة في حال أعيدت الانتخابات، أن يكون النواب العرب قد تعلموا من فشلهم في الانتخابات الماضية، ويكونوا على قدر كبير من المسؤولية والإستيعاب  إن استطاعوا ذلك، خصوصا وأنهم عرفوا أن عقاب الناخب العربي هو عقاب قاسي. ولقد أعذر من أنذر. عيد فطر سعيد وكل عام وأنتم بخير.