[x] اغلاق
َذَرات "غير أدبية":
14/1/2010 17:16

 

تَأَمُّلات اغترابية.. خارج منفى المعنى!!
(رسائل مفتوحة الى الأحياء)
               عبد عنبتاوي

تمهيد: إنها دَفقة جديدة من دَفقات التأمُّلات الاغترابية، حيث تتمَوْضَع في ما وراء المعنى، وفي مَنفاه، وتتحرّك ما بين العقل والجنون وما بين الوجود والعدم..
ولا تتحايل هذه الشَذَرات، بنصوصها وتعابيرها، على المعنى، ولا تَسْعى الى افتعال التناغم والتناسق فيما بينها، ولا تخضع الى نمطية مُحدَّدة المعالِم، في المعنى والمبنى..
كما أن هذه "المادة" لا تدَّعي المُطْلَقات، ولا تسير في منهجية صَنَمية، لكنها لا تتأتَّى من العَدَم، ولا تتجه نحو الفَراغ.. فلا وطن لهذه الشَظايا ولا زَمان، لا تقف عند تُُخوم الجغرافية وتحاول تجاوز التاريخ، وهي مُنسجِمَة فيما ترمي اليه من مقاصد المعنى، وإنْ بَدى غير ذلك في أشكال المبنى..
في "البيان والتبيين" يقول الجاحظ: في الإيجاز بلاغة، والنفرى يقول في كتاب "المواقف": كلما اتسعتْ الرؤيا ضاقت العِبارة، أما شكسبير فيقول عبر هاملت: الإيجاز روح الصواب، ويختزل نيتشه رؤيته في "هكذا تكلم زرادشت" بقوله: ما انا إلاّ مُنبِئ بالصاعقة، وما الصاعقة التي اُبشّر بها إلاّ الانسان المتفوِّق.. وأحاول أن أقول لكم هنا: إن الفارق بين الكلام والثرثرة، كالفارق بين المعنى والعَدَم، فيمكن ان تقول كلامك دون الوقوع في مَتاهات ما لا يلزم، من تفاصيل وتكرار أو لَغْو...
فهذه المحاولة ترمي أيضاً الى تحرير الأفكار واللغة من أغلال الموروث والمحظور والمقدس والترهُّل، وهي محاولة لاستكتاب الذات حين يتسرَّب الصمت الصاخب الى كلّ مكان.. وها أنا أقول لكم صَمْتاً وإن بدى ضَجيجاً، فقد نَنْصُُتُ دون أن نسمع شيئاً، وأكثر اللحظات امتلاءً هي لحظات الصمت.. وفي هذا المعنى يقول المتنبي:
وإذا سكَتَّ فإنَّ أَبْلَغَ خاطب   قَلَمٌ لك اتخذ الأَصابعَ مِنْبرا
وليست هذه الشَذَرات وصايا او تبشيراً، فما هذه المادة إلا أشياء صامتة وإنْ بَدَتْ صاخبة، وأمّا أنا فلستُ إلا ضجيج صامت، يحاول عَبَثاً كتابة رسائل قصيرة ومفتوحة الى الأحياء.. ويُواصِل..
• أتْفَه الكلمات هي تلك التي تجتهد في صياغتها، وأحقرُ الأفكار هي تلك التي تُصاغ بالكلمات وليس بالمعنى..
• إذا كانت الحياة قد بدأت بكلمة، فستنتهي بالضرورة بفكرة..
• بعض النصوص تبدو غير متواضعة، لأنها لا تبحث عن عواطف القارئ وَوِدّه بل تُحاكي عقله وإرادته..
• نصف كلامنا هُراء، ونصف نصفه كذباً ورِياء..
• إقرأْ وتأمَّلْ، فَكِّرْ وإعملْ.. إنها وَصْفة "غير طِبيَّة"، لتجنُّب الإصابة بِوَباء فقدان الوَعي والإدراك والإرادة..
• ليس كلَّ مَنْ حَكَّ ذقنه مُفكِّراً..
• ما أعظم العقل الذي يشحذه الجنون، وما أدنى العقل الذي يخلو من الجنون..
• ما أحطّ العقل مع الخضوع ، وما أرفع الجنون مع المقاومة..
• لا عقل بدون حرية ولا حرية بدون عقل..
• لا قيمة للعقل حين يغدو تقنوِياً وادائياً..
• حين يكون العقل نهائياً، يسقط كإطار للتفكير، لان الفكر الخَصِب لانهائيّ..
• العلم لا يُؤدي بالضرورة الى العقل، لكن إعمال العقل يُؤدي بالضرورة الى العلم..
• الموت هو المعنى المطلَق والمتجدد اللانهائيّ  في الحياة..
• مَنْ ينام لا تنتظره الحياة، وتضرسه أنياب الزمن..
• النوم من أكثر الضرورات ضَررَاً وضياعا..
• إن "الله الحقيقي" لا يحتمل الخاضعين والخانعين، فما أعظم "الله" في الشموخ وما أبْأسه في الرضوخ..
• حرية التأثير أسمى من حرية التعبير..
• تقبُّل وتحَمُّل الجهل والفقر والعبودية، ضرب من ضروب الحالة الحَميرية..
• المقاومة ضرب من ضروب الإلحاد بالواقع ومواجهة المفروض..
• بيوتنا، ما هي إلاَّ مقابر حياتنا..
• لولا الموسيقى لتماهت الحياة مع الموت..
• حين تنصهر الأفكار على مذبح الموسيقى، تتجدد الحياة..
• ليست الفلسفة أن تعرف، بل أن تفهم ما هو عصيّ عن المعرفة..
• "علينا" الانتقال من إرادة البقاء الى إرادة الحياة، للبقاء على قَيْد التاريخ..
• لا حدود للقدرات، في حَضْرة الوعي والإرادات..
• كلما اشتدتْ صلابتُكَ تجلَّت رِقَّتُكَ..
• الجهل والضعف، كغياب الوعي والإرادة، من أحقر أشكال الفقر..
• المساواة هي عقاب الذي يعرف أمام الذي لا يعرف، ومَذَلَّة الذي يستطيع أمام الذي لا يستطيع..
• تكافُؤ الفُرَص أسمى من المساواة، ففي حين تكون الأولى مُحفِّزاً تكون الثانية مُعَوِّقاً..
• الديمقراطية هي الاسم السياسي المُستعار "حديثاً" لاقتصاد السوق، والثقافة السوقية، لاحتكامها لقانون العرض والطلب..
• تكون طبيعة الحُكّام وفق طبائع المحكومين، وتتشكّل طبيعة المحكومين وفق طبائع الحكام.. انها العلاقة التبادُلية بين العِلّة والمعلول، منذ الأزل المغلق الى الأبد المفتوح..
• المُطلَق هو الشيء النسبي في تجلّيه، والنسبي هو الشيء المطلَق في تجرُّدِه..
• كما أن التاريخ ليس ماضياً، فإن الذاكرة ليست ذِِكرى..
• لا تولَد الحرية مع الانسان، إنما ينتزعها الانسان إنتزاعاً..
• ليس القزم مَنْ هو قصير القامة، بل مَنْ قامته قصيرة..
• إذا كان من الخطأ استعداء الأقزام فََمِنَ الخطيئة مُصادقتهم..
• غالباً ما تُذكِّرني الأشياء، والبشر، بقيمة النسيان..
• بِئسَ ما تملك أمام ما تعرف وما تستطيع..
• ما تعرفه أغنى مما تملكه..
• الحاضر هو الصورة الأولية للمستقبل، والمستقبل هو الصورة النهائية للحاضر..
• لا تُظهِر قُدرتكَ، إلاّ بعد اكتمال قُوَّتكَ..
• من الحاجة تتبلور الرغبة ومن الرغبة تنشأ القدرة، ومن القدرة تنبثق الإرادة..
• لا يمكن أن تتأتى القدرة بغير القوة، لكن القدرة أبعد مَدى من القوة..
• بقدر ما تُحدد وظيفةُ الأشياء تعريفَها، يُحدد تعريفُها وظيفَتَها..
• ليس كل ما هو ضروريّ واقعاً، وليس كل ما هو واقع ضرورياً..
• تُصِِرُّ البشرية على تهديد بقاء ومستقبل الانسان، بتعدادها وعديدها المتصاعد وتناسُلِها المتسارع، كالصراصير والفِئران..
• يبدو أحياناً أن الوجود الإنساني مسألة "عَرَضية" في الوجود الحياتي..
• إنْ لم يكن سَبَباً لوجودكَ، فلن تكون ثمّة نتيجة له..
• أفَضِّلُ النساءَ على الرجالِ، لأنهنّ يَمْتَزْنَ باختلالٍ أكثر في التوازن، وبالتالي بصَلافةٍ وتطرف أكثر في الشعور والموقف والسلوك، ولأنهن أكثر وضوحاً وضَراوةً في الحب والكراهية، كما في السلم والحرب..
• غياب الوعي والإرادة أخطر من حضور الموت والفَناء..
• مِنَ الصغائر ما يستخرج منكَ الكبائر..
• الحوار يمنح الأفكار قيمة وقامة وحيوية..
• في كل شيء مَرئيّ ثمَّة جانب مخفيّ، وفي كل شيء مُعلَن ثمَّة ما هو مُضْمَر..
• لكي تُبصِر وترى فانتَ لا تحتاج بالضرورة الى بصركَ بل الى بصيرتكَ..
• لا احتملُ "العاديين" كما لا يمكن ان يحتملني "العاديون"..
• الفُرصة هي اللحظة المُمْكِنة التي تصنعها..
• إذا لم يتَّسِع الممكن دائماً، فسيكبُر المستحيلُ دَوْما..
• إذا لم نَختَرْ مكان وزمان وكيفية وِلادتنا وبدايتنا، فعلينا إذاً أن نختار ماهية حياتنا ونهايتنا..
• اذا لم يكن الجمال مُكمِّلا للكَمال، فسيكون نقيضه..
• الحَياد هو خيانة للعقل والموقف..
• فِهم الصراعات يُؤدي الى إدراك الضرورات..
• بين الضرورات اليومية والخيارات المصيرية مساحات من الإدراك والارادة..
• "نحن" أكثر من يتشدَّق بالعلم، في حين تغيب "عنا" العلوم..
• المعلومات لوحدها لا تصنع المعرفة، والمعرفة لا تُؤدي بالضرورة الى الوعي، والوعي لا يُوَلّد بالضرورة إدراكاً، والإدراك لا يُنْتِجُ بالحتمية إرادة ..
• مَنْ يعشق الحياة لا يخشى الموت..
• وطن الانسان لا يُحدده مسقَط رأسه بالضرورة، بل مَسقَط خياراته ووعيه الإراديّ..
• "نحن" أكثر من يحتاج الى العقل النقديّ الإشكالي، لا العقل الإذعانيّ الشكليّ..
• لو أطلّ داروين على "حالنا"، لأكد نظريته في أصل الأنواع وشكَّك في الارتقاء والتطور..
• اللّذة والمُتعة هُما التجلّي الأرقى لوجود الموجود..
• ما أجمل الثمالة حين تكون إرادية، وتدخل عبرها واعياً الى مساحة اللاوعي، فتتطهّر من شوائب الحياة، حتى تغدو مُجرَّداً..
• يُقاس الزمن بما يحمله من وقائعٍ وقيمة ومعنى، وليس بِما يمرّ من الوقت..
• ثمَّة صدفة في التاريخ، لكن التاريخ ليس مجموعة مُصادفات..
• الإقدام والمُخاطَرة المحسوبة، يمنحان المعنى والقيمة للحياة وصيرورتها..
• الانفعالات والعواطف تُُشوِّه الرؤية والمعنى..
• الصِراعات والحروب هي أكثر الدوافع المحفِّزة للإبداع والإنتاج والتطور والحب..
• ليست الحرب شَرّاً مُطلقاً، وليس السلام خيراً مُطلقاً..
• قيمة الأقوال تتبدّى بالأفعال..
• ليس كل ما هو ساكن مَيّتاً، وليس كل ما هو مُتحِّرك حَيّاً..
• لا تتحقق الانتصارات بالاعداد إنما بالأنواع..
• أخطر أشكال الكذب، هي الكذب على الذات..
• الحكمة بدون شجاعة ضَوْضاء، والشجاعة بغير حكمة وَهْن..
• ليس المهم مَنْ أنتَ، بل ما أنتَ..
• لا يُمكن للرعاع والغَوْغاء ان تصنع تاريخاً، ولا ان تساهم في صناعته، إلاَّ باعتبارها وُقوداً لحركة التاريخ، في أفضل حالاتها..
• الشجاعة، كما العلم والوعي والإرادة، شكلٌ مُتقدم من أشكال القوة..
• هنالك من يعتقد ان التاريخ بدأ في يوم ميلاده، ويتصرف على هذا الاساس..
• مَنْ يُعْمِل العقل لا يتقبل العقائد والقِيمَ والمعايير والانتماء والهوية والأخلاق بالموروث..
• لا تَكُنْ إمَّعة حتى للحرية والعقل، فحتى الحرية والعقل لا يستحقان التقديس..
• العودة النقدية الى الماضي ضرورة عقلية، لِمَنْ ينظر الى المستقبل..
• المُراوَحة في الماضي تعني الهروب من تحدّيات الحاضر والمستقبل..
• مجرمو الوعي أشدّ خطورة من مجرمي الحرب..
• يُُمارس الانسان "الطبيعي" خيانته لذاته عشرات المرات يومياً، فَيا لها من طبيعة..
• كُن قوياً بعلمكَ، وكُن عليماً بقوتكَ..
• الثروةُ لا تَصنع بالضرورة ثَراءً..
• اختمرتُ في الحياة ومنها حدّ الثمالة..
• ما أجمل الأمكنة التي تحملُ رائحة الليل، فعندما يحلّ الليل يحلّ النور معه..
• أبحثُ عن أماكن يسكنها الهدوء والسكينة، ويُظلّلَها الصمت، كي أُصغي الى ضجيجِ أفكاري..
• هذا ميراثي لكم، فاجتنبوه..!؟