[x] اغلاق
فشل كبير في تشكيل المشتركة.. انسحابات واتهامات بين مركباتها
2/7/2019 7:44
فشل كبير في تشكيل المشتركة..
انسحابات واتهامات بين مركباتها
الإعلامي أحمد حازم
وقّعوا وانسحبوا، اتفقوا مبدئياً واختلفوا نهائياً، واتفاقهم كان حبراً على ورق. تعهدوا بالإلتزام بقرارات "لجنة الوفاق" ولم يفوا بوعدهم. قالوا انهم لن يعارضوا ما تقرره لجنة الوفاق، مشتركة الأحزاب لأربعة ليست شركة (م.ض) أي محدودة ضمان كما هو معروف في الشركات التجارية، لكنها برهنت على أنها مشركة (م ع) أي محدودة الأعضاء، بمعنى لأعضائها فقط وباب الدخول إليها مغلق أمام الغير.
أعضاء في هذه "المشتركة" لم يوافقوا على (التوليفة) التي خرجت بها لجنة الوفاق فغضبوا وثاروا حتى أنهم استنكروا. سبحان الله!! بالأمس رقصوا وغنوا ظناً منهم أن كل شيء سيكون "سمن وعسل". واليوم يلعنون ساعة الإتفاق وتوقيع التوكيل. ما هذا التغيّر الذي حصل؟. نصحناهم بعدم الإستعجال فلم يستوعبوا. فكان شهر العسل ثلاثة أيام فقط. قلنا لهم إياكم ولجنة الوفاق لأنها أتت لتفرق وليس لتوفق، وإذا وفقت يكون إنحيازاً منها لطرف معين. فلماذا لم يتعلموا من دروس الماضي؟ وما فعلته تلك اللجنة صاحبة إقتراح التناوب كان السبب الرئيس في الخلافات التي حصلت في "المشتركة" عام 2015. لم يسمعوا ولم يفهموا، وأعادوا إرتكاب الخطأ بتوكيل لجنة الوفاق ولم يأخذوا عبرة من الماضي.
الخلافات والإنسحابات وتوجيه الإتهامات التي حصلت يوم أمس الإثنين، بين مركبات "مشتركة" الأحزاب الأربعة، كان تعبيراً واضحاً عن السبب الحقيقي وهو كراسي الكنيست. لم يختلفوا على كيفية خدمة الشعب، بل على الحصص في مقاعد الكنيست. أصدروا بيانات وأعلنوا عن تصريحات تتضمن إتهامات وإنتقادات شديدة اللهجة ضد "لجنة الوفاق" لدرجة أن البعض طالب بإلغائها وتشكيل لجنة وطنية جديدة تتسم بعدم الإنحياز وليس تفضيل جهة على أخرى. هذه الأصوات التي ظهرت لديها كل الحق. فكيف يمكن للجنة عليها علامات إستفهام من بعض مركبات الأحزاب الأربعة (حتى قبل الخلاف) أن تكون موضع ثقة؟ 
رئيس بلدية سخنين السابق، والمرشح الثالث في قائمة التجمع مازن غنايم، "بق البحصة" ولم يعد يتحمل ما جرى وما رأى، فقد اتهم لجنة الوفاق بحياكة مؤامرة بالعمل علانية ضده وضد التجمع، لأنها وضعت اسمه في الموقع رقم 13 في القائمة التي إقترحتها. وقال غنايم في حديث مع "موقع العرب" أمس الإثنين: "لجنة الوفاق عملت بشكل واضح كي أكون خارج المشتركة، وما حصل مؤامرة على التجمع، وأنا في هذه الحالة خارج القائمة المشتركة، واسحب ترشيحي من القائمة لأنني لا أقبل بأن أكون جزءاً من المؤامرة التي حيكت ضد التجمع وضدي". يعني بإختصار خلاف على الكرسي؟
حتى أن مراد حداد عضو اللجنة المركزية في "التجمع" ذهب إلى أبعد من ذلك في هجومه على لجنة الوفاق. فقد نشر في صفحته على (الفيسبوك): "تبين أن لجنة الوفاق خطر على المشتركة لأن إعتباراتها مجهولة وتنكرت لتفاهماتها مع الأحزاب لدوافع مجهولة".
الدكتور أحمد طيبي، رئيس الحركة العربية للتغيير لم يصدر عنه أي تصريح هجومي شديد أو إعلان عن إنسحاب كما فعل "التجمع" حول "تقسيمة" لجنة الوفاق (وقد يكون هناك إحتمال من إحتمالين: إما لعب بالأوراق، أو الحيادية لإعتبارات تحالفية) ولذلك اكتفى الطيبي بما صرحت به عضو الحركة، سندس صالح التي قالت في تصريح لها نشر أيضاً أمس الإثنين: "لجنة الوفاق أمعنت ورسخت ظلمها للعربية للتغيير وإنحيازها بات واضحا". يعني خلاف على كراسي.
الحركة الإسلامية الجنوبية (الموحدة). إلتزمت الصمت إزاء ما حصل ولم يصدر عن قادتها أي تعليق، والسبب واضح كلياً. فهذه الحركة التي تبين حجم قوتها في ال انتخابات الماضية (مقعدان في الكنيست) عطفت عليها لجنة الوفاق ومنحتها في القائمة أربعة أماكن متقدمة. وهذا بالنسبة لـ"الموحدة" يعتبر "لفتة كريمة" من لجنة الوفاق. 
"الجبهة" أعلنت عن موقف مغاير. فقد أكدت في بيان لها "إلتزامها بالتوكيل الذي منحته للجنة الوفاق، وتحترم قرارها". وبالرغم من أن "لجنة الوفاق أعطت الجبهة حوالي أربعين بالمئة في القائمة، إلا أن هذا لم يعجب "الجبهة" في حقيقة الأمر ولمحت إلى ذلك في البيان الذي أصدرته: "الجبهة الديمقراطية تعلن قبولها بالتركيبة التي توصلت لها لجنة الوفاق بالإجماع، رغم انها لم تتجاوب مع تطلعات الجبهة، ومن باب المسؤولية تجاه الجماهير الواسعة فهي تقبل بهذا القرار". يا سلام ؟! يعني الجبهة "بتحملنا جميلة" بقبولها بقرار لجنة الوفاق، رغم أن اللجنة أعطتها الأفضلية في التركيبة. يعني خلاف على كراسي. ما جرى من تطورات في اليومين الأخيرين يظهر بوضوح أن "مشتركة الأحزاب الأربعة فشلت فشلاً ذريعا، وفشلت معها لجنة الوفاق. إذاً الأصح العودة إلى العقلانية وتشكيل "قائمة مشتركة وطنية شاملة" تضم كافة مركبات المجتمع العربي بالإضافة إلى تشكيل لجنة وفاق وطنية جديدة مستقلة.