[x] اغلاق
أيتها الأمة النائمة
19/12/2019 8:52

أيتها الأمة النائمة

بقلم: شفيق خنيفس/شفاعمرو

نعيب  زماننا والعيب  فينا       وما  لزماننا  عيب  سوانا

ونهجو ذا الزمان بغير ذنب      ولو نطق الزمان لنا هجانا

 ما يؤلم الشجرة ليس الفأس الذي تضرب به، وإنما ما يؤلمها حقاً هو أن يد الفأس من خشبها، حقا حقيقة مرة ومؤلمة. ومن خلال هذه الرمزية والتي تحمل بين طياتها الكثير من المعاني، أود أن أبعث برسالة الى القيادتين السياسية والدينية على حد سواء، هذه الرسالة التي وُلدت بعد تفكير عميق ورؤيا ثاقبة لمجريات الأمور.

لقد قررت كتابة هذه السطور الى أبناء العشيرة المعروفية بواسطة القيادتين السياسية والدينية علها تستيقظ من سباتها، رغم انني أعلم علم اليقين أن الحقيقة مؤلمة جدا وكل القادة يتهربون من المسؤولية ويلقون باللوم أحدهم على الآخر، وهنالك مؤشر خطير آخر لا يقل أهمية عن باقي القضايا، وهي أنه بدل من تكون رؤية مستقبلية ونهج جديد وتعامل مع الأمور بتروي وحضارة وحكمة، نراهم وللأسف الشديد منشغلين في قضايا مرت عليها عشرات السنين، لا بل أكل عليها الدهر وشرب، لا تتماشى مع روح هذا العصر ولا تواكب حضارته.

قضايا عديدة وأسئلة كثيرة تطرح نفسها، وعلى سبيل المثال لا الحصر، ماذا عن الخرائط الهيكلية، الرياضة والشباب، مكافحة المخدرات، مكافحة العنف، تخصيص المباني السكنية، تطوير مناطق صناعية وغيرها من التساؤلات.

على مدى ثمانين عاما، وللأسف الشديد، لم نر افعالاً يمكننا ان نصنفها في خانة الإنجازات، لم يفتح حتى مصنعا بسيطا ليكون مصدر رزق لبعض العائلات، في حين تستمر هذه القيادات بذر الرمل في العيون في محاولة منها لتضليل الناس والاستهتار بعقولها وتتعامل معهم بالعاطفة لكسب ثقتهم.

تسفي هاوزر، من حزب بوغي يعلون وممن صاغوا قانون القومية يحصل على أعلى نسبة أصوات من أبناء الطائفة الدرزية، ما يقارب ثلاثة وعشرون ألف صوت، فكيف يمكن تفسير ذلك، إنه وضع لا يمكن قبوله في هذا الزمن الغريب. السلطة تحاول تمزيق عقول البشر إلى أشلاء ووضعها في قوالب جديدة، أصبحنا لا نعرف بأي مكان يختبئ السيئون، الجميع يتحدث بمثالية ومسؤولية ويعمل عكس ذلك على أرض الواقع، الى متى سيستمر مسلسل الترضية وانتهاز الفرص للمكاسب والمصلحة الشخصية على حساب المصلحة العامة؟

ومن منطلق المسؤولية والمصلحة العامة، فإنني أدعو القيادتين السياسية والدينية أن يكفوا عن الحديث وكأنهم ممثلون للطائفة المعروفية وهي منهم براء، كفاكم، فنحن لسنا بسلعة تتاجرون بها وتعقدون الصفقات على حسابنا، الي متى ستستمرون في تطبيق سياسة فرّق تسد؟

المجالس المحلية حصلت على ميزانية 230 مليون شاقل، فإلى أين ستذهب هذه الميزانية؟ وهي لا تسمن ولا تغني عن جوع، كفانا هروب من الحقائق وارتماء في حضن الأوهام.

نحن أمام منعطف خطير، فإما مواجهة الواقع المر بكل جرأة ومسؤولية وإما العيش على الأطلال بعيدا عن مواكبة الحضارة والعصر.