[x] اغلاق
أبو مازن...الرئيس الحنون على قادة إسرائيل
13/6/2019 7:33

أبو مازن...الرئيس الحنون على قادة إسرائيل

بقلم الإعلامي أحمد حازم

يقولون ان الموت لا شماتة فيه، والتعزية كما يفهمها الرئيس الفلسطيني  محمود عباس، لها أجر وثواب بغض النظر عن تاريخ وديانة المتوفي. رئيس فلسطيني " متسامح قلبه حنون؟!" حتى على الذين قتلوا وارتكبوا جرائم بحق شعبه، والذين أيضاً رفضوا بشدة توفير أدنى الحقوق لبني جلدته. هكذا هو أبو مازن الذي يبدو انه  تجاوز  مقولة " من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر"، وحنيته على جيرانه الإسرائيليين تجاوزت السماح بـ ( ضرب الخدين)  ووصلت إلى  تقديم التعازي لهؤلاء الذين يريدون ( لو استطاعوا) تنظيف الخارطة السياسية من شعبه. حنون كتير  يا أبو مازن ...والله حنون.

في السادس من الشهر الحالي اتصل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين معزيا بوفاة زوجته. وبما أن عباس لديه " فائضاً"من الأحاسيس تجاه أصدقائه القادة الإسرائيليين تمنى أبو مازن وعلى ذمة وكالة أنباء (وفا) الفلسطينية، "أن يلهم الله ريفلين وعائلة الراحلة جميل الصبر وحسن العزاء". ما شاء الله عليك أبو مازن على  حسن الأخلاق والتصرف(!؟) ويا ريت تتعامل مع أـبناء شعبك الأحياء والأموات بهذه الطريقة، إلا إذا كنت تؤمن بأن اليهود شعب الله المختار.

من حق الفلسطيني، أن يعرف شيئاً عن تاريخ ريفلين، الذي سارع أبو مازن إلى تهنئته. لقد بدأ مسيرته السياسية عام 1988 وينتمي إلى الجناح الأكثر تشدداً في حزب "الليكود" اليميني الذي يرأسه نتنياهو، ولم يُخْفِ أبداً معارضته لإقامة دولة فلسطينية. وفي اجتماع له في القدس، في الرابع والعشرين من شهر آب/ أغسطس عام 2015 مع رؤساء بلديات المستوطنات في الضفة الغربية، قال ريفلين علانية: "إن الاستيطان في أرض (إسرائيل) يمثل حق الشعب اليهودي في أرض أبائه وأجداده".

الرئيس الإسرائيلي ريفلين ليس الناكر الوحيد لحق الفلسطيني في إقامة دولة له والذي يتلقى تعزية (قلبية) من  محمود عباس. فقد أرسل أبو مازن  برقية لعائلة الرئيس الإسرائيلي الأسبق شمعون بيريس، في الثامن والعشرين من شهر أيلول/سبتمبر عام 2016 معزياً بوفاته، ومعرباً فيها عن "حزنه وأسفه" مشيراً إلى أن "بيريس كان شريكاً في صنع سلام الشجعان(!؟) وبذل جهودا حثيثة للوصول إلى سلام دائم منذ اتفاق اوسلو وحتى آخر لحظة في حياته". عباس لم يكتف ببرقية التعزية، بل شارك أيضاَ في جنازة بيريس، وبدا في الجنازة وكأنه يبكي صديقه بيريس، ولكن ماذا فعل بيريس للشعب الفلسطيني حتى يبكيه عباس؟؟

عندما يتحدث أبو مازن وبدون خجل عما أسماه سلام الشجعان (!؟) غاب عن ذهنه أو تناسى قصداً وجود أربعة أحداث تميز بها تاريخ بيريس. الحدث الأول: أنه كان مسؤولاً في منظمة "الهاجاناه" الإرهابية، المسؤولة عن تنفيذ الكثير من المجازر ضد الفلسطينيين خلال فترة الانتداب البريطاني لفلسطين قبل عام 1948. وقد وصلت قسوة أفرادها، ومن ضمنهم بيريس، إلى قتل 360 فلسطينياً في دير ياسين.

والحدث الثاني مجزرة قانا في جنوب لبنان في الثامن عشر من إبريل/نيسان عام 1996، والتي تم ارتكابها بموافقة بيريس، الذي أطلق عليه لقب "قاتل الأطفال". وقتها، أجبرت القوات الإسرائيلية أهالي لقرى مجاورة لبلدة قانا باللجوء إلى معسكر الأمم المتحدة فيها، وبعدها  أطلقت المدفعية الإسرائيلية، في إطار عملية "عناقيد الغضب"، 17 قذيفة على المعسكر، ما أدى إلى قتل أطفال ونساء ورجال تجاوز عددهم المائة شخص.

 والحدث الثالث مجزرة جنين، والتي وقعت في مطلع أبريل/نيسان عام  2002 واستمرت حتى الثاني عشر من الشهر نفسه، حين كان بيريس وزيراً للخارجية الإسرائيلية، وقد وقعت معركة شديدة بين المقاومة الفلسطينية في جنين وقوات الاحتلال بين المنازل، ارتكب الجنود الإسرائيليون فيها  جرائم قتل عشوائي.

أما الحدث الرابع فهو العدوان الإسرائيلي على غزة من السابع والعشرين. من شهر ديسمبر/كانون الأول 2008 حتى الثامن عشر من يناير/كانون الثاني 2009 وكان بيريس رئيساً لدولة الاحتلال، وقد اقترفت القوات  الإسرائيلية مجازر عديدة استهدفت أساساً المدنيين.

كل هذه المجازر ارتكبها شيمون بيريس الذي يعتبره أبو مازن "صانع سلام الشجعان" وذرف الدمع على فقدانه. والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا هذا النفاق العباسي وتصغير الذات أمام الإسرائيلي؟ وهل التعزية التي قدمها أبو مازن لعائلة بيريس والمشاركة في جنازته هما مكافأة له عما فعلت يداه بحق الفلسطينيين، أم أن عباس يعمل حسب المثل الشعبي القائل "أكلنا هوا ونسينا اللي جرى"؟ كم أنت حنون أيها الرئيس على جيرانك قادة إسرائيل. كنت أتمنى عليك أن تعزي ولو مرة واحدة بشهيد فلسطيني سقط من أجل الوطن الذي لا تريد العودة إليه.