[x] اغلاق
في رمبام قرروا استخدام الحكمة الصينية القديمة لمحاربة الألم.
11/1/2010 12:38

 

لأول مرة في البلاد، علاج حصري وشخصي بالآلام المزمنة بواسطة تاي تشي طبي.

زايد خنيفس الفيلسوف الصيني كونفوشيوس قال "البشر الطيبون يقوون نفسهم دون انقطاع". سنين طويلة بعد ذلك طوّرت الثقافة الصينية هذه الايديولوجية لفن قتالي يعمل من النفس ونحو الخارج الى الجسد ويقوّيه. التاي تشي التي بدأت كطريقة قتال ناعمة تهدف الى الحفاظ على قوى المحاربين، تطوّرت على مدار الزمن لنوع من التأمل عند الحركة. الآن يتبين أن للتاي تشي فوائد أخرى، وفي رمبام قرروا استغلال هذه الحكمة الصينية القديمة لمحاربة الألم. فمنذ بضعة اشهر تقدم عيادة الأوجاع في رمبام علاج مميز وخاص مبني على تطوير الماستر يوسي فيشر وهو أحد المختصين الأبرز في البلاد للتاي تشي.

ماستر فيشر (38 عاما) من سكان كرميئيل وأب لاثنين، يهتم بفنون القتال منذ أكثر من 20 عاما ويملك الحزام الأسود بمستوى دان 5. ودرس فيشر التاي تشي في البلاد وفي الصين. قبل 15 عاما فهم فيشر أن التاي تشي هو آلة عمل ناجعة جدا مع المشاكل الطبية المختلفة، وبدأ يتطبيقها في العمل مع الأطفال الذين يعانون من شلل دماغي (CP) والاوتيزم  ويقول فيشر: "في حالات الشلل الدماغي يجري العمل مع مشاكل ثبات وفعاليات بسيطةن اما في حالات أوتيزم فنعمل على مشاكل التواصل لأنه في العديد من المرات لا يمكن معرفة فيما اذا كان المريض يفهمك ام لا. هذان المجالان علموني كيف أفهم كيف نجعل الانسان يتحرك، فهم ما هو العلاج الذي يساعد البشر في مشاكل معينة وتعليمه كيف يقوم بذلك". ويعمل الماستر فيشر مع مصابي النوبة الدماغية، عمل يتطلب في بعض الأحيان تعليم متجدد لأفعال المخ ببساطة لا يذكر كيف ينفذها. في حالة معينة عمل ماستر فيشر مع مريض من هذا النوع الذي كان مقعدا طوال 13 عاما. وتمكن خلال سنتين من جعل المريض يقف على قدميه وان يسير بمساعدة آلة السير. من بين المرضى الذين يعالجهم فيشر ايضا أشخاص يعانون من السكري ومن الآلام المزمنة.
احدى تلاميذ الماستر فيشر كان الدكتور سايمون فولفسون، نائب مدير عيادة الألم في رمبام، والذي قرر أن يحضر فكر الماستر فيشر كعلاج في رمبام. ويقول الدكتور فولفسون ان التاي تشي هي تقنية التي تعمل على الجسد بشكل يناسب بشكل خاص الأوجاع المتعلقة بالهيكل العظمي. ويؤكد أنه "في التاي تشي نعمل من الروح تجاه الخارج بهدف تقوية الجسد والعمل هو عمل بطيء ومتواصل على الحركة. التاي تشي يحافظ على الاتزان، يطوّر التنسيق والموتورية ويعمل كحل لأوجاع العنق، المفاصل، وأوجاع الظهر المزمنة التي يعاني منها قرابة نصف مرضانا".
العلاج هو فردي وشخصي يعتمد على تركيز علم وخبرة ماستر فيشر الواسعين. الهدف هو منح الآليات الخاصة للالم المعين ولقدرات الانسان الشخصية. "الفرق هو أنني في هذا العلاج عدا عن غيره أقول للمريض أن يأخذ المسؤولية على نفسه"، يقول ماستر فيشر ويضيف: "أنت ستعمل، تتحرك، هذا الامر بين يديك، بالطبع لا يشبه "تمدد وسنعالجك". كثيرون من مرضاي هم اشخاص يعانون منذ فترة طويلة ولا يملكون القوة للتعامل معها والقيام بهذه الأمور. بينما لدي ايضا مجموعة من كبار السن، الذين عندما تراهم يمارسون التاي تشي فهذا مشهد لا مثيل له. هؤلاء الذين يمارسون التاي تشي يبلغون عن تغيير ملحوظ وكبير. كانت لدي مريضة عانت من ألم شديد لدرجة ان الالم أجلسها السرير فترة طويلة جدا. بواسطةة التاي تشي طرأ تحسن واضح في قدراتها. من حالة التمدد الزائد انتقلت لحالة القيام ببعض الفعاليات من السرير وفي نهاية الأمر حتى تمكنت من مغادرة سريرها بين الفينة والأخرى".
احدى فوائد هذه الطريقة هي تخفيض التونوسات في الجسم وانخفاض ضغط العضلة على الهيكل العظمي. ويقول فيشر: "عادة نحن نستخدم قوّة أكثر من اللزوم. الحركة البطيئة والدقيقة تحمي وتحافظ على العضلات، المفاصل، والوتيرة ملائمة لكل جيل لأن كل يختار ضغط العمل المناسب لجسده". التاي تشي يقوّي العضلات التي يعبر اليها ضغط العمل بدلا من المفاصل ويتدفق الدم بشكل أفضل ودقيق. ويقول فيشر أنه توجد حركات تساعد لمشاكل السمع والتركيز، وأنه بشكل عام تعتمد الطريقة على الاستماع للجسد. فعدى عن تطوير التنسيق والموتورية (الحركة)، هناك عمل على التنفس الصحيح وتقوية عضلات صغيرة جدا التي تساهم لقضية الاتزان والثبات الصحيح، وهذه الفعاليات من شأنها أن تقلّص كمية الوقوع التي يعاني منها عدد كبير من المرضى. "يجب أن نذكر أن جزء كبير من عامل الألم هو نفسي وروحاني" يلخّص ماستر فيشر ويضيف: "العمل على الروح يحرر الاوجاع، بل والعكس، العمل على الجسد يحرر رويدا رويدا الألم".