[x] اغلاق
لذكرى رحيل أبو السالم، سليم قسّيس رجل العطاء والانتماء
28/11/2019 8:47

لذكرى رحيل أبو السالم، سليم قسّيس

رجل العطاء والانتماء

بقلم: زايد خنيفس

لكل بداية هناك نهاية، ولا يبقى إلاّ وجه ربك، ذي الجلال والإكرام، والإنسان وُلِدَ وجاء إلى هذه الدنيا، ليقدّم رسالته إلى العالم والإنسانية، ليكتمل الكون بخلقه وباريه، ولم يأتِ إلى هذه الأرض وحيّز الوجود من فراغ، بل أوجَد لكل مخلوقٍ في هذه المسكونة، دورًا سيؤديه، في روعة الخالق وطريق الخير، مقابل طريق الأشرار الزّائل لا محال.

رُبّ أخٍ لم تلده أمُّك، ورُبّ جارٍ كاد كما قال الرسول عليه السّلام، أن يكون وريثًا، فقيمة الجار جوهرة وإن فهمنا معانيها، وابن الحي من الأحياء يبقى قيمة، وإن أدركنا أحرفها.

في بداية الأسبوع شيّع أهالي شفاعمرو والمنطقة الراحل أبو السالم، سليم قسّيس، إلى مثواه الأخير، تاركًا وراءه إرثًا  اجتماعيًّا غنيًّا، وعطاءً إنسانيًّا مشرفًا، وكان مشهد التشييع يعبّر عن حزنٍ وجداني، والواقع الآخر جمَعَ الراحل الجموع في محطته الأخيرة نحو الأخدار السّماويّة، رسم بلد متكاملٍ، بنسيجه الجميل، في عودة وتأكيدٍ للُحمة إنسانية، رسمت معالم العيش المشترك في أبهى صوره...

في ذكرى الراحل الباقي بأعماله الطيبة، كان رائدًا بالانتماء لبلده شفاعمرو، وتجلّى في إدارة فريق أبناء شفاعمرو، الذي تربّع على عرش القطرية، حاصلاً على ثقة أهل البلد، ممثّلةً برئيسها الرّاحل إبراهيم نمر حسين، وأعضاء مجلسه الموقّر، كان أبا السالم أمينًا مؤتمنًا وواصل طريقه الأدبي، فنظَم الشعر المحكي، معبّرًا من خلاله، لدوحته الخضراء ولمجتمعه، وعشقه لبلده غير المتناهي.

في خضم معركة الحياة القاسية، وهو الآتي والمنحدر من عائلة متوسطة الحال، ربّى أبناءً وبناتًا على حب العلم، وأرسلهم لينالوا قسطهم العلمي بجدارة، فتخرّج المحامي والطبيب والمحاسب، لأن البيوت مدرسة أولية، بأعمدة تربيتها الراسخة في أعماق الراحل.                

نخط كلماتنا ونحن المكلفون لنقل الرسالة، لأن الراحل من عبقنا ووجهنا وحارتنا وبلدنا، ونسجّل الأسطر كي تبقى حيّة في ذاكرة الأحباب، وأبو السالم نِعم الجار وأول بيت في حارتنا ومفصل بين عَينٍ وأختها.