قال النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، في كلمة له أمام الهيئة العامة للكنيست، هذا الأسبوع، إن ما يمكن قراءته من خلف معطيات تقرير مركز "أدفا" الذي صدر في الايام الأخيرة، هو أـن معدل الرواتب لدى العرب يساوي 50% من معدل رواتب اليهود الاشكناز، وهذا ليس صدفة أو بسبب عوامل مجهولة، وإنما انعكاسا مباشرا لسياسة التمييز العنصري، لأن للقمع الطبقي في إسرائيل طابع عنصري، كما أن هناك طابعا طبقيا لقمع القومي.
وجاء هذا في كلمة النائب محمد بركة، أمام الهيئة العامة للكنيست، لدى بحث تقرير مركز "ادفا" لقضايا الاجتماعية حول الفجوات الاجتماعية في جميع المجالات، وقد بادر للبحث النائب بركة ونواب آخرون.
وقال بركة في كلمته، لقد قرأنا في التقرير، معطيات ليست جديدة، ولكنها تعني أن شيئا لم يتغير رغم الخطابات الحكومية الوردية، التي ليس لها أي ركائز على الأرض، من وعود كاذبة، وسياسة تمييز عنصرية مستمرة، فمعدل رواتب اليهود الأشكناز (الغربيين) يساوي حسب التقرير 138% من معدل الرواتب العام، في حين أن معدل رواتب اليهود الشرقيين يعادل 100% من معدل الرواتب العام، أما معدل رواتب العرب فإنه يساوي 67% من معدل الرواتب العام، مما يعني ان معدل رواتب العرب يساوي 50% من معدل الرواتب العام.
وتابع بركة قائلا، إن 72% من الأجيرين في إسرائيل تقاضوا ما هو دون معدل الرواتب العام في البلاد، بمعنى أن الأجيرين العرب الذي نسبتهم ما بين 13% إلى 15% من القوى العاملة، ولكن هذا يعني أنهم أكثر من 50% من مجمل الذين يتقاضون رواتب دون معدل الرواتب العام، وهذا يؤكد ما نقوله دائما، أن هناك طابعا عنصريا لقمع الطبقي، وطابع طبقي للقمع الطبقي.
وقال بركة، خلال هذا اليوم (في يوم البحث ذاته) سمعنا الكثير من التزلف من أعضاء الكنيست، من المعارضة وحتى من الائتلاف، ولكن المعارضة اليوم هي ائتلاف الأمس، وائتلاف اليوم هي معارضة الأمس، وكلاهما يطبق نفس السياسة الاقتصادية المجحفة، وسياسة التمييز العنصري.
وأضاف بركة، إن هذه الفجوات هي انعكاس للحرمان من فرص العمل كليا، أو فرص العمل الملائمة، واقامة مناطق صناعية في البلدات العربية، ومسلسل جوانب التمييز طويل.
وفي سياق متصل، فقد قال النائب بركة، في نفس اليوم، في بحث حول قرار الحكومة تخفيض ضريبة القيمة المضافة (المشتريات) بنسبة نصف بالمئة، إن الحكومة تتغني بتنفيذ برنامج التخفيض الضريبي على ضرائب الداخل، ولكن المستفيد من هذا البرنامج هم ذوي الامكانيات المالية والشرائح الميسورة، لأن الشرائح الفقيرة أصلا لا تشعر بالتعديل الضريبي لأن رواتب الجوع التي تتلقاها لا تصل إلى الحد الأدنى من الراتب الملزم بدفع ضريبة.
وقال بركة، إن معطيات صدرت مؤخرا تقول إن من معدل رواتبه غير الصافي 5 آلاف شيكل، استفاد منذ العام 2005 وحتى اليوم من حوال 89 شيكلا زيادة على راتبه الصافي، اما من راتبه غير الصافي 40 الف شيكل فقد استفاد في نفس الفترة من حوالي 2600 شيكل، وهذا بحد ذاته يقول كل شيء.
وأكد بركة أن الهدف من برنامج التخفيض الضريبي هو تقليص امكانيات خزينة الدولة من دفع مخصصات اجتماعية للشرائح الفقيرة والضعيفة، وهذا يعكس السياسة الاقتصادية الشرسة التي تبعها كل حكومات إسرائيل.